التلوّن في الاستدلال
نرى أنّ المانعين عن التوسّل بدعاء النبي في حياته البرزخية يتلوّنون في الاستدلال، فتارة ينفون حياة النبي بعد الموت، وأُخرى ينفون إمكان الاتصال، وثالثة يدعون لغوية هذا العمل، ونعوذ بالله من قولهم الرابع إذ يعدّون العمل شركاً وعبادة للرسول، أمّا الثلاث الاَُول فقد ظهرت حالها، وأمّا الشرك فلا يدرى كيف يوصف به، مع أنّ هذا عمل واحد يُطلَب في حياة النبي ويُطلَب بعد انتقاله إلى الرفيق الاَعلى أفيمكن أن يكون شيء واحد توحيداً في حالة وشركاً في أُخرى؟ مع أنّه لا يسأل الرسولُ بما أنّه إله أو ربّ، أو بيده مصير الداعي، وإنّما يسأله بما أنّه عبد صالح ذو نفس طاهرة وكريمة وهو أفضل الخلائق وأحد الاَمانين في الاَرض يستجاب دعاؤه ولا يرد.(1) لاحظ شفاء السقام في زيارة خير الاَنام للسبكي، والدرر السنية لزيني دحلان، والمبرد المبكي في ردّ الصارم المنكي لابن علان، ونصرة الاِمام السبكي برد الصارم المنكي للسمهودي.(2) النساء: 115.(3) وفاء الوفا 4: 1380 ـ 1387. طالع ذلك الفصل تجد فيه حكايات وقضايا كثيرة تدل على جريان السيرة بين المسلمين على التوسّل بدعاء النبي الاَكرم.