أعلام الهدایة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أعلام الهدایة - نسخه متنی

السید منذر حکیم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الاتّجاه
الثالث:

واستخدم
المنصور مع الإمام (عليه السلام)
أيضاً سياسة الاستدعاء والمقابلة
المصحوبة بالتهم والافتراءات ، أو
الاستدعاءات الفارغة من أيّ سؤال،
محاولا عن طريق هذه السياسة شلّ
حركة الإمام وجعله تحت ضوء رقابة
أجهزته ليطمئنّ المنصور من خطر
الإمام ، كما استخدم بعض الاساليب
التي من شأنها أن تنال من كرامة
الإمام (عليه السلام)، فمن أساليبه
بهذا الاتّجاه :

1
ـ ما جاء عن بشير النبّال أنه قال :
كنت على الصفا وأبو عبد الله (عليه
السلام) قائم عليها إذ انحدر
وانحدرت معه ، وأقبل أبو الدوانيق
على حمارته ، ومعه جنده على خيل
وعلى إبل ، فزاحموا أبا عبد الله (عليه
السلام) حتى خفت عليه من خيلهم
وأقبلت أقيه بنفسي وأكون بينهم
وبينه ، قال : فقلت في نفسي : يا رب
عبدك وخير خلقك في أرضك ، وهؤلاء
شرّ من الكلاب قد كانوا يفتنونه !

قال
: فالتفت إليّ وقال: «يا بشير ! قلت :
لبيك. قال : ارفع طرفك لتنظر».

قال
: فإذا ـ والله ـ واقية من الله أعظم
مما عسيت أن أصفه .

قال
فقال : يا بشير ! إنا اُعطينا ما ترى
، ولكنّا اُمرنا أن نصبر ، فصبرنا»[1] .

2
ـ ما جاء عن المفضل بن عمرأنه قال:
إن المنصور قد كان هَمّ بقتل أبي
عبد الله (عليه السلام) غير مرّة ،
فكان إذا بعث إليه ودعاه ليقتله ،
فإذا نظر إليه هابه ولم يقتله، غير
أنه منع الناس عنه ، ومنعه من
القعود للناس ، واستقصى عليه أشدّ
الاستقصاء حتى أنه كان يقع لأحدهم
مسألة في دينه ، في نكاح أو طلاق أو
غير ذلك فلا يكون علم ذلك عندهم ،
ولا يصلون إليه ، فيعتزل الرجل أهله
.

فشقّ
ذلك على شيعته وصعب عليهم ، حتى
ألقى الله عزّ وجلّ في روع المنصور
أن يسأل الصادق (عليه السلام)
ليتحفه بشيء من عنده ، لا يكون لأحد
مثله ، فبعث إليه بمخصرة[2]
كانت للنبي (عليه السلام) طولها
ذراع ، ففرح بها فرحاً شديداً ،
وأمر أن تشق له أربعة أرباع ،
وقسّمها في أربعة مواضع .

ثم
قال له: ماجزاؤك عندي إلاّ أن اُطلق
لك ، وتفشي علمك لشيعتك ، ولا
أتعرّض لك ، ولا لهم ، فاقعد غير
مُحتشم ، وافت الناس ، ولا تكن في
بلد أنا فيه، ففشى العلم عن الصادق(عليه
السلام) [3] .

3
ـ وعن عبد الله بن أبي ليلى ، قال :
كنت بالربذة مع المنصور ، وكان قد
وجّه إلى أبي عبد الله (عليه السلام)
فاُتي به ، وبعث إليّ المنصور
فدعاني ، فلما انتهيت إلى الباب
سمعته يقول : عجلّوا عليّ به قتلني
الله إن لم أقتله ، سقى الله الارض
من دمي إن لم أسق الارض من دمه.

فسألت
الحاجب من يعني ؟ قال : جعفر بن محمد
(عليه السلام). فإذا هو قد اُتي به مع
عدّة جلاوزة[4]،
فلما انتهى إلى باب ـ قبل أن يرفع
الستر ـ رأيته قد تململت شفتاه عند
رفع الستر ، فدخل.

فلما
نظر إليه المنصور قال : مرحبا يابن
عمّ ، مرحباً يابن رسول الله . فما
زال يرفعه حتى أجلسه على وسادته ،
ثم دعا بالطعام ، فرفعت رأسي ،
وأقبلت أنظر إليه ، وجعل يلقمه
جيّداً بارداً، وقضى حوائجه ،
وأمره بالانصراف .

فلما
خرج ، قلت له: قد عرفت موالاتي لك ،
وما قد ابتليت به في دخولي عليهم ،
وقد سمعت كلام الرجل وما كان يقول ،
فلما صرت إلى الباب رأيتك قد تململت
شفتاك ، وما أشك أنه شيء قلته ،
ورأيت ما صنع بك ، فإن رأيت أن
تعلّمني ذلك ، فأقوله إذا دخلت عليه
.

قال
: نعم، قلت : « ما شاء الله ، ما شاء
الله ، لا يأتي بالخير إلاّ الله ،
ما شاء الله ، ما شاء الله ، لا
يصرف السوء إلاّ الله ...»[5].

