أعلام الهدایة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أعلام الهدایة - نسخه متنی

السید منذر حکیم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

موقف
الإمام (عليه السلام) من الهجران
والمقاطعة

وندّد
الإمام (عليه السلام) بظاهرة
المقاطعة بين المؤمنين قائلاً : «لا
يفترق رجلان على الهجران إلا
استوجب أحدهما البراءة واللعنة،
وربّما استحق ذلك كلاهما. فقال له
معتّب: جعلني الله فداك، هذا الظالم.
فما بال المظلوم؟ قال: لأنه لا يدعو
أخاه الى صلته ولا يتغامس (يتغافل)
له عن كلامه، سمعت أبي يقول: إذا
تنازع اثنان، فعازّ أحدهما الآخر
فليرجع المظلوم على صاحبه حتى يقول
لصاحبه: أي أخي انا الظالم، حتى
يقطع الهجران فيما بينه وبين صاحبه
فان الله تبارك وتعالى حكم عدل يأخذ
للمظلوم من الظالم »
[1]
.

الخط
التربوي للإمام الصادق(عليه السلام)

لم
تكن علاقة الإمام الصادق (عليه
السلام) مع جماعته وأصحابه من
الناحية التربوية قائمة على اساس
الوعظ والارشاد العام من دون تشخيص
لمستويات وواقع سامعيه فكرياً
وروحياً وما يحتاجون اليه، بل كان (عليه
السلام) يستهدف البناء الخاص
ويميّز بينهم ويزقّ لهم الفكرة
التربوية التي تحركهم نحو الواقع
ليكونوا على استعداد تام لتحمل
مسؤولية اصلاح الاُمة فكان يزوّدهم
بالاسس والقواعد التربوية
الميدانية التي تؤهلهم لتجاوز
الضغوط النفسية والاقتصادية
ويمتلكوا الأمل الالهي في تحقيق
اهدافهم.

ونشير
الىبعض ما رفد به الإمام أصحابه من
توجيهات ضمن عدّة نقاط:

النقطة
الاولى : في الدعوة والاصلاح

قال
(عليه السلام) : « إنما يأمر
بالمعروف وينهى عن المنكر من كانت
فيه ثلاث خصال: عالم بما يأمر ، عالم
بما ينهى. عادل فيما يأمر، عادل
فيما ينهى. رفيق بما يأمر، رفيق بما
ينهى »
[2]
.

واعتبر
الإمام (عليه السلام) النقد البنّاء
سبباً لسدّ الفراغ والضعف الذي
يصيب الافراد عادةً، فقال (عليه
السلام) : « أحبّ اخواني إليَّ من
أهدى إليَّ عيوبي »
[3]
.

وقال
(عليه السلام) : «اذا بلغك عن أخيك ما
تكره، فاطلب له العذر الى سبعين
عذراً فإنْ لم تجد له عذراً ، فقل
لنفسك لعلّ له عذراً لا نعرفه »
[4]
.

النقطة
الثانية : التعامل التربوي في مجال
العلم والتعلم

أكّد
الإمام الصادق (عليه السلام) على
الخطورة التي تترتب على
الرسالة العلمية اذا انفكت عن
قاعدتها الاخلاقية وَوُظِّفَ
العلم لأغراض دنيوية وما ينجم عنه
من تشويه لهذه الرسالة المقدسة. وقد
لعب هذا الفصل بين العلم وقاعدته
الأخلاقية دوراً سلبياً حيث انتج
ظاهرة وعاظ السلاطين التي وظّفت
الدين لمصلحة السلطان من هنا حذّر
الإمام (عليه السلام) من هذه
الظاهرة ضمن تصنيفه لطلبة العلم
قائلاً: « طلبة العلم ثلاثة
فاعرفوهم بأعيانهم وصفاتهم: صنف
يطلبه للجهل والمراء وصنف يطلبه
للاستطالة والختل، وصنف يطلبه
للفقه والعقل».

فصاحب
الجهل والمراء، مؤذ ممار متعرض
للمقال في أندية الرجال بتذاكر
العلم وصفة الحلم قد تسربل بالخشوع
وتخلى من الورع، فدقّ الله من هذا
خيشومه وقطع منه حيزومه.

