طول عمر المصلح في الفكر الانساني - علی هامش بشارات الأدیان بالمهدی الامامی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علی هامش بشارات الأدیان بالمهدی الامامی - نسخه متنی

عرفان محمود

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ويقول العالم الفيزيائي المعروف
البرت اينشتاين صاحب النظرية النسبية : ان اليوم الذي يسود العالم
كله فيه السلام والصفاء, ويكون الناس متحابين متخين ليس
ببعيد. ((11))
وادق واصـرح مـن هـذا
وذاك مـا قاله المفكر الايرلندي المشهور برناردشو, فقد بشربصراحة
بحتمية ظهور المصلح , وبلزوم
ان يكون عمره طويلا يسبق ظهوره , بما يقترب من عقيدة الامامية
فـي طـول عـمر الامام المهدي
(عج ), ويرى ذلك ضروريا لاقامة الدولة الموعودة .


قال في كتابه
الانـسـان الـسوبرمان
ـ وحسب ما نقله الدكتور عباس محمودالعقاد في كتابه عن برناردشو في
وصف المصلح العالمي ـ باءنه :
انسان حي ذو بنية جسدية صحيحة وطاقة عقلية خارقة , انسان اعلى
يـتـرقـى اليه هذا الانسان الادنى
بعدجهد طويل , وانه يطول عمره حتى ينيف على ثلاثمئة سنة ,
ويـسـتـطـيـع ان يـنـتـفـع
بـمـااسـتـجمعه من اطوار العصور, وما استجمعه من اطوار حياته
الطويلة . ((12))

طول عمر المصلح في الفكر الانساني


الـملاحظ ان الاوصاف التي يذكرها
المفكر الايرلندي للمصلح العالمي من الكمال الجسمي والعقلي ,
وطـول الـعـمـر, والـقـدرة
على استجماع خبرات العصور والاطوار بمايمكنه من انجاز مهمته
الاصلاحية الكبرى , قريبة من الاوصاف
التي يعتقد بها مذهب اهل البيت ـ عليهم السلام ـ في المهدي
الـمـنـتـظر (عج ) وغيبته .


وقضية طول العمر في هذاالمصلح العالمي مستجمعا ـ عند ظهوره ـ
لتجارب العصور, لكي يكون
قادرا على انجازمهمته , ((13)) وهذه الثمرة متحصلة من غيبة الامام
الـمهدي (عج ) الطويلة , حسب عقيدة الامامية
الاثني عشرية , ولكن الفرق هو ان عقيدتنا في الامام
الـمـعـصـوم تـقـول بـاءنه مستجمع
ـ منذ البداية ـ لهذه الخبرة والثمار المرجوة من طول عمره ,
فـهـو(عـج ) مـؤهـل بدءالاداء
مهمته الاصلاحية الكبرى مسدد الهيا لها, قادر عليها متى ما تهياءت
الاوضاع الموائمة لظهوره .


اجل , يمكن القول
باءن طول الغيبة يؤدي الى اكتساب انصاره والمجتمع البشري لهذه
الثمار, فيستجمعونها جيلا بعد
آخر. ((14))

الايمان بالمهدي تجسيد لحاجة فطرية


ان ظـهـور الايمان بفكرة حتمية
ظهور المنقذ العالمي في الفكر الانساني عموما, يكشف عن وجود
اسـس مـتينة قوية تستند اليها, تنطلق
من الفطرة الانسانية , بمعنى انها تعبر عن حاجة فطرية عامة
يـشـتـرك فـيها بنو الانسان عموما,
وهذه الحاجة تقوم على ما جبل عليه الانسان , من تطلع مستمر
لـلـكمال باءشمل صورة , وان ظهور المنقذ
العالمي واقامة دولته العادلة في اليوم الموعود, يعبر عن
وصول المجتمع البشري الى كماله المنشود.


يـقول العلامة الشهيد آية
اللّه العظمى السيد محمد باقر الصدر ـ قدس سره ـ في مقدمة بحثه القيم
عن المهدي :
لـيـس المهدي (عج ) تجسيدا
لعقيدة اسلامية ذات طابع ديني فحسب , بل هو عنوان لطموح اتجهت
الـيـه البشرية بمختلف اديانها
ومذاهبها, وصياغة لالهام فطري ادرك الناس من خلاله ـ على تنوع
عـقـائدهم ووسائلهم الى الغيب
ـ ان للانسانية يوما موعودا على الارض تحقق فيه رسالات السماء
مـغـزاها الكبير وهدفها النهائي ,
وتجد فيه المسيرة المكدودة للانسان على مر التاريخ استقرارها
وطماءنينتها, بعد عناء طويل .


بل لم يقتصر هذا
الشعور بهذا الشعور الغيبي والمستقبل المنتظر , على المؤمنين
ديـنـيـا بالغيب , بل امتد الى
غيرهم ايضا, وانعكس حتى على اشد الايدلوجيات والاتجاهات الغيبية
رفضا للغيب , كالمادية الجدلية
التي فسرت التاريخ على اساس التناقضات , وآمنت بيوم موعود تصفى
فيه كل التناقضات , ويسود فيه الوئام والسلام .

/ 19