أعلام الهدایة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أعلام الهدایة - نسخه متنی

السید منذر حکیم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

موقف
الإمام الصادق (عليه السلام) من
ثورة زيد

يقول
مهزم الأسدي دخلت على الإمام
الصادق (عليه السلام) فقال: يا مهزم
مافعل زيد؟ قال: قلت: صلب، قال: أين؟
قلت: في كناسة بني أسد. قال: أنت
رأيته مصلوباً في كناسة بني أسد؟
قال: قلت: نعم، فبكى حتَّى بكت
النساء خلف الستور[1].

نجد
الإمام الصادق (عليه السلام) في
مواقف متعدّدة يتبنّى الدفاع عن
عمه زيد ويتَرحّم عليه ويوضح
منطلقاته وأهدافه ويرسّخ في النفوس
مفهوماً اسلامياً عن ثورته حيث
يعتبر هذه الثورة جزءاً من حركة
الإمام (عليه السلام) وليس حدثاً
خارجاً عنها، كما نجده يردّ على
الإعلام المضادّ للثورة ضمن عدة
مواقف وتصريحات :

1
ـ يقول الفضيل بن يسار: بعد قتل زيد
ذهبت إلى المدينة لألتقي بالإمام
الصادق (عليه السلام) وأخبره بنتائج
الثورة، وبعد أن التقيته وسمع منّي
مادار في المعركة قال: يا فضيل شهدت
مع عمّي قتال أهل الشام؟ قلت: نعم.
قال: فكم قتلتَ منهم؟ قلتُ: ستّة.
قال: فلعلّك شاكٌّ في دمائهم؟ قال:
فقلت: لو كنت شاكّاً ما قتلتهم. ثمّ
قال: سمعته يقول: أشركني الله في تلك
الدماء، مضى واللهِ زيدٌ عمّي
وأصحابه شهداء، مثل ما مضى عليه
عليٌّ بن أبي طالب وأصحابه»[2].

2
ـ يقول عبد الرحمن بن سيّابه: دفع
إليَّ أبو عبد الله الصادق (عليه
السلام) ألف دينار وأمرني أن
أقسّمها في عيال مَن أصيب مع زيد بن
علي بن الحسين(عليهما السلام)،
فقسّمتها فأصاب عبد الله أخا
الفضيل الرسّان أربعة دنانير[3].

هكذا
كان الإمام (عليه السلام) يتابع
ثورة عمّه زيد ويتحمّل نتائجها
وأعباءها. وتكشف لنا الروايتان عن
مستوى العلاقة القائمة بين الإمام (عليه
السلام) والشيعة الثائرين عندما
يأمر أحدهم بإحصاء عوائل الشهداء
وتوزيع المال عليهم.

3
ـ أمر الإمام (عليه السلام) شيعته
بدفن زيد، لأنّ الاُمويين كانوا قد
علّقوه على أعواد المشانق، قال
سليمان بن خالد: سألني الإمام
الصادق (عليه السلام) فقال: ما دعاكم
إلى الموضع الذي وضعتم فيه زيداً؟
قلت: خصال ثلاثة: أما إحداهنّ فقلّة
من تخلّف معنا[4]
إنّما كنا ثمانية نفر، أمّا
الاُخرى فالذي تخوّفنا من الصبح أن
يفضحنا، وأما الثالثة فإنّه كان
مضجعه الذي كان سبق إليه فقال: كم
إلى الفرات من الموضع الذي وضعتموه
فيه؟ قلت: قذفة حجر. فقال: سبحان
الله أفلا كنتم أو قرتموه حديداً
وقذفتموه في الفرات وكان أفضل؟...[5].

الإمام(عليه
السلام) وهشام بن عبدالملك

في
هذا الجو المشحون بتزاحم الإرادات
وحدوث تمرّد على الحكومة هنا
وهناك، خصوصاً بعد ثورة زيد (رحمه
الله) والإمام الصادق (عليه السلام)
مشغول بترتيب أوضاعه الرساليّة،
والتهم تثار ضدّ الشيعة تارة
بالخروج على السلطان واُخرى
بالزندقة وجواز سبّ الخلفاء، يدخل
هشام إلى المدينة ويستقبله بنو
العباس بالشكوى على الإمام الصادق (عليه
السلام) بأنه أخذ تركات ماهر الخصي
دوننا. هنا يخطب أبو عبد الله
الصادق(عليه السلام) فيقول: كان
أبوكم طليقنا وعتيقنا وأسلم كارهاً
تحت سيوفنا، لم يهاجر إلى الله
ورسوله هجرة قط فقطع الله ولايته
منّا بقوله: (والَّذين آمنوا ولم
يهاجروا مالكم من ولايتهم من شيء)[6] ثم قال: هذا مولى
لنا مات فحُزنا تراثه، إذ كان
مولانا، ولأنّا ولد رسول الله (7)
واُمّنا فاطمة أحرزت ميراثه[7].

