والجواب عن هذا الاعتراض واضح
من الاجابة السابقة , فهو يصح اذا كانت العقيدة الامامية المهدوية
تستند الى تلك البشارات وحدها, في حين ان الامر ليس كذلك .
ولـوقـلنا باءن كل فكرة اسلامية
لها نظير في الاديان السابقة هي من الافكار الداخلية في الاسلام ,
لادى الامر الى اخراج الكثير
من الحقائق والبديهيات الاسلامية , التي اقرهاالقرآن الكريم وصحاح
الاحـاديث الشريفة , وهي
موجودة في الاديان السابقة , وهذاواضح البطلان ولا يخفى على ذي لب .
فـالـمـعيار في تشخيص الافكار
الدخيلة على الاسلام هوعرضها على القرآن والسنة , والاخذ بما
وافـقهما ونبذ ما خالفهما, وليس عرضها
على ما في كتب الديانات السابقة ونبذ كل ما وافقها, مع العلم
بـاءن فـيـهـا مـا لـم تتطرق
له يد التحريف , وفيه ما ثبت صدوره عن نفس المصدر الذي صدر عنه
القرآن الكريم .
يـضـاف الى ذلك ان عقيدة الامامية
في المهدي المنتظر (عج ) تستند الى واقع تاءريخي ثابت , فكون
الامـام الـمـهـدي هوالثاني
عشر من ائمة اهل البيت ثابت تاءريخيا, وحتى ولادته الخفية من الحسن
الـعـسـكـري (ع ) سـجـلها
المؤرخون من مختلف المذاهب الاسلامية , واقرها علماء مختلف هذه
الـمـذاهـب , حـتـى الـذيـن لم
يذعنوا انه هو المهدي الموعود, وان كان عدد الذين صرحوا باءنه
هوالمهدي من علماء اهل السنة
كثيرون ايضا. ((35))
النتائج المتحصلة من البحث
نصل الى القسم الاخير
من البحث , وهوتسجيل النتائج المتحصلة منه في النقاط التالية :
1 ـ ان اصل فكرة الايمان بالمصلح
العالمي في آخر الزمان , واقامة الدولة العادلة التي تحقق السعادة
الحقة للبشرية جمعاء, تستند الى
جذور فطرية في الانسان , تنبع من فطرة تطلعه الى الكمال , ولذلك
لاحـظنا اجماع مختلف التيارات الفكرية
الانسانية ـ حتى المادية منها ـ على حتمية تحقق هذا اليوم
الـمـوعـود. امـا الفكر الديني
فهومجمع عليهالتواتر البشارات السماوية في كتب الاديان المختلفة
بـذلـك .
فـلا يمكن قبول ما زعمه المستشرقين
باءن هذه الفكرة المجمع عليها تستند الى الخرافات
والاساطير.
2 ـ ان الـقـول بـوجـود المهدي
الموعود بالفعل وغيبته وهوالذي يؤمن به مذهب اهل البيت (ع ),
ويتميز به عن عقيدة اهل السنة
في المهدي الموعود, هذا القول غير مستبعد, لا في الفكر الانساني
الـعـام الذي يرى ان من الضروري
ان يكون عمر المصلح العالمي طويلا,ولا من الفكر الديني الذي
اقـتـرن ايمانه بالمصلح العالمي بالايمان
باءنه يعود بعد غيبة , بل ان وقوع الغيبات في تاءريخ الانبياء
(ع ) يدعم هذا القول ويعززه .