فکر الإسلامی مواجهة حضاریة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فکر الإسلامی مواجهة حضاریة - نسخه متنی

سید محمد تقی مدرسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



ومن هنا فليس من الممكن في الإسلام استخدام الجيش ضد الشعب ـ كما هو الحال في الدول الحديثة ـ بل الجيش يقف دائما مع الشعب لأنه ليس جهازا من غيره.

ب- ان الإسلام يشترط في كافة أجهزة الدولة ان يكونوا كفوئين أمناء ويفرض على الناس مراقبتهم. فلا يمكن للرئيس ان ينصب واليا غير كفوء أو غير أمين.. وإذا ظهرت أجهزة الدولة فليس من الممكن ان تستخدم للأغراض أو المصالح الخاصة.

ج- ان الدين يقاطع سلاطين الجور ويأمر الناس بمقاطعتهم ولذلك فإن الرئيس الخائن لا يمكنه ان يعيش في مجتمع مسلم.

وهذه الضمانات الثلاثة وضمانات أخرى يقدمها الإسلام كلها نابعة من فلسفة الإسلام في الحكم حيث يرفض بكل شدة ان يكون هناك قطاعان: حاكم ومحكوم، شعب وحكومة، بل يمزجهما أبدا ويجعلهما كيانا موحدا.

4- وبعد ان يوفر الإسلام كافة الضمانات في شخص الرئيس يجعل منه القوة الأولى والمركز الأعلى في البلد ويجعل جميع أجهزة الدولة تابعة له، ولا يجعل لهم كيانا مستقلا عنه.. وبهذا يضمن صلاحهم أيضا فتصبح الحكومة الإسلامية أمثل الحكومات جميعا برئاستها وبأجهزتها..

5- ويقر الإسلام التنافس الحر الذي يدع للشعب الخيار في انتخاب أقرب الناس إلى الصواب، وليس معنى هذا ان الإسلام يقر الأحزاب المتحاربة التي تفسد البلاد، بل معناه: ان الدين يقول: على الناس ان يطيعوا كل من توفرت فيه شروط خاصة- كالفقه والعدالة والرجولية- دون ان يعيّن شخصا خاصا. ويبقى على الناس ان يختاروا بعقولهم لا باهوائهم احسن الفقهاء دينا وأشدهم ورعا، ولهم بعد ذلك ان يرجعوا عن فقيه إلى آخر متى شاؤوا، وليس للفقيه ان يمنعهم عن ذلك..

ومتى توفرت هذه الشروط فلابد ان يرشح كل من يجد في نفسه الكفاءة للرئاسة، اما الناس فإن رأوا فيه ذلك اتبعوه. ولذلك فلا يزال في البلاد الإسلامية فقهاء متعددون لكل منهم رئاسته الخاصة.. فإذا وجد الناس اقل انحراف من الفقيه رجعوا فورا إلى غيره، واذا علم الفقيه ذلك فليس من المعقول ان يتعمد الانحراف (وكل هذه الامور مجربة في العالم الإسلامي حتى اليوم).

6- وبعد كل هذا فإن الدين يحفظ الناس- لاسيما الفقهاء- عن الانحراف بتطهير قلوبهم عن الاهواء والشهوات (وقد مر تفصيل ذلك عند بيان اصلاح الناس).

7- ويرى الإسلام ان الصفات التي تجعل القائد مثاليا هي:

أ- التقارب بينه وبين الناس. يقول ضرار في صفة الامام علي عليه السلام: (كان والله كأحدنا يدعونا إذا انلناه ويجيبنا إذا سألناه).

ب- ان لا يتخذ لنفسه حجابا ووسائط من دون الناس.

يقول النبي (ص) في وظائف الوالي: (ولم يغلق بابه دونهم).

ويقول الامام علي عليه السلام: (لا تتخذن حجابا ولا تحجبن احدا عن حاجته حتى ينهيها اليكم).

ج- عدم التعدي على حقوق الاخرين وان كان له السيطرة التامة عليهم وإجراء العدل بينهم.. قال الله سبحانه [ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل] (النساء/ 58).

د- ان يكون برا رحيما بالناس. قال الإمام السجاد (ع): (أما حق رعيتك بالسلطان فإن تعلم انهم صاروا رعيتك لضعفهم وقوتك فيجب ان تعدل فيهم وتكون كالوالد الرحيم).

هـ- ان يستشير في أمور البلد أهله ولا يستبد برأيه الخاص. قال الله سبحانه: [وشاورهم في الأمر] آل عمران/ 159).. وقال: [وأمرهم شورى بينهم] (الشورى/ 38).

