الاعظم ، فليس صحيحاً ، لان ذلك يخالف القرآن الذي جاءت آياته بذم الاكثرية دائماً ، ومنها قوله تعالى : (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الاْرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ)(1) . وحديث السواد الاعظم أخرجه عدد من الحفاظ ، من بينهم ابن ماجة في سننه(2) ، قال محققه : في المجمع : في إسناده أبو خلف الاعمى ، وإسمه حازم ابن عطاء ، وهو ضعيف ، وقد جاء الحديث بطرق في كلها نظر ، قاله شيخنا العراقي في تخريج أحاديث البيضاوي ، وقد سأل رجل إسحاق بن راهويه : يا أبا يعقوب ، من السواد الاعظم ؟ قال : محمد بن أسلم وأصحابه ومن تبعه ، ثم قال إسحاق : لم أسمع عالماً منذ خمسين سنة كان أشد تمسكاً بأثر النبي (صلى الله عليه وسلم)من محمد بن أسلم(3) . وقال إسحاق بن راهويه أيضاً : لو سألت الجهال عن السواد الاعظم قالوا : جماعة الناس ، ولا يعلمون أن الجماعة عالِمٌ متمسك بأثر النبي (صلى الله عليه وسلم) ، فمن كان معه وتبعه فهو الجماعة ومن خالفه فيه ترك الجماعة(4) .
(1) سورة الانعام : 116 . (2) سنن إبن ماجه 2/1303 باب السواد الاعظم . (3) سير أعلام النبلاء 12/196 ـ 197 . (4) حلية الاولياء 9/238 .