الفلاسفة والمتكلمين ، ولكن ينبغي أن أُشير أولاً إلى بطلان إدعاء الشيخ أن الشيعة يقولون في القدر بمثل مقالته ، وليس هذا بأول إفتراء له على اتباع أهل البيت (عليهم السلام) .
لقد انقسمت آراء المسلمين في القدر إلى ثلاثة مذاهب :
المذهب الاول : وملخصه أن الانسان محكوم بالقدر حكماً باتاً لا مجال فيه للاختيار ، وهو ما يعطي معنى ( الجبر ) ، وهو الذي ذهب إليه جمهور أهل السنة تبعاً لابي الحسن الاشعري .
المذهب الثاني : وهو عكس المذهب الاول ، وملخصه أن الانسان مطلق الحرية غير محكوم بالقدر ، وهو ما يعطي معنى ( التفويض ) ، الذي ذهب إليه المعتزلة .
المذهب الثالث : وهو مذهب وسط بين المذهبين الاولين حيث لا يقول بالجبر المطلق ولا بالتفويض المطلق ، بل هو أمر بين أمرين ، وهو مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ، حيث لا إفراط ولا تفريط .
فالجبر الذي يقول به الاشاعرة يسلب الانسان إرادته ويجعله كالريشة في مهب الريح ، مسيّراً بقدره المحتوم ، وعلى هذا الاساس فلا عبرة للطاعة أو المعصية ، فالعبد قد يكون مطيعاً لله ، لكن مآله يكون إلى النار ، والعكس أيضاً ، إذ قد يكون العبد عاصياً لله ، ولكن يسبق قدره المحتوم عمله فيصبح من أهل الجنة ، وفي هذا القول