و- التواضع للناس.. قال الله سبحانه: [واخفض جناحك للمؤمنين] (الحجر/ 88).. وقال الإمام علي عليه السلام لواليه على مصر (فاخفض لهم جناحك وألن لهم جانبك وأبسط لهم وجهك).

ز- المساواة بينهم في كل شيء حتى في مثل النظر واللحظة. قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام لواليه (وبينهم في اللحظة والنظرة حتى لا يطمع العظماء في حيفك لهم (أي ظلمك الناس لصالح العظماء) ولا ييأس الضعفاء من عدلك عليهم).

ح- ان يعيش مثل أضعف من تحت سلطته.. كتب الإمام علي عليه السلام إلى عثمان بن حنيف الأنصاري عامله على البصرة، وقد بلغه انه دعي إلى وليمة قوم من أهلها فمضى اليها.. كتب إليه يقول: (أما بعد يا بن حنيف، فقد بلغني ان رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت اليها.. (وأضاف بعد توبيخه على ذلك): لو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل ولباب هذا القمح ونسائج هذا القز (الحرير) ولكن هيهات ان يغلبني هواي ويقودني جشعي إلى تخير الاطعمة ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشبع، أو أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى (جائعة) وأكباد حرى (عطاشى) أو أكون كما قال القائل (وحسبك داء ان تبيت ببطنة وحولك أكباد تحن إلى القد.) أأقنع من نفسي بأن يقال لي: أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر؟ أو أكون أسوة لهم في خشونة العيش).

ط- ان يلتزم بعهوده ومواثيقه التي يقدمها لشعبه أو للشعوب الأخرى، قال الله سبحانه: (الا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا اليهم عهدهم إلى مدتهم ان الله يحب المتقين).

وليس معنى هذا ان على الرئيس ان يستسلم لشروط مجحفة وعهود ظالمة تفرضها الدول الأخرى، بل على العكس يجب على الرئيس ان يحرض الناس على القتال في سبيل الله، ويستعد دائما للدفاع عن بلاده.. قال الله تعالى (يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال ان يكون منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وان تكن منكم مئة صابرة يغلبوا ألفا من الذين كفروا ذلك بأنهم قوم لا يفقهون).

وقال: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم).. وإنما المقصود ان عليه ان يفي بعهوده التي هي في صالح المسلمين.

9- ويرى الإسلام ان للحكومة وظائف أربعة فقط اليوم:

أ- استنباط الأحكام من مصادرها الشرعية (القوة المقننة).

ب- تطبيق الأحكام على المواد الخاصة بمثابة القوة القضائية.

ج- تنفيذ الأحكام بإجراء الحدود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر العقائد الدينية وما أشبه مستفيدا في ذلك من كافة الوسائل الإعلامية والتربوية الجماعية.

د- تنظيم حياة الناس بتحديد الثروات وتوجيه التجار وجباية الضرائب وبناء المشاريع العامة كالمساجد والطرق والجسور والسدود، وكل ما هو في صالح المجتمع والتي نسميها اليوم بالخدمات الاجتماعية. أما سائر ما تبنته الدول اليوم، فالإسلام لا يأمر بها.. ذلك:

1- لان الجيش ـ مثلا ـ تابع في كافة شؤونه للشعب، والحكومة هي التي توجه الشعب إلى ما يجب عليهم القيام به.

2- والتربية والتعليم والتثقيف العام (الصحف، الإذاعة، التلفزيون، دور النشر) مؤسسات اجتماعية يجب ان يقوم بها الناس أنفسهم بتوجيه من الحكومة، فإذا عجزوا قامت بها الدولة.

3- وتصنيع البلد أمر يناط بالناس أنفسهم تحت إشراف الدولة ولا تنتج من ذلك المضاعفات التي نتجت في الدول الرأسمالية ذلك لأن الإسلام يحدد الثروات ويمنع الاحتكار، ويفرض الضرائب كما سبق الحديث في ذلك.

4- والتجارة الخارجية والداخلية أيضا من حق الشعب أنفسهم بعد ان تنظمها الدولة وفقا للمصالح العامة.

5- والزراعة كالتجارة ترتبط بالشعب، ومنها استغلال الثروات المعدنية..

وبصورة موجزة:

ان الدولة في الإسلام منظمة لأمور الناس وحافظة على توازنها، وليست غاصبة لحقوقهم مستقلة بشؤونهم.. نعم، إذا عجز الناس عن إدارة شؤونهم تتدخل الدولة وذلك أما بالاستقلال بها أو بإنشاء تعاونيات شعبية أو شركات عامة.. علما بأن أوامر الدولة في الإسلام مطاعة من قبل الناس.

