حديث الافك هو إحدى إفرازات السياسة وانعكاس لاثارها ، فعائشة تصف سعداً بأنه كان رجلاً صالحاً قبل ذلك ، لكن هذا الصحابي العظيم صار رجلاً غير صالح لانه امتنع عن بيعة أبي بكر ، فكان لابد أن يقحم اسمه في حديث الافك بما يسيء إلى سمعته . 11 ـ قول عائشة : فتشهّد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين جلس ثم قال : « أما بعد يا عائشة ، إنه بلغني منك كذا وكذا فان كنت بريئة فسيبرئك الله... إلخ » . نقول أولاً ، إن كلام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يحمل في طيّاته إتهاماً لعائشة ، وهذا عجيب جداً ، إذ كيف يتفق موقف النبي (صلى الله عليه وسلم) مع الايات الكريمة التي تعيب على المؤمنين سوء ظنهم ؟! وذلك في قوله تعالى (لَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هذَا إِفْكٌ مُبينٌ) الاية ، فكيف فات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك ولم يظن خيراً ؟ ! ! والعجيب أن يذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رواية ابن عساكر عن أشرس مرفوعاً قوله (صلى الله عليه وسلم) : « ما بغت إمرأة نبي قط » ، وعن مجاهد : « لا ينبغي لامرأة كانت تحت نبي أن تفجر » . فاذا كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يعرف كل ذلك ، فما باله يساوره القلق فيذهب ليستشير الصبيان فيما يجب علمه ، ثم يغضب من عائشة ولا تجد منه ذلك اللطف الذي كانت تعهده منه قبل ذلك حتى قالت