أنوار الهداية (جزء 2) نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فيكون معنى قوله: (ما لا يدرك كله..) أي كل راجح يكون للمكلف داع
إلى إتيانه ولم يدرك كله لا يترك كله، فيمكن أن يدعى أن ظهور الصدر في
مطلق الراجحات قرينة على صرف الذيل عن الظهور في التحريم، فيحمل
على مطلق المرجوحية.والسر في قرينية الصدر على الذيل غالبا، إلا أن يكون ظهور الذيل أقوى:
أنه إذا توجه ذهن المخاطب إلى الصدر وجلب ذهنه إلى ظهوره، يمنع ذلك عن
انعقاد الظهور للذيل، فلا بد أن يكون للذيل ظهور أقوى منه حتى ينصرف
الذهن عما توجه إليه.وإن شئت قلت: إن مانعية ظهور الصدر عن انعقاد ظهور الذيل أهون من
رافعية ظهور الذيل لظهور الصدر، فإن الدفع أهون من الرفع.ولو منع من ذلك فلا أقل فيما نحن فيه من عدم رجحان ظهور الذيل
على ظهور الصدر في العموم.ثم إن الكل في الجملتين إما أن يراد منه المجموع، أو كل جزء منه، أو يراد
في الأولى المجموع وفي الثانية كل جزء منه، أو بالعكس.لا سبيل إلى الأول، لأن درك المجموع بدرك جميع أجزائه، وعدم دركه
بعدم درك بعضها، وأما ترك المجموع فبترك بعض أجزائه، وعدم تركه بإتيان
جميعها، فيصير المعنى - حينئذ - مالا يمكن إتيان جميع أجزائه يؤتى بجميع
أجزائه، وفساده واضح، ومنه يظهر فساد الاحتمال الرابع.