وصاحب
الاستطالة والختل، ذو خبّ وملق
يستطيل على مثله من أشباهه ويتواضع
للأغنياء من دونه، فهو لحلوائهم
هاضم، ولدينه حاطم، فأعمى الله على
هذا خبره، وقطع من آثار العلماء
أثره.

وصاحب
الفقه والعقل، ذو كآبة وحزن وسهر،
قد تحنّك في برنسه، وقام الليل في
حندسه، يعمل ويخشى وجلاً داعياً
مشفقاً، مقبلاً على شأنه ، عارفاً
بأهل زمانه، مستوحشاً من أوثق
اخوانه فشدّ الله من هذا أركانه،
وأعطاه يوم القيامة أمانه »
[5]
.

النقطة
الثالثة : الضابطة التربوية
للتصدّي والقيادة

وضع
الإمام (عليه السلام) قاعدة اخلاقية
عامة وضابطة يتعامل بها المؤمن
ويطبقها في كل ميادين الحياة،
وبها تنمو الفضيلة، وتكون ايضاً
سبباً للتنافس الصحيح والبنّاء
والتفاضل المبدئي. وبغياب هذه
القاعدة واستبدالها بمقاييس
مناقضة لها سوف يتقدم المفضول على
الفاضل وتضيع القيم وتهدر الطاقات
، قال (عليه السلام) : «من دعا الناس
الى نفسه، وفيهم من هو أعلم منه،
فهو مبتدع ضالّ»
[6]
.

النقطة
الرابعة: المحنة والقدرة على
المقاومة

لقد
عبّأ الإمام الصادق (عليه السلام)
شيعته وعاهدهم في أكثر من مرّة
قائلاً: إن الانتماء لخطّه سوف
يترتّب عليه من الاضطهاد والابتلاء
ما لا يطيقه أحد إلاّ من اختاره
الله سبحانه، كما أن التشيع لا
يستحقه إلا اولئك الذين لديهم
الاستعداد للتضحية العالية وتحمّل
البلاء. وهذا اسلوب إلهي استخدمه
الله مع اوليائه ، فعن أبي عبدالله
الصادق (عليه السلام) عندما ذكر
عنده البلاء وما يخص به المؤمن قال:
سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله)
مَن أشد الناس بلاءاً في الدنيا؟
فقال: «النبيون ثم الأمثل فالأمثل،
ويُبتلى المؤمن بعد على قدر إيمانه
وحسن أعماله فمن صحّ إيمانه وحسن
عمله اشتد بلاؤه ومن سخف ايمانه
وضعف عمله قلّ بلاؤه»
[7]
.

وروى
الحسين بن علوان عن أبي عبدالله
الصادق (عليه السلام) إنه قال وعنده
سدير : «إن الله اذا أحبّ عبداً
غتّه بالبلاء غتّاً»
[8]
.

وقال
(عليه السلام) : «قد عجز من لم يعد
لكل بلاء صبراً، ولكل نعمة شكراً
ولكل عسر يُسراً، اصبر نفسك عند كل
بلية ورزية في ولد أو في مال، فإنّ
الله إنما يقبض عاريته وهبته
وليبلو شكرك وصبرك»
[9]
.

وقال
(عليه السلام) : « إنا لنصبر، وإن
شيعتنا لأصبر منّا، قال الراوي
فاستعظمت ذلك، فقلت: كيف يكون
شيعتكم أصبر منكم ؟! فقال (عليه
السلام) : إنا لنصبر على ما نعلم،
وأنتم تصبرون على ما لا تعلمون »
[10]
.


[1]
الكافي : 2/344 / ح1 وبحار الأنوار :
75/184 ، وسائل الشيعة : 8/584 .


[2]
تحف العقول : 358، وبحار الأنوار :
78/240.


[3]
تحف العقول: 366، وبحار الأنوار:
78/249.


[4]
احقاق الحق: 12/279 ، والمشروع
الرويّ: 1/35 .


[5]
الكافي: 1/49، وبحار الأنوار : 83 /
195.


[6]
تحف العقول : 375، وبحار الأنوار:
78/259 .


[7]
وسائل الشيعة : 2/906.


[8]
المصدر السابق: 2/908 .


[9]
تحف العقول : 361، وبحار الأنوار:
67/216.


[10]
مشكاة الأنوار : 274.

/ 45