فإتباع الجيش لأوامر القيادة ليس ذلك رغما على أنفه، بل وفقا لحريته، وخضوعا لما اتبعوه من تعاليم دينهم.

وفلسفة الإسلام في حصر مسؤولية الدولة في الأمور السابقة، يتلخص في ان تدخُّل الدولة في الشؤون الاجتماعية يوجب تحديد المجتمع وسلب حريته وخنق روح الابداع فيه، وأخيرا لا ينتج منه الا الضعف والعجز، كما انه يوجب تضخم مسؤوليات أجهزة الدولة، وتعقد علاقاتها، مما يسبب عدم قيامها بواجباتها الضرورية الهامة، كما نرى ذلك في أكثر الدول القائمة اليوم.

القسم الثالث عن الإنسان والمجتمع

البحث الثالث عن:

ميزات النظام الإسلامي

كلمة البدء

الحق

يوم الدين

جوانب عن حياة الإنسان

أفراد البشر

تطور الإنسان

تنفيذ الأحكام

التجربة الكبرى

كلمة البدء

لقد بحثنا في فصل سابق الفلسفة العملية في الإسلام، وعرضنا الخطوط العريضة لأحكام الدين. وكان طبيعيا ان يشمل ذلك العرض شيئا من ميزات الإسلام، بيد انه لم يكن كافيا لفهم أدق وأوسع لأنه كان يفقد نوعا ما عنصر المقارنة. والآن وبعد ان كملت جوانب الفلسفة العملية في المنهجين الإلهي والبشري نود ان نعرض ميزات الإسلام عرضا موجزا وشاملا، بمقدار ما تسمح به صفحات هذا الكتاب لأن الموضوع يستدعي أسفارا ضخمة.

والميزات الرئيسية في الإسلام هي: ان الإسلام أحق وأجدر بالإنسان ان يتبعه، وانه منهج الله رب العالمين، وانه شامل لجميع نواحي البشر، وشامل لكل أفراد البشر، وشامل لكل أدواره، ومراحل تطوره، وانه ينفذ احكامه وتعاليمه في حين لا يمكن غيره من تنفيذه. ينفذها بالإيمان والضغط الاجتماعي وقانون العقوبات وما أشبه.. وانه مجرب قد أوسع فهما ودرسا.

الحق..

في الفلسفة النظرية حصلنا على تعريف دقيق للحق وهو: ان الحق هو (ما يطابق الواقع) وفي الفلسفة العملية عرفنا ان الإسلام بما له من معارف تطابق فطرة الإنسان وتنسجم مع سنن الكون هو الحق.. دون سواه.

وهذه ميزة للنظم الإسلامية.. لماذا؟ لأن الحق يجب ان يتبع ومن يعارض الحق تكون عاقبة أمره شرا. وهذا أمر وجداني نذكر به عبر أمثلة.

1- الحق يقول: ان الله خالقنا الكريم أعرف بحالنا منا وأولى ان يتبع أمره وتنفذ شرائعه، والذي يخالف هذا الحق ماذا سوف يكون مصيره؟ أليس انه يتبع منهجا يضعه هو؟ منهجا ضحلا خاطئا يرديه ويحل عليه كل يوم قارعة جديدة؟

2- الحق يقول: ان نفس البشر تهوى الشر، ومن إتبع نفسه جرته إلى الفساد، وان عقله يهديه إلى الرشد ومن اتبعه بلغ السعادة. ومن خالف هذا الحق واتبع نفسه وأعرض عن عقله كانت عاقبته خسرا.

3- الحق يقول: ان الأخلاق الفاضلة وتحقيق الحرية البشرية يخلقان المجتمع الكريم، ومن خالف هذا الحق أبتلي بالمجتمع الفاسد.

4- الحق يقول: ان تيار الكهرباء مضيء، وان القنبلة الذرية تدمر. فمن اتبع هذا الحق استنار بالكهرباء وحذر من استعمال القنبلة، ومن أعرض عنه (فأعرض عن الكهرباء واستعمل القنبلة الذرية) أليس يخسر نفسه بغير جدوى؟

يقول الله سبحانه (أفمن يهدي إلى الحق أحق ان يتبع أمن لا يهدي الا ان يهدى ما لكم كيف تحكمون).

يوم الدين

عرفنا في فصل العقائد ان بعد الموت حياة باقية يثاب فيها المحسن ويعاقب المسيء (يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره).

