في الاستسقاء، ومن ذلك استغاثة ذوي العاهات به، وحسبك ما رواه النسائي والترمذي عن عثمان بن حنيف أنّ رجلاً ضريراً أتى _ صلى الله عليه وآله وسلم _ فقال: ادع الله أن يعافيني، قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: «اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك محمد نبيّ الرحمة، يا محمد إنّي أتوجّه بك إلى ربّك في حاجتي لتقضى، اللّهمّ شفّعه فيّ» وصحّحه البيهقي وزاد: «فقام وقد أبصر».وأمّا التوسّل به _ صلى الله عليه وآله وسلم _ بعد موته في البرزخ وهو أكثر من أن يحصى أو يدرك باستقصاء وفي كتاب «مصباح الظلام في المستغيثين بخير الاَنام» للشيخ أبي عبد الله ابن النعمان طُرَف من ذلك.إنّ لأبي عباس القسطلاني مقاماً شامخاً عند أهل الحديث، لا يعدل عنه إلى غيره إلاّ بدليل وهو خرّيت فن الحديث وأُستاذه، فكلامه يعرب عن تسليمه صحة ما نقل من الاَحاديث التي تقدّمت في الفصول السابقة.أخي العزيز: لقد عالجت في هذا الفصل مسألة التوسّل التي قد أثارت في بعض الاَجواء قلقاً واضطراباً، ولو أنَّ إخواننا نظروا إلى كتاب الله وسنّة نبيّه نظرة (1) المواهب اللدنية بالمنح المحمدية : 4 / 593 _ 595 .