العصمة ـ كما يقول الشيخ عبد الوهاب في « مطلب العصمة » أيضاً(1) ـ فنحن نقول بذلك فعلاً ، فالائمة يشاركون الانبياء (عليهم السلام) في الرسالة كلها عدا النبوة ، وقد أثبت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه الحقيقة بقوله لعلي (عليه السلام) في الحديث المتفق عليه بين جميع الطوائف الاسلامية : « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبوة بعدي »(2) . فالنبي قد أثبت لامير المؤمنين (عليه السلام) جميع المراتب التي لهارون ـ وهو نبي ـ ولم يستثنِ منها إلاّ النبوة ، ومعلوم أن العصمة إحدى هذه المراتب ، فطالما أنّ هارون نبي معصوم ، فعلي بن أبي طالب (عليه السلام) إمام معصوم ، وهكذا الامر في أولاده المعصومين (عليهم السلام) . أما اشتراط الامامية العصمة في الامام ، فان الادلة العقلية والنقلية تثبت ذلك . يقول المحقق الطوسي (رحمه الله) : وامتناع التسلسل يوجب عصمته ، ولانه حافظ للشرع ، ولوجوب الانكار عليه لو أقدم على المعصية ، فيضاد أمر الطاعة ويفوت الغرض من نصبه ، ولانحطاط رتبته عن
(1) رسالة في الردّ على الرافضة : 27 . (2) صحيح مسلم 4/1870 ، صحيح البخاري 5/24 ، مسند أحمد 1/330 ـ 331 ، 1/170 ، 173 ، 174 ، 175 ، 177 ، 179 ، 184 ، 185 ، 3/32 ، 338 ، 8/369 ، 438 ، وغيرها .