ولنقارن إذن بين الدنيا والآخرة. ان حياتنا الدنيا لا تتجاوز في أحسن الفروض السبعين عاما: نصفها نوم وطفولة ومرض وأعمال ضرورية لا نملك الا فعلها، والباقي (35) عاما.. ولنفرض اننا نستطيع ان نتمتع فيها بكامل التمتع بعيدين عن منهج الله سبحانه (وهو مستحيل طبعا)[34]. فماذا يحدث؟

نخسر الآخرة التي ليس لها إنتهاء وانها حياة خالدة لا يمكن ان تحدد حتى بكلمة مليون ومليار أو ما شابه ذلك. (خالدين فيها أبدا).

وإذا خيرنا بينهما: فأي عاقل يبيع أكثر من مليون ومليار عاما وأكثر في سبيل (35) عاما فقط؟!

دع عنك ان عمر الدنيا كلها لا تساوي ساعة من متعة الآخرة! انها متعة لا تقاس بالدنيا.. (فيها ما لا عين رأت ولا إذن سمعت ولا خطر بقلب بشر)..

يقول الفيلسوف البريطاني برتراند رسل: (أنا لا اعتقد بالآخرة، ولكن حق على الذي يعتقد بها ان يصرف كل عمره في سبيل تحصيلها. ذلك لأن تسعين سنة لا قيمة لها ازاء حياة خالدة)[35]. أليس من الأفضل ان يتبع الإسلام لنحرز حياة خالدة في الآخرة تطفح بالنعيم والآلاء؟

ولو فرضنا ان الإسلام يسبب لنا شقاء طويلا في الدنيا (وهو فرض غير واقعي طبعا)، أليس من الخير لنا ان نتحمل هذا الشقاء مثلما نتحمل متاعب ليالي الامتحان لنحظى بنعيم الأبد، كما نحظى بنجاح السنة؟

قال الله سبحانه: [ان للمتقين مفازا* حدائق وأعنابا* وكواعب أترابا* وكأسا دهاقا* لا يسمعون فيها لغوا ولا كذبا* جزاء من ربك عطاء حسابا].

ان نسبة السبعين إلى ما لا نهاية، أقل من نسبة ساعة واحدة إلى عمر الأرض كلها.. فلو قيل لك: انك لو تعبت في هذه الساعة عشت مدى العمر سعيدا وبصورة عكسية لو تمتعت فيها شقيت مدى العمر.. ماذا سوف يكون اختيار العاقل الحكيم؟ ان الذين يتبعون أهواءهم من الماديين يخالفون ولا شك عقولهم التي تلومهم على ترك الحق والتعرض لعذاب الله الاليم.. ولكن هل ينفعهم الإنكار؟ هل ينقذهم من عذاب الله؟ ام يستطيعون خلودا في الدنيا وتمتعا بها؟

(الا ان الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة).

جوانب عن حياة الإنسان

للبشر جوانب مختلفة: فله عقل وجهل، وله جسم وروح، وله حاجات ورغبات وتطلعات وغايات، وله فوق ذلك- أطوار؛ فهو جنين في رحم أمه، وصبي في المهد، ويافع وشاب، وله علاقات بعائلته، وأهل بلدته، وأهل مهنته، وله مئات من الشؤون الأخرى..

والغريب ان كل ناحية من نواحي الإنسان ترتبط ارتباطا وثيقا بسائر نواحيه. فلجسمه تأثير على روحه وبالعكس لروحه تأثير على جسمه كما ان لعقله تأثير في هواه وبالعكس. والفرد يؤثر في المجتمع والمجتمع يؤثر في الفرد، وهكذا[36].

وليس في العالم نظام شامل لجميع هذه النواحي، ليس هذا ادعاء بل لم يأت نظام واحد يدعي انه يضع تعاليم للروح وتوجيهات للنفس وقوانين للمجتمع وأحكام للفرد و..و..و..

فالنظام الرأسمالي مثلا ( لا يدعي انه شامل لتعاليم صحية أو خلقية أو بيتية أو ما اشبه)، والنظام الاشتراكي وان ادعى الشمولية الا انه جعل أكثر أحكامه مستوحاة من ارادة الرؤساء المرتجلة القائمة على انكار وجود الروح والخلق السامية للانسان (ولقد اثبت سابقا وجودهما) ولم يبق الا الإسلام، الذي هو منهج للتفكير، وفلسفة للكون، وأحكام للجماعة، وتعاليم للفرد منذ ان يكون جنينا وإلى ان يصير ميتا، وتصحيح للسلوك وتهذيب للنفس و.. و..

وفي كل فصل يتعرض الدين لكل ما يمكن ان يقع من احتمالات وفروض[37].

