التوسّل بالأنبياء والصالحين أنفسهم
هناك قسم آخر من التوسّل وهو التوسّل بذوات الاَنبياء والصالحين وجعلهم وسيلة لاستجابة الدعاء، والتنويه بما لهم من المقام والمنزلة عند الله سبحانه، وهذا غير القسم الخامس، ففي القسم الماضي كنّا نتوسّل بدعاء النبي ونجعل دعاءه وسيلة إلى الرب وفي هذا القسم نجعل نفس الرسول وكرامته عند الله وسيلة إلى الرب.ومن الاِمعان في القسم السابق يُعرف مفهوم هذا التوسّل؛ لاَنّ التوسّل بدعائه لاَجل أنّه دعاء روح طاهرة، ونفس كريمة، وشخصية مثالية وأفضل الخلائق، ففي الحقيقة ليس الدعاء بما هو دعاء وسيلة، وإنّما الوسيلة هي الدعاء النابع عن تلك الشخصية الاِلهية التي كرّمها الله وعظّمها ورفع مقامها وذكرها وقال : ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ )(1).وأمر المسلمين بتكريمه وتعزيره حيث قال: ( فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ(1) الانشراح: 4.