وبعد
موت هشام بن عبد الملك تولى الخلافة
الوليد بن يزيد سنة (125 هـ) وكان
يسمى بالفاسق إذلم يكن في بني اُمية
أكثر إدماناً للشراب والسماع ولا
أشد مجوناً وتهتكاً واستخفافاً
بأمر الاُمّة منه، حتَّى إنه واقع
جارية له وهو سكران وجاءه
المؤذّنون يؤذنونه بالصلاة فحلف أن
لا يصلي إلاَّ هي، فلبست ثيابه،
وصلّت بالمسلمين وهي جنب وسكرانة.

وكان
قد اصطنع بِركة من الخمر، فكان إذا
طرب ألقَى نفسه فيها وكان يشرب منها
حتَّى يبين النقص في أطرافها[8].

ومما
كان من فسقه أنه نكح أمهات أولاد
أبيه، وتفاءل يوماً بالمصحف الكريم
فخرجت الآية: (واستفتحوا وخاب كل
جبار عنيد) فمزّق المصحف وأنشأ يقول:

إذا
ما جئت ربّك يوم حشر***فقل يا ربّ
مزّقني الوليد[9]

وقد
تمادى في الغيّ حتّى قال له هشام:
ويحك والله ما أدري أعلى دين
الاسلام أنتَ أم لا ؟ !

بداية
الانفلات

لم
تكن هذه اللحظات التأريخية من حياة
الاُمة التي بدأت فيها بالمطالبة
بإزاحة بني اُميّة من مركز الحكم
لتتحقق بشكل عفوي، وانما جاءت
نتيجةً لفعاليات ثورية بدأت من
ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)،
واستمرّت حتَّى ثورة زيد التي
أطاحت بهيبة هشام بن عبد الملك
الاُموي وطغيانه.

وفي
هذا الظرف كتب عامل الوليد بن يزيد
في خراسان: بتردّي الأوضاع وحدوث
ثورات فأجابه: إني مشغول بالعريض
ومعبد وابن أبي عائشة، وهم
المغنّون الَّذين كان قد أحضرهم
عنده [10].

وقد
صرّح الإمام الصادق (عليه السلام)
بعاقبة هذا الانحدار والتردّي
والتمّرد على حرمات الله قائلا: «
إن الله عزَّ ذكره، أذن في هلاك بني
اُمية بعد إحراقهم زيداً بسبعة
أيّام »[11].

وكان
الوليد هو الذي أمر بإنزال جثمان
زيد الشهيد ـ بعد أن بقي أربع
سنوات على أعواد المشانق ـ وأمر
باحراقه. وكان تشديد الحراسة من
السلطة على جثمان زيد ـ خشية إنزاله
من قبل العلويين ـ دليلاً على وجود
فعّاليات منظمة ضد الحكم القائم،
وقد كان الإمام الصادق (عليه السلام)
يعاتب الشيعة على عدم تصدّيهم
لإنزال جثمان زيد الشهيد.

وعندما
اشتدت المعارضة كتب الوليد إلى
عامله في الكوفة يوسف بن عمر: خُذ
عجل أهل العراق فأنزله جذعة (يعني
زيد بن علي (عليه السلام)) وأحرقه
بالنار ثم أنسفه في اليمّ.

ونفّذ
يوسف ما أمره سيّده فأحرق جسده زيد
بن علي ورماه في نهر الفرات[12].

الإمام
الصادق (عليه السلام) يشيد بثورة
عمّه زيد

كانت
السلطة الحاكمة عندما تريد
الانتقام من خصومها تلقي عليهم
تهماً مستهجنة في نظر عامة الناس،
مثل شق عصا المسلمين ووتهمة
الزندقة لتكون مسوّغاً لاستباحة
دمائهم وتحشيد البسطاء من الناس
عليهم.

ومن
هنا قالوا بأنثورة زيد بن علي (عليه
السلام) هي خروج على سلطان زمانه «هشام
بن عبد الملك» المفروضة طاعته من
قبل الله! لأهداف كان يريدها زيد
لنفسه.

وهذا
الاتهام قد ردّ عليه الإمام الصادق
(عليه السلام) وحاربه حين قال:
لاتقولوا خرج زيد، فإنّ زيداً كان
عالماً صدوقاً ولم يدْعُكم إلى
نفسه إنّما دعاكم إلى الرضا من آل
محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)،
ولو ظفر لَوَفى بما دعاكم إليه،
إنّما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه[13].

وحدث
حوار بين يحيى بن زيد ورجل شيعي
وكان الرجل يستفهم عن موقف زيد من
يحيى بن زيد. قال الرجل: قلت: يابن
رسول الله إنّ أباك قد ادّعى
الإمامة وخرج مجاهداً، وقد جاء عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فيمن ادّعى الإمامة كاذباً! فقال:
مَه يا عبد الله. إنّ أبي كان أعقل
من أنْ يدّعي ما ليس له بحق، وإنمّا
قال: أدعوكم إلى الرضا من آل محمّد (صلى
الله عليه وآله وسلم) عنى بذلك ابن
عمي جعفراً. قلت: فهو اليوم صاحب
الأمر؟ قال: نعم هو أفقه بني هاشم[14].

مقتل
يحيى بن زيد

وفي
أيام الوليد بن يزيد قتل يحيى بن
زيد أيضاً، وذلك أنّ يحيى خرج من
الكوفة بعد مقتل أبيه وتوجّه إلى
خراسان، فسار إلى الري، ومنها أتى
سرخس، ثم خرج ونزل بلخ على الحريش
بن عبد الرحمن الشيباني ولم يزل
عنده حتّى هلك هشام وولي الوليد[15].

وكتب
والي الكوفة إلى نصر بن سيار يخبره
بأنّ يحيى بن زيد موجود في منزل
الحريش، وهنا طلب نصر من الحريش بأن
يسلّم إليه يحيى، فردّ الحريش على
الوالي نصر بن سيّار قائلا: لا علم
لي به. ولهذا السبب ضُرب الحريش
ستمائة سوط. ثم قال الحريش : والله
لو أنه تحتَ قدميّ ما رفعتهما[16].

وبقيت
أجهزة النظام تراقبه، وجرت بعد ذلك
حوادث يطول ذكرها وأخيراً أرسل نصر
جيشاً يُقدّر بعشرة آلاف فارس وكان
يحيى في سبعين رجلا، وفي المعركة
الأخيرة اُصيب يحيى بسهم في جبهته
فقُتل وقتل أصحابه ـ رضوان الله
عليهم ـ عن آخرهم وأخذوا رأس يحيى
وسلبوه قميصه[17]وكان
ذلك في سنة (125 هـ) وصلب جسده الشريف
بالجوزجان ولم يزل مصلوباً حتَّى
ظهر أبو مسلم الخراساني فأنزله
وصلى عليه ودفنه[18].

وفي
سنة ( 126 هـ ) قُتل الوليد بن يزيد من
قبل الاُمويين أنفسهم وتوّلى
الخلافة من بعده يزيد بن الوليد بن
عبد الملك. وفي هذه الفترة حدثت
فوضى سياسيّة لم تُشهد من قبل حيث
تحرّك كل من كان له أدنى طمع في
الرئاسة; لأنّ الاُمّة في هذا الظرف
كانت مستعدة لأن تستجيب لأيّ لافتة
تدّعي العدالة، وتريد الانتقام من
الاُمويين، فكانت تتقبل هذه
الدعوات بلا فحص ولا تدقيق، ولهذا
ظهرت في هذا الظرف مذاهب سياسية
شتّى!

وهذا
الواقع السياسي لم يمكن مسكه ولا
السيطرة عليه وتكريسه باتّجاه واحد
من قبل الإمام (عليه السلام).

من
هنا نجد أنّ موقفه (عليه السلام) من
هذا الوضع كان موقف المصلح المرشد
حيث نراه تارة يحذّر من الاندفاع
وراء أهل المذاهب الاُخرى، وتارة
يدعو للموقف الثوري لكن للّذي
يعتمد العقيدة الصحيحة إن وجد.

فالإمام
(عليه السلام) محيط بتفاصيل واقعه;
لأنّه كان على رأس حركة لم تكن
وليدة الساعة وإن جاءت كردّ فعل
للواقع المنحرف. ولا تخفى عليه حركة
التيارات الطارئة في هذا الظرف ولا
الاطماع التي تحرّك رؤساءها.

فهو
إذن يعلم جيداً ما كان يستتر خلف
هذه اللافتات من نوايا وأهداف
كشعار بني العباس الذي خدعوا به
الاُمة، من هنا حذّر الإمام (عليه
السلام) من الانسياق وراء تلك
الدعوات، وأكّد ضرورة الالتزام
بالقيم والمبادئ المفقودة، وأعطى
ملامح الخط السياسي الذي كان ينسجم
مع المرحلة لكن ليس على حساب العمل
الجهادي الذي يستهدف الاُمويين،
وهذا ما شاهدناه من خلال مواقفه(عليه
السلام) من ثورة زيد ودعمه لها.

[1]
أمالي الطوسي: 2/284.

[2]
أمالي الصدوق : 286.

[3]
أمالي الصدوق: 275.

[4]
أي من اتباع زيد فان بعضهم قتل
وبعضهم هرب.

[5]
الكافي : 8 / 250 ـ 251 ح351.

[6]
الانفال : 8 / 72.

[7]
المناقب لأبن شهر آشوب: 1/224، وبحار
الأنوار: 47/176 ح22.

[8]
حياة الحيوان: 1/72.

[9]
مروج الذهب: 3/216.

[10]
تاريخ الإسلام للذهبي: 5/178.

[11]
الكافي: 8/161 ، وتفسير العياشي: 1/325.

[12]
الطبري : 8 / 122، وابن الأثير : 5 / 127،
وتاريخ اليعقوبي : 2 / 391.

[13]
الحور العين: 188.

[14]
مستطرفات السرائر: 145.

[15]
زيد بن علي ، للسيد عبد الرزاق
المقرم : 176.

[16]
الكامل لأبن الأثير: 5/127.

[17]
المصدر السابق .

[18]
المصدر السابق : 5 / 127.

/ 45