وفي هذا عدة قواعد:

1- انه يبعث قوة في النظام الإسلامي حيث يغني الفرد من تجشم متاعب نظام آخر.

2- انه يجعل بناء حياته متكاملا وعلى نسق واحد ولا يكون أمره فرطا يناقض بعضه بعضا، كما نجده في الرأسمالية. مثلا: يؤمن بالله بينما لا يؤمن بشرائعه، ويؤمن بالإنسان بينما ينسى نظامه بعيدا عنه.. وهكذا..

3- وأخيرا انه يجعل النظام قويا يمسك بعضه بعضا. فمثلا: الإسلام يقول في فصل المعرفة: ان الخطأ في التفكير ناشئ من اتباع الهوى، وانه لابد لمن يريد الحق ان يخالف هواه.. وهو يقول في فصل الأخلاق: لابد من اتباع العقل بدل اتباع الهوى، ويضع كل المناهج الخلقية على أساس هذه الفكرة.. وفي فصل السياسة يقول: لابد ان يكون الرئيس تابعا لعقله وليس لهواه، ولابد ان يكون انتخابه من الناس في هدى عقولهم لا في ظلمات أهواءهم. وفي فصل العبادات: يجعل الصلاة والصوم والحج وما أشبه، وسيلة لدعم عقول الناس وطمس أهواءهم. وهكذا ان مثل الإسلام كمثل شجرة طيبة أصلها ثابت تتفرع وتتوسع وترتفع حتى تشمل العالم كله..

وكل حكم منه يرتبط بكل شؤون البشر، والأحكام الأخرى ترتبط بهذا الحكم.

أفراد البشر

1- لا يصلح أي نظام في العالم ان يسود البشرية جميعا.. ذلك لأن النظام الرأسمالي انما هو منبثق من اهواء طبقة الأغنياء، وكل ما فيه موضوع لحمايتهم فقط. انه نظام الأغنياء ويضطر الفقراء إلى اتباعهم.

والنظام الاشتراكي منبثق من اهواء طبقة الفقراء (كما يقولون) ولا يخدم الا مصلحتهم فقط.. ولابد عندهم من سحق سائر الطبقات. ونظم الأرض كلها تميز طائفة على أخرى، سواء على أساس طبقي أو قومي أو إقليمي أو ما شابه.

2- ولا يمكن ان يأتي نظام يشرعه بشر ثم يكون شاملا لهم جميعا وذلك للأسباب التالية:

أ- ان الإنسان يتأثر بمحيطه وبيئته مهما حاول الترفع عنهما فإن اختياره لابد ان يتأثر بذلك ولهذا نرى ان المشرعين والفلاسفة في العالم ينطبع كل منهم بطابع المحيط.

ب- ان الإنسان يتبع هواه، فهو ان كان يحب بلده رفعه في النظام درجة وان كان يهوى طبقة معينة مال إليها ميلة. وهكذا.. ومن هنا نجد طابع القومية أو الطبقية باديا على كل نظم الأرض.

ج- ان الفرد الواحد لا يمكنه ان يحصل على المقاييس الدقيقة التي تخضع لها الجزئيات الصغيرة في كل بلد. ولذلك فهو يضع حكما شاملا ولا لأنه لم يعرف الاستثناء.. فيسبب ذلك شقاء طويلا.

د- ان أنظمة البشر مادية تستوحي كل واقعها من المادة وبما ان للمادة في كل منطقة وفي كل يوم شكل جديد وصيرورة خاصة، فإن الأنظمة تتأثر في كل مكان بما لها من ملامح.. فمثلا: لا تعترف نظم الأرض بالعقل.. ولذلك فإنها تضع كل أحكامها على أساس المصلحة. والمصلحة تابعة لنوعية وسائل المعاش الذي يختلف باختلاف الأماكن فيختلف النظام.

والإسلام يعترف بالعقل، ويستوحي منه كل أحكامه وواضح ان العقل واحد في كل مكان ولا يخضع ببيئة دون أخرى، ولا لحالة دون حالة.. فحينما يقول النظام الغربي للكاذب: أصدق! لا يقوله الا بعد ان يرى مصلحته في هذا ولا تكون مصلحته في ذلك الا في أحوال خاصة. بينما النظام الإسلامي يقول للناس كلهم: أصدقوا وفي كل الأحوال، ويتوسل لذلك بعقولهم لا بمصالحهم المختلفة.. وهكذا.

والإسلام شريعة الله الخالق لكل العباد لا يخضع في ظله شعب لشعب ولا طبقة لطبقة، مما يؤدي إلى اختلال التوازن ونشوب الأزمات..

شريعة الله الذي لا يفضل أحدا ولا شعبا، ولا طبقة على غيرها.

