اشارة السبق تأليف الشيخ الفقية الجليل أبي الحسن علي بن الحسن بن ابي المجد الحلبي تحقيق الشيخ إبراهيم بها دري و تليها قاعدة ضمان اليد للشهيد الشيخ فضل الله النوري مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة
(2)
الشارة السبق إلى معرفة الحق تأليف : الفقية الجليل أبو الحسن علي بن الحسن الحلبي موضوع : فقه تحقيق : الشيخ إبراهيم بها دري الطبعة : الاولى الصف و الاخراج : مؤسسة الامام الصادق عليه السلام الكمية : 1000 التاريخ : 15 شعبان المعظم 1414 ه مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة
(3)
بسم الله الرحمن الرحيم تقديم : جعفر السبحاني العقيدة و الشريعة أو الفقة الاكبر و الفقه الاصغر يعتمد الاسلام في دعوته العالمية ، على العقيدة و الشريعة من دون تفريق و فصل بينهما . فبالدعوة إلى الاولى يغذي العقل و الفكر ، و يرفع الانسان إلى سماء الكمال ، و يصونه عن السقوط في مهاوي الشرك و الوثنية ، و عبادة الله سبحانه ، و يلفت نظره إلى مبدئه و مصيره ، و انه من أين جاء و لما ذا جاء ، إلى أين يذهب . و بالدعوة إلى الثانية يعبد طريق الحياة له و يصيئ دروبها الموصلة إلى سعادته الفردية و الاجتماعية ، الدنيوية و الاخروية .
(4)
إن المهم الجدير بالذكر هو أن الاسلام لا يفرق بين التركيز على العقيدة و الشريعة ، و يندد بالذين يفكرون في العقيدة دون الشريعة ، و يختصرون الدين في الايمان المجرد عن العمل ، بل يرى أن ترك العمل قد يؤدي إلى زوال العقيدة ، و يقول سبحانه : ( ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله ) ( الروم / 10 ) و في نفس الوقت يندد بالذين يهونون من شأن العقيدة و يعكفون على العمل و العبادة من دون تدبر في غاياتها ، و مقاصدها ، و التفكير في الآمر بها ، و يرون العبادة في السجود و الركوع فقط و يغفلون عن قوله سبحانه : ( الذن يذكرون الله قياما و قعودا و على جنوبهم و يتفكرون في خلق السموات و الارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ) ( آل عمران / 191 ) . و تأكيدا لهذه الصلة بين العلمين ، قام لفيف من علمائنا القدامي و المتأخرين بالجمع بينهما حتى في التأليف فكان الفقة الاكبر ( العقائد ) إلى جانب الفقة الاصغر ( الاحكام ) . نذكر من ذلك على سبيل المثال لا الحصر : 1 - السيد الشريف المرتضى ( 355 - 436 ه ) صاحب الآثار الجليلة . فقد جمع بين العلمين في كتابه المسمى ب " جمل العلم و العمل " . و قد تولى شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي ( 385 - 460 ه ) شرح القسم الكلامي منه و أسماه : " تمهيد الاصول " و قد طبع و نشر . كما تولى تلميذه الآخر القاضي ابن البراج ( 401 - 481 ه ) شرح القسم الفقهي منه و أسماه : " شرح جمل العلم و العمل " و قد طبع أخيرا . - الشيخ أبو الصلاح تقي الدين الحلبي ( 374 - 447 ه ) فقد ألف كتابا
(2)
5 بإسم : " تقريب المعارف في العقائد و الاحكام " و قد طبع و نشر . 3 - أبو المكارم عز الدين حمزة بن علي بن زهرة الحلبي ( 511 - 585 ه ) مؤلف : " غنية النزوع " فقد أدرج في كتابه العقائد و أصول الفقة و الاحكام . إلى ذلك من تأليف على هذا النمط يطول الكلام بذكرها . و نذكر من المتأخرين مثالا واحدا و هو كتاب " كشف الغطاء " لمؤلفه المحقق فقيه عصره الشيخ جعفر النجفي المعروف بكاشف الغطاء ( 1156 - 1228 ه ) حيث ضم إلى جانب الفقة مباحث هامة كلامية و أصولية لا يستغني عنها الباحث ، و بذلك أثبت أن العمل ثمرة العقيدة ، و قرينها تكوينا و تشريعا . و ممن سلك هذا المسلك مؤلف هذا الكتاب الذي يزفه الطبع إلى القراء الكرام ، و هو علاء الدين أبو الحسن علي بن الحسن بن أبي المجد الحلبي من إعلام القرن السادس الهجري . فقد ألف كتابه هذا المسمى ب " إشارة السبق إلى معرفة الحق " على هذا المنوال ، و قد طبع الكتاب في ضمن " الجوامع الفقهية " عام 1276 ه بالطبعة الحجرية ، و يعاد الآن طبعه بصورة محققة مصححة بهية .
(6)
ترجمة المؤلف : إن التاريخ قد بخس المؤلف حقه حيث لم يذكر عنه شيئا جديرا بشخصيته العلمية الممتازة ، و لم يكن المؤلف هو الوحيد الذي أصابه هذا البخس ، فكم له من نظير في تاريخ علمائنا . هذا هو الفقية الطائر الصيت عز الدين الحسن بن أبي طالب اليوسفي الآبي مؤلف " كشف الرموز " ( 1 ) شرحا على كتاب " النافع " للمحقق ، فلا تجد لذلك ألفية الكبير الذي يعرب كتابه عن تضلعه في الفقة ، ترجمة ضافيه لائقة بشخصيته ، إلا جملا عابرة فلا عتب علينا إذا لم نوفق لاداء حق مؤلفنا - صاحب الكتاب الحاضر - فلنذكر ماوققنا عليه من جمل الاطراء و عبارات الثناء عليه : 1 - قال المحقق الشيخ أسد الله التستري ( م 1234 ه ) صاحب المقابس : و منها ابن أبي المجد الشيخ الفقية المتكلم النبيه علاء الدين أبو الحسن علي ابن أبي الفضل بن الحسن بن أبي المجد الحلبي - نور الله مرقده - و هو صاحب كتاب " إشارة السبق إلى معرفة الحق " في أصول الدين و فروعه إلى الامر بالمعروف ، و تاريخ كتابة نسخته الموجودة عندي سنة ثمان و سبعمأة ، و يظهر من الامارات أنها كانت عند صاحب " كشف اللثام " و أن هذا الكتاب هو الذي يعبر عنه فيه 1 - فرغ عن تأليف كتابه عام 672 ه . و لا نعلم من ترجمته أنه تلميذ المحقق المتوفى عام 676 ه .