تحرّك
العلويين نحو الثورة

بعد
أن تأكّد المنصور عن طريق
المعلومات التي كانت تصله من
جواسيسه بأن السادة الحسنيين
يخططون للثورة عليه، انتظر المنصور
موسم الحجّ فلمّا حان الموسم سافر
هو وحاشيته إلى بيت الله الحرام ،
وبعد انتهائه من مناسك الحجّ رجع
إلى يثرب وقد صحب معه عقبة بن مسلم
الجاسوس الذي عيّنه المنصور
لمراقبة تحرّك آل الحسن وكان قد
أوصاه قبل سفره فقال له :إذا لقيني
بنو الحسن وفيهم عبد الله فأنا
مكرمه ورافع محمله وداع بالغذاء
فإذا فرغنا من طعامنا فلحظتك
فامتثل بين يديه فإنه سيصرف عنك
بصره ، فاستدر حتى ترمز ظهره بإبهام
رجلك حتى يملأ عينه منك .

ولمّا
انتهى المنصور إلى يثرب استقبله
السادة الحسنيّون وفيهم عبد الله
ابن الحسن ، فأجلسه المنصور إلى
جانبه ودعا بالغذاء فأصابوا منه
فقام عقبة ، ونفّذ ما عهد إليه
المنصور ، وجلس أمامه ففزع منه عبد
الله وقال للمنصور: أقلني أقالك
الله ...

فصاح
به: لا أقالني الله إن أقلتك[6].

وأمر
أن يكبّل بالحديد ويزجّ في السجن
فكبّل مع جماعة من العلويين وحبس في
بيت مروان .

وأرادوا
من عبد الله أن يخبر بمكان ولديه:
محمد ذي النفس الزكيّة وأخيه
إبراهيم وإن لم يخبر بمكانهما فسوف
يتعرّض للانتقام والقتل.

وقد
عبّر عبد الله عن عمق هذه المأساة
للحسن بن زيد قائلا: يابن أخي،
والله لبليّتي أعظم من بليّة
إبراهيم (عليه السلام); إن الله
عزّوجلّ أمر ابراهيم أن يذبّح ابنه
، وهو لله طاعة ، فقال إبراهيم : ( إن
هذا لهو البلاء المبين )[7].
وإنكم جئتموني في أن آتي بابني هذا
الرجل فيقتلهما وهو لله جّل وعزّ
معصية ...[8].

وبقي
السادة الحسنيّون في السجن لمدة
ثلاث سنين، وفي سنة (142 هـ )
سافر المنصور مرّة أخرى إلى الحجّ
لغرض تدارك الوضع في المدينة
والوقوف أمام التصعيد الثوري هناك،
وبعد أن أنهى مناسكه اتّجه نحو
الربذة التي تبعد ثلاثة أميال عن
المدينة وبعد وصوله إليها أمر
بإشخاص السادة الحسنيين ومن معهم
من العلويين إليه وقد تكفّل عقبة بن
مسلم بعملية إخراجهم من السجن
والسير بهم نحو الربذة.

وبعد
إخراجهم من السجن وضع الحديد في
أيديهم وجيء بهم إلى مسجد رسول الله (صلى
الله عليه وآله وسلم) حيث ازدحم
الناس عليهم وهم بين باك ومتأسّف
والشرطة تشتمهم وقد طلبت من الناس
أن يشتموهم .

لكن
الذي حدث كان على العكس من ذلك إذ
أخذ الناس يسبّون عقبة ابن مسلم
والمنصور ويترحمون على العلويين ...[9].

موقف
الإمام (عليه
السلام) من آل الحسن

وكتب
الإمام الصادق (عليه السلام) إلى
عبد الله بن الحسن رسالة يعزّيه
فيها ويُصبّرهُ على المصاب الذي
جرى عليه وعلى أصحابه .

عن
اسحاق بن عمّار الصيرفي أنّه قال :
إن أبا عبد الله جعفر بن محمد(عليه
السلام) كتب إلى عبد الله بن الحسن
حين حمل هو وأهل بيته ، يعزّيه عمّا
صار إليه : « بسم الله الرحمن الرحيم
، إلى الخلف الصالح ، والذريّة
الطيّبة من ولد أخيه وابن عمّه : أما
بعد : فلئن كنت قد تفرّدت أنت وأهل
بيتك ـ ممّن حُمل معك ـ بما أصابكم ،
ما انفردت ـ بالحزن والغيظ والكآبة
، وأليم وجع القلب ـ دوني ولقد
نالني من ذلك من الجزع والقلق ،
وحرّ المصيبة مثل ما نالك ولكن رجعت
الى ما أمر الله ـ جلّ جلاله ـ به
المتقين من الصبر ، وحُسن العزاء ،
حين يقول لنبيّه (صلى الله عليه
وآله): ( واصبر لحكم ربك فإنّك
بأعيننا)[10]
. وحين يقول : ( فاصبر لحكم ربك ولا
تكن كصاحب الحوت)[11]
إلى