شريعة الله الذي لا يتأثر بمحيط وبيئة.

شريعة الله العالم بكل المقاييس التي تخضع لها حياة البشر ولذلك فهي صالحة لأن تطبق على كل البشر على نحو مساو ودون قلاقل.

تطور الإنسان!

في واقع البشر جوانب ثابتة، وجوانب متطورة. فما يتعلق بروحه وعقله (رغباته وحاجاته وتصوراته وأخلاقه ووجدانياته) لا يتغير.. أما ما يرتبط بكيفية بروز الرغبات وسد الحاجات وامتداد التصورات فهو الذي يتطور..

جوهر الإنسان والمقاييس العامة التي يخضع لها لا تتغير فلا يمكن ان يكون هناك إنسان لا يحب نفسه أو لا يحب الخير أو لا يعرف ان الصدق والوفاء والايثار أمور حسنة.

وما سوى هذا الجوهر خاضع للتطور ذلك لأن جوهر الإنسان ونظامه لا يرتبط بالمادة فلا يتغير. أما سوى ذلك فهو أمر مربوط بالمادة ولذلك يتطور بتطورها.

والنظم البشرية، تلاحظ مادية الإنسان، ولذلك فهي خاضعة للتطور والتغيير[38]. أما أحكام الإسلام فهي موضوعة وفقا لجوهر الإنسان ومقاييسه الروحية ولذلك فهي لا تتغير.. وكما يصرح علماء القانون البشري سواء الغربي أو الشرقي- ان نظمهم مستوحاة (على أفضل وجه) من ظروف البلد الذي يسن له القانون، فإذا تغيرت تغير القانون. أما الدين فيقول: (حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرام محمد حرام إلى يوم القيامة).

تنفيذ الأحكام

ويمكن ان يكون في النظام الغربي أو الشرقي (الجاهليين) قبسات ضوء أو ومضات خير، ولكنها لا تطبق الا في حالات نادرة. وماذا تغني لائحة حقوق الإنسان في مكتبة الأمم المتحدة، إذا ساد الشقاء، وعم العداء كل أرجاء العالم؟

المهم تطبيق النظام، والمهم ان يملك النظام ضمانا للتنفيذ وان يكون فيه صلاحية ذلك.

والسبب في عدم تطبيق نظم الأرض هي ثلاثة أمور:

1- إنها من صنع البشر أنفسهم وما صنعته يد البشر تنقضه يده أيضا.

2- انها لا تصلح في كثير من فروعها للتطبيق[39].

3- انها لا تملك قوة كافية للتطبيق ذلك لأنها في الواقع تعتمد على قانون العقوبات، الذي ان كان صحيحا (وهو غير صحيح)، فهو غير كاف لما سيأتي.

أ- ولكن الإسلام ليس من صنع البشر حتى يملك البشر نقضه. فليس هناك قوة في الأرض ومنها قوة السلطة تملك تغيير حكم الله. فالبشر يشعرون بالتضاؤل أمام قانون الله لأنه قد وضع من لدن حكيم عليم.

ب- انها صالحة للتطبيق، وقد طبقت في التاريخ مرات كثيرة. وقد استمد صلاحيته هذه من عدة أسباب:

1- انه يلائم فطرة الإنسان، فإذا هي تنسجم مع طبيعته إنسجاما عجيبا.. فهو مثلا: يحكم بما يهوي إليه العقل، ويشبع رغبة النفس ويسد حاجات الجسم.

2- انه ميسور باعتبار ملاحظته للضعف البشري وليس أدل على ذلك من ان الحكم مرفوع في الدين عن المكره والمضطر والمجنون والصبي والنائم والجاهل، وكل حكم فيه ضرر أو عسر أو حرج أو اختلال نظام فهو مرفوع.

3- انه مبسط ويستطيع أقل المسلمين فهما ان يطلع على ما يحتاجه من أحكام في عمره خلال أشهر معدودة.

ج- انها تملك قوى كثيرة للتطبيق، ولابد ان نشير قبل بيان تلك القوى إلى ان النظام مهما كان شاملا فإنه يحتاج إلى قوة إجرائية أكبر من النظام نفسه.. والإسلام بما هو نظام كامل شامل وفيه مئات الآلاف من الأحكام فإن تنفيذه يدل على ان قواه الإجرائية أكبر وأعظم من كل نظام آخر..

والقوى الإجرائية في الإسلام هي:

1- الإيمان.

2- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

3- التربية.

4- الحدود والقصاص والديات.

ولابد ان نعرض كلا منها بشيء من التفصيل

1- الإيمان..

