اما الاستناد الى البشارات الواردة
في كتب الاديان المقدسة , فهو من باب الدليل الاضافي , او الشواهد
الـمـؤيدة , فلا تسقط النتيجة
المتحصلة منه بسقوط او بطلان الاساس , لان هذه العقيدة قائمة على
اسـس اخرى ايضا, اذن
لا مجال للاعتراض على صحة هذه العقيدة , حتى مع افتراض بطلان بعض
اسسها, باعتبار القول بتحريف تلك الكتب .
اجـل , ثمة ثمار مهمة لدراسة
وتوثيق هذا الدليل , وهي هداية اتباع الديانات الاخرى الى الحق والى
المصلح الالهي الحقيقي , بالاستناد الى
كتبهم نفسها, وفي ذلك حجة كاملة عليهم , هذا اولا, وثانيا فان
مـثل هذه الدراسة تؤكد الجانب العاملي
في القضية المهدوية ,وتوفر محوراجديداللوفاق بين الاديان
المختلفة بشاءن المصلح العالمي الذي ينتظرونه جميعا.
2 ـ ليس ثمة من يقول باءن جميع
ما في كتب الاديان السابقة محرف , بل ان المتفق عليه بين المسلمين
وقوع التحريف في بعضها وليس
في كلها. لذلك فان ما صدقته النصوص الشرعية الاسلامية ـ قرآنا
وسنة ـ مما في
الكتب السابقة محكوم بالصحة وعدم تطرق التحريف اليه , وهذا واضح .
الاستناد الى ما صدقه الاسلام من البشارات
ومـن الـثـابـت اسـلاميا ان
الرسول الاكرم (ص ) قد بشر بالمهدي الموعود من اهل بيته ومن ولد
فـاطـمة (س ), ((33)) لذلك
فان البشارات الواردة في كتب الاديان السابقة من هذا النمطالذي لم
تـطاله ايدي التحريف , ما دامت
منسجمة مع ما صح في النصوص الشرعية الاسلامية .
اذن لا مانع من
الاستناد اليه والاحتجاج به .
يضاف الى ذلك ان القرآن الكريم نفسه قد بشر بالدولة
الالهية العالمية واقامتها في آخرالزمان , كما صرحت بذلك آياته الكريمة التي
دل عدد منها على المهدي الموعود,وحتمية وجوده وغيبته ـ كما
سـنـوضـح ذلـك في
بحث لا حق ان شاء اللّه تعالى ـ وهذايعني تصديق ما ورد في بشارات الاديان
السابقة الواردة بالمضمون
نفسه , الامر الذي يعني صدورها من نفس المصدر الذي صدر منه القرآن
الـكـريـم , ومـن ثـم الـحكم
بصحتهاوعدم تطرق التحريف اليها, فلا مانع حينئذ من الاستناد اليها
والاحتجاج بها في اطارالمضامين التي صدقها القرآن الكريم .
الواقع التاءريخي وتصديق البشارات
3 ـ ان بعض هذه البشارات
يرتبط بواقع خارجي معاش اوثابت تاءريخيا, بمعنى ان الواقع الخارجي
الـثـابت جاء مصدقا لها. فمثلا البشارات
التي تشير الى ان المصلح العالمي هوالامام الثاني عشر من
ذريـة اسـمـاعيل , وانه من ولد
خيرة الاماء, وان ولادته تقع في ظل اوضاع سياسية خانقة ومهددة
لـوجـوده , فـيـحـفـظه اللّه ويغيبه
عن اعين الظالمين الى حين موعد ظهوره وامثالها, كلها تنباءت
بحوادث ثابتة تاءريخيا, وهذا يضيف
دليلا آخر على صحتها ما دام ان من الثابت علميا انها مدونة قبل
وقوع الحوادث التي اخبرت عنها,
فهي في هذه الحالة تثبت انها من انباء الغيب التي لا يمكن ان تصدر
الا مـمـن له ارتباط بعلام الغيوب
تبارك وتعالى .
وبذلك يمكن الحكم بصحتها وعدم تطرق التحريف
اليها, ومن ثم يمكن الاستناد اليها والاحتجاج
بها. ((34))
تاءثير البشارات في صياغة العقيدة المهدوية
امـا القضية الثانية , فهي ما
يرتبط بالاعتراض القائل باءن الاستناد الى هذه البشارات في اثبات عقيدة
اهل البيت في المهدي المنتظر
(عج ), يفتح باب التشكيك والادعاء باءن هذه العقيدة تسللت الى الفكر
الاسلامي من الاسرائيليات ومحرفات الاديان السابقة .