أن
قال: (واعلم أي عمّ وابن عمّ إن الله
ـ جل جلاله ـ لم يُبال بضرّ الدنيا
لوليه ساعة قط ولا شيء أحبّ إليه من
الضرر والجهد والأذى مع الصبر .
وانه تعالى لم يُبال بنعم الدنيا
لعدوّه ساعة قط ولو لا ذلك ما كان
أعداؤه يقتلون أولياءه ويخوفونهم
ويمنعونهم وأعداؤه آمنون مطمئنّون
عالون ظاهرون ولولا ذلك لما قتل
زكريا واحتجب يحيى ظلماً وعدواناً
في بغيّ من البغايا . ولو لا ذلك لما
قتل جدّك علي بن أبي طالب (عليه
السلام) لمّا قام بأمر الله ـ جلّ وعزّ ـ
ظلماً ، وعمّك الحسين بن فاطمة
اضطهاداً وعدواناً»[12]
.

واعترف
المنصور بسياسته الغاشمة ضد
العلويين القائمة على القتل
والإبادة لذريّة رسول الله (صلى
الله عليه وآله وسلم) حيث يقول :
قتلت من ذرية فاطمة ألفاً أو يزيدون
وتركت سيّدهم ومولاهم جعفر بن محمد[13]
.

ثورة
محمد بن عبد الله ( ذي النفس الزكية )

إن
محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن
بن علي الملقّب بذي النفس الزكية قد
رشّح باتّفاق الهاشميين للخلافة،
وكان المنصور يسير بخدمته ويسوّي
عليه ثيابه ويمسك له دابته تقرّباً
إليه، وقد بايعه مع أخيه السفّاح
مرّتين. وبعد اختلاس العبّاسيين
للحكم واستبدادهم وشياع ظلمهم
تألّم محمد فأخذ يدعو الناس إلى
نفسه فاستجاب له الناس وظلّ
مختفياً مع أخيه إبراهيم، وقد
انتشرت دعاتهم في البلاد الإسلامية
داعية المسلمين إلى بيعة محمد هذا.

ولمّا
انتهت الأنباء بشهادة عبد الله
وسائر السادة الذين كانوا معه الى
محمد ; أعلن محمّد ثورته في المدينة
وبايعه الناس وحتى الفقهاء منهم
وقد استبشروا ببيعته، وحينما انتشر
الأمر سارع أهالي اليمن ومكة إلى
بيعته وقام خطيباً فيهم فقال :

اما
بعد : أيها الناس فإنه كان من أمر
هذا الطاغية عدوّ الله أبي جعفر
مالم يخف عليكم من بنائه القبّة
الخضراء التي بناها معانداً لله في
ملكه تصغيراً للكعبة الحرام ،
وإنما اُخذ فرعون حين قال : أنا ربكم
الأعلى ، وإن أحق الناس بالقيام
بهذا الدين أبناء المهاجرين
والأنصار المواسين .

اللّهم
إنهم قد أحلّوا حرامك وحرّموا
حلالك وآمنوا من أخفت وأخافوا من
آمنت ، اللّهم فاحصهم عدداً ،
واقتلهم بدداً ولا تغادر منهم
أحداً[14]
.

و
لمّا علم المنصور بالثورة وجّه
جيشاً يقدّر بأربعة آلاف فارس
بقيادة عيسى بن موسى، وبعد أن
اندلعت الحرب بين الفريقين ـ خارج
المدينةـ رغبة من محمد وحفاظاً على
سكّانها من عبث جيش المنصور واُصيب
محمد بن عبد الله بجراح خطيرة بسبب
تفرّق جنده، وبرك إلى الأرض، فبادر
الأثيم حميد بن قحطبة فاحتزّ رأسه
الشريف[15]
.

[1]
الاُصول الستة عشر
: 100 ، واثبات الهداة : 5 / 465 .

[2]
المخصرة : شيء كالسوط ما يتوكأ عليه
كالعصا .

[3]
المناقب لابن شهر آشوب : 4/259 وعنه في
بحار الأنوار : 47 / 180 .

[4]
الجلاوزة : جمع الجلواز معرّب من
الفارسية: گلوبازاى المفتوح الجيب
كناية عن الشرطيّ المستعد لتنفيذ
الأوامر .

[5]
كشف الغمة : 2/407 عن الدلائل للحميري،
وعنه في بحار الأنوار : 47 / 183 .

[6]
الكامل في التاريخ: 4/371.

[7]
الصافات (37): 106 .

[8]
مقاتل الطالبيين : 191 ـ 194 تحقيق
السيد أحمد صقر .

[9]
مقاتل الطالبيين : 219 ـ 220 .

[10]
الطور (52): 48 .

[11]
القلم (68): 48 .

[12]
إقبال الاعمال : 578 ، وبحار الأنوار :
47 / 298 .

[13]
الأدب في ظل التشيع لعبد الله نعمة :
63 ، نقلا عن شرح القصيدة الشافية
لأبي فراس : 161 .

[14]
تاريخ الاُمم والملوك : 6 / 188 ـ 189 .

[15]
اليعقوبي: 2/376 والمسعودي: 3/294 ـ 296
وعن الطبري في الكامل في التاريخ:
5/549 .

/ 45