والإيمان بالله المحيط علما وقدرة وباليوم الآخر الذي يجازي فيه بالخير خيرا وبالشر شرا قوة لا مثيل لها في دفع الفرد إلى عمل الخير وتتميز عن غيرها بأنها:

1- تستطيع ان تهذب النفس من الداخل وتنظم مشاعر الإنسان وتحفظه من الحسد والحقد والجبن والقلق وما أشبه.

2- تتمكن من حفظ الفرد عن الخروج عن أحكام الله حيث لا مراقب ولا دولة ولا جزاء.

3- ان عمل الخير الصادر عن النفس المؤمنة يكون عملا متقنا باعتباره صادرا عن إرادة الفرد ورغبته وليس كرها عليه..

وبصورة معكوسة تماما نجد القوانين البشرية (الجاهلية):

1- لا تتمكن من تهذيب النفس من الداخل، ولذلك يشيع القلق النفسي في الدول الأوروبية وتطفح النفوس بالعقد الجنسية والحضارية.

2- وهي لا تستطيع ان تنظم سلوك الفرد الداخلي فلا تستطيع قطع الاجرام الذي كثيرا ما يقوم سرا. ومن هنا فإن البشر عاجز عن توفير حياة طاهرة عن الإجرام لنفسه وان صرف المبالغ الطائلة[40].

3- وحيث ان الفرد يريد من الداخل الشر ويجبر على عدم فعله من الخارج، فإنه يعيش أزمة داخلية بإستمرار أو ينمو فيه بغض متزايد للشعب والقانون وينتهي بالثورة والتمرد اللذين نجد نماذج منها في دول العالم الراقية اليوم..

2- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..

صفة الحياة صفة فطرية في الإنسان. ومن هنا فالفرد تابع لمجتمعه وقليلا ما يخرج عن عاداته التي يعاب من خرج عليها.. والدين يستخدم هذه الصفة حيث يجعل العمل بأحكام الدين صبغة اجتماعية يعاب من تركها، وتبرز هذه السمة حينما يوصي الدين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويفرض على كل مسلم: ان يراقب الناس جميعا فإذا رأى مروقا أو خروجا على حكم ديني أو أخلاقي سارع إلى انكاره بكل عنف.. أرأيت كيف يكون حال مجتمع كل أهله رجال أمن وشرطة؟.. ومن الطريف ان الأمر بالمعروف قد يكون مأمورا به غدا من قبل نفس الذي يأمره اليوم.. ذلك لأن المسؤولية في هذا الصدد تجري على الكل بصفة متساوية.. فالمؤمنون يتواصون بالخير.. وهذه القوة لا تبلغ في حجمها القوة الإيمانية ولكنها في نفسها قوة كبيرة إذ ان مراقبة الجماهير أقوى بكثير من مراقبة طائفة خاصة (كرجال الأمن والشرطة) في القانون البشري في حين انه لا يكلف الشعب مالا ووقتا ولا أي شيء آخر.

3- التربية..

والتربية (التي سبق الحديث حولها في فصل اصلاح الناس[41]) عامل آخر مساعد لإجراء أحكام الدين..

ومع ان سائر النظم قد استخدمت هذه القوة الا ان ترابط نظم الدين وتفاعلها مع النفس الإنسانية لا مثيل لها في النظم الأخرى. ولذلك فإن التربية في سائر النظم لا تستطيع خدمة النظم مثلما تفعله في الإسلام، بالإضافة إلى ان التربية الإسلامية تتميز بعدة سمات تجعلها أقوى من غيرها:

1- استخدام كافة الطاقات الكامنة في جوهر الإنسان كالعاطفة والعقل وحب الذات وحب الأقرباء وهكذا..

2- تقوية أواصر الأسرة والقرابة مما تؤثر في انطباع الفرد بخلقهم.

3- تنقية الجو المحيط بالأطفال بحيث يجعل الطفل لا يفكر مجرد تفكير في الجريمة.

وقد لا نستطيع ان نعرف مدى تأثير التربية في تطهير نفس المؤمن وعمله من الرذيلة والجريمة، ولكن الواضح ان لها تأثيرا بالغا جدا.

4- العقوبة..

والعقوبة المفروضة في الإسلام.. ليست فقط تكميلا لنواقص الإنسان بل انها حصن منيع للمجتمع عن الجريمة أيضا.

والعقوبات الإسلامية التي تشمل كلا من الحدود والقصاص والديات تتميز بالسمات التالية:

1- انها لا تثبت بشبهة أو سوء ظن، بل تدرأ بالشبهات[42].

2- وبعد ان تثبت الجريمة ويثبت ان مرتكبها قد ارتدع عنها طبعيا فللإمام ان يعفو عن صاحبها، فتحا لباب التوبة أمام المجرمين.

3- ولكن ان لم يثبت انه قد تاب، فمن المستحيل قبول الشفاعة فيه أبدا[43].

4- بما ان الجريمة يجب ان تحسم مادتها بعزم وإصرار فإن الإسلام يضع عقوبات مناسبة لكل جريمة دون ان يرحم المجرم.. ومن هنا كان قطع اليد والاعدام والقصاص في النفس والأطراف مشروعا في الإسلام.

وقد ثبت ان وضع هذه القوانين الحاسمة هو العلاج الوحيد لقطع دابر الجريمة، وان تماهل القوانين الأخرى[44] حول الجريمة هي التي سببت ازدياد نسبة الجريمة في كل بلاد العالم..

في حين ان انحسام مادة الجريمة عن المجتمع الإسلامي كان مسببا نوعا ما عن هذه العقوبات.

التجربة الكبرى

وللإسلام التجربة الكبرى في التاريخ، دامت أكثر من أربعة عشر قرنا أظهر فيها كفاءته لتوفير السعادة جميعا..

وتجربة الإسلام هذه شملت، كافة المجالات وهي تفيدنا من وجوه شتى:

1- انه قابل للتطبيق في كافة المجالات وفي كافة الظروف وجميع القوميات.

2- انه يتمتع بكفاءة لتوفير السعادة للبشر[45] وقلع مادة الجريمة والرذيلة والاستعباد والاستغلال وخنق الحريات..

3- ان تطبيق نظام ما في الواقع الخارجي يبعث بالإنسان إلى محاولة تطبيقه مرة أخرى.

هذا هو الإسلام .. وهذه هي مزاياه وقد طبق مرة فكان رصيدا لنا لتطبيقه، أفلا يلزمنا شرف الحق ان نعمل لتطبيقه؟..

الاستقامة..

حينما يقول القرآن الكريم: (اهدنا الصراط المستقيم) يشير إلى واقع ضخم هو ان الإسلام فقط يمثل الطريق الوسط الذي لا تطرف فيه ولا انحراف، يجمع فيه كل محاسن اليمين واليسار ويرفض كل مساوئهما.. وهذه أمثلة في ذلك:

1- في مجال الفلسفة؛ لم يتطرف الإسلام إلى جانب الروح فينكر الجسد وإلى جانب الجسد فينكر الروح، بل قال بهما. كما لم يقل ان الإنسان خير محض ولم يقل انه شر محض (كما تطرف آخرون) بل قال بهما جميعا.

2- وفي الاجتماع؛ كان الشعور بالتعاون وتحقيق نظامه ميزة من تطرف إلى جانب الجماعة ونسي الفرد. وكان تحمل المسؤولية والنشاط والابداع ميزة من تطرف إلى جانب الفرد ونسي الجماعة. وكان لها لتطرفهما مساوئ ولكن الإسلام جمع بين الميزتين، وقال: ان الفرد مسؤول في حين انه يجب عليه التعاون أيضا.

3- وفي الاقتصاد؛ توجد في الرأسمالية حرية ولا ضمان للفقراء وفي الاشتراكية ضمان بلا حرية، فجمعهما الدين وقال بالحرية والضمان معا.

4- وفي السياسة؛ كانت قوة التنظيم وشدة الانسجام وإطاعة الأوامر كلها من ميزات الحزب والديكتاتورية وكان البعد عن الخطأ واجتماع العقول والرضا والحرية من ميزات الديموقراطية، فجمعهما الدين وقال: لابد من إطاعة الرئيس وعلى الرئيس ان يستشير، وقال (وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله).. فهناك عزم من جهة ومشورة من جهة ثانية. ثم هناك حرية إذ ان الناس يتبعون قرار الرئيس بمحض إرادتهم التي اختاروا بها هذا الدين.

والإسلام لا يتطرف إلى جانب الدنيا فينسى الآخرة كما صنعته اليهودية ولا يعكس كما صنعته المسيحية في الرهبنة بل قال: (أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا وأعمل لأخرتك كأنك تموت غدا).

وإذ تأتي على آخر ما ذكرنا من مزايا الإسلام فلا يعني اننا قد بلغنا فيها المنتهى، بل لا ندعي الا اننا قد عرضنا الا شيئا يسيرا منها.

نسأل الله ان يوفق العالم إلى تطبيق هذا الدين الذي ينقذهم من شقاء الدنيا وعذاب الآخرة.

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

كربلاء المقدسة العراق

25 6 1389 هجرية


/ 15