البشارات وخصوصيات المهدي الامامي
ويـلاحظ في هذه البشارة الانجيلية
تناولها لخصوصيات في المصلح العالمي , الا على ابرز ما يميز
عقيدة مدرسة اهل البيت (ع ),
والواقع التاءريخي الذي مرت به .
فتناول هذه الخصوصيات الظاهرة
بالذات يشير الى حكمة ربانية في
هداية الاخرين الى المصداق الحقيقي للمصلح العالمي باءبلغ حجة ,
من خلال الاشارة الى ابرز خصوصياته
الظاهرة والمعروفة , لكي يكون الاهتداء اليها ايسر, فمثلا
نلاحظ فيها الاشارة الى
تعرض مدرسة اهل البيت (ع ) لمخاطر التصفية والابادة , التي تؤدي من ثم
الـى غـيبة الامام الثاني عشرمنهم ,
ثم تاءكيد ان هذا الامام محفوظ بالرعاية الالهية في غيبته , حتى
يحين موعد ظهوره المبارك .
ومعلوم ان
القول بغيبة الامام الثاني عشر هو اهم ما يميز عقيدة الامامية
في المهدي المنتظر, ولذلك وردت
الاشارة اليها بالذات تسهيلا للاهتداء الى المصداق الحقيقي للمنقذ
العالمي .
كـمـا وردت اشارات الى مميزات
معروفة اخرى تختص بها عقيدة ائمة اهل البيت (ع ),مثل القول
بـاءن الامام المهدي هوالامام الثاني
عشر, من سلسلة مباركة متصلة , كما تشيرلذلك الايات المتقدمة
وبـشـارات اخرى
واردة في الكتب المقدسة , نظير ما ورد في (سفرالتكوين : 17: 20, ص 22 ـ
23 مـن الاصـل العبرى ), من
الوعد على لسان الرب تعالى خطابا لابراهيم الخليل (ع ), بالمباركة
والـتكثير في صلب اسماعيل بمحمد (ص ) والائمة الاثنى عشر من عترته
(ع ). ((25)) ومعلوم
ان مـصـداق الائمـة الاثـنى عشر
من صلب اسماعيل لم يتحقق بالصورة المتسلسلة المشار اليها في
البشارات , الا في الائمة الاثنى
عشر من اهل البيت (ع ), كما يثبت ذلك الواقع التاءريخي , فضلا عن
الاحـاديث النبوية
المتفق على صحتها بين المسلمين , ((26)) فهي خاصة بهم حتى اصبحت ظاهرة
واضحة في التاءريخ الاسلامي ,
اطلقت على المذهب المنتمي لاهل البيت (ع ), فسمي مذهب الامامية
الاثـنـى عـشـرية .
وعليه يتضح
ان تلك البشارات تهدي الى حقيقة ان المهدي هوخاتم هؤلاءالائمة
الاثنى عشر(ع ).
البشارات واوصاف المهدي الامامي
كما وردت فيها اشارات الى القاب اختص بها المهدي الامامي (ع ), مثل
وصف ((القائم )). ((27))
فـمـثلا نلاحظ البشارة التالية
من سفر اشعيا النبي , التي تحدث القاضي جواد الساباطي عن دلالتها
على المهدي وفق عقيدة الامامية الاثنى عشرية :
2 ـ ويـحـل عـلـيـه
روح الـرب وروح الـحـكـمـة والـفـهم , وروح المشورة والقوة , وروح
المعرفة ومخافة الرب .
3 ـ ولذته
في مخافة الرب , ولا يقضي بحسب مراى عينيه , ولا بحسب مسمع اذنيه .
4 ـ ويحكم بالانصاف لبائسي
الارض , ويضرب الارض بقضيب فمه , ويميت المنافق بنفخة شفتيه .
..
6 ـ ويـسـكـن الـذئب
والـخـروف , ويربض النمر مع الجدي , والعجل والشبل معا, وصبي صغير
يسوقها...
9 ـ لا يـسـيئون ولا يفسدون
في كل جبل قدسي , لان الارض تمتلى ء من معرفة الرب , كماتغطي
المياه البحر.
10 ـ وفـي ذلـك اليوم سيرفع
((القائم )) راية للشعوب والامم التي تطلبه وتنتظره , ويكون محله
مجدا)). ((28))
ومـثـل وصـف ((صـاحـب الـدار)) الـمـعدود من القاب الامام المهدي
(عج ), ((29)) فقد ورد
ضـمـن بـشـارة عـن انـتـظـار
الـمـنـقـذ العالمي الذي لا يختص به المسيحيون , اشارة الى عدم
هـذاالاخـتـصـاص ,
وتـحـدثـت عـن ظـهـوره الـمـفـاجى ء, وهي في الانجيل (انجيل مرقس ,
13:35) ((30)) .