أعلام الهدایة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أعلام الهدایة - نسخه متنی

السید منذر حکیم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

القدوة
الحسنة

ومن
الوسائل التي استخدمها الإمام (عليه
السلام) في منهجه التغييري وبنائه
للمجمتع الفاضل هو اهتمامه وتركيزه
على النموذج الشيعي الذي يشكّل
القدوة الحسنة في سلوكه ليكون
عنصراً مؤثراً ومحفّزاً للخير
ومشجّعاً لنمو الفضيلة في داخل
المجتمع . وقد بذل الإمام (عليه
السلام) جهداً منقطع النظير في
تربيته وإعداده للنموذج القدوة وقد
سلّحه بمختلف العلوم وأحاطه بجملة
من الوصايا والتوجيهات العلمية
والأخلاقية.

واستطاع
الإمام بطاقاته الإلهية أن يصنع
عدداً كبيراً من هؤلاء الذين
أصبحوا فيما بعد قادة ومناراً تهوي
إليهم القلوب لتنهل من علومهم وبقي
اسمهم مخلداً في التأريخ يتناقل
المسلمون مآثرهم جيلا بعد جيل .

ونقتصر
فيما يلي على بعض التوجيهات بهذا
الصدد :

1
ـ جاء عنه (عليه السلام) فيما يخص
العبادة التي يتميز بها الشيعي
وعلاقته بالله أنه قال : «امتحنوا
شيعتنا عند مواقيت الصلاة ، كيف
محافظتهم عليها، وإلى أسرارنا كيف
حفظهم لها عند عدوّنا وإلى أموالهم
كيف مواساتهم لإخوانهم فيها»[1]
.

2
ـ عن محمد بن عجلان قال كنت مع أبي
عبد الله (عليه السلام) فدخل رجل
فسلّم ، فسأله ، «كيف من خلّفت من
إخوانك ؟» فأحسن الثناء وزكى وأطرى
، فقال له : «كيف عيادة اغنيائهم
لفقرائهم ؟» قال : قليلة . قال : «كيف
مواصلة أغنيائهم لفقرائهم في ذات
أيديهم ؟» فقال : إنك تذكر أخلاقاً
ما هي فيمن عندنا . قال(عليه السلام):
«فكيف يزعم هؤلاء أنهم لنا شيعة ؟»[2] .

لقد
أكّد الإمام (عليه السلام) أهميّة
القدوة الحسنة في المجتمع. قال
المفضّل : قال : أبو عبد الله وأنا
معه : «يا مفضّل! كم أصحابك ؟» فقلت
قليل . فلمّا انصرفت إلى الكوفة ،
أقبلت عليَّ الشيعة ، فمزّقوني كل
ممزق، يأكلون لحمي، ويشتمون عرضي ،
حتى أنّ بعضهم استقبلني فوثب في
وجهي ، وبعضهم قعدلي في سكك الكوفة
يريد ضربي ، ورموني بكلّ بهتانحتى
بلغ ذلك أبا عبد الله (عليه السلام)
، فلمّا رجعت إليه في السنة الثانية
، كان أوّل مااستقبلني به بعد
تسليمه عليّ أن قال : يا مفضّل : ما
هذا الذّي بلغني أنّ هؤلاء يقولون
لك وفيك؟ قلت : وما عليّ من قولهم ،
قال : «أجل بل ذلك عليهم ، أيغضبون ؟!
بؤس لهم. إنّك قلت إنّ أصحابك قليل ،
لا والله ما هم لنا شيعة ، ولو كانوا
لنا شيعة ما غضبوا من قولك وما
اشمأزّوا منه لقد وصف الله شيعتنا
بغير ما هم عليه ، وما شيعة جعفر
إلاّ من كفَّ لسانه ، وعمل لخالقه
ورجا سيّده ، وخاف الله حق خيفته .
ويحهم !! أفيهم من قد صار كالحنايا
من كثرة الصلاة ، أو قد صار كالتائه
من شدة الخوف ، أو كالضرير من
الخشوع أو كالضني[3]
من الصيام، أوكالأخرس من طول صمت
وسكوت؟! أو هل فيهم من قد أدأب ليله
من طول القيام، وأدأب نهاره من
الصيام، أو منع نفسه لذّات الدنيا
ونعيمها خوفاً من الله وشوقاً
الينا أهل البيت ؟! أ نّى يكونون
لنا شيعة وإنهم ليخاصمون عدوّنا
فينا حتّى يزيدوهم عداوةً، وإنّهم
ليهرّون هرير الكلب ويطمعون طمع
الغراب. أما إني لو لا أنني أتخّوف
عليهم أن أغريهم بك ، لأمرتك أن
تدخل بيتك وتغلق بابك ثم لا تنظر
اليهم ما بقيت ، ولكن إن جاؤوك
فاقبل منهم ; فإنّ الله قد جعلهم حجة
على أنفسهم واحتجّ بهم على غيرهم.

لا تغرّنكم الدنيا وما ترون فيها من
نعيمها وزهرتها وبهجتها وملكها
فإنّها لا تصلح لكم ، فوالله ما
صلحت لأهلها[4] .

ج:
البناء الاجتماعي

رسم
الإمام الصادق (عليه السلام) الخط
العام للعلاقات الاجتماعيه
للجماعة الصالحة ، وبيّن نظامها
ووضع الاُسس والقواعد المبدئيه
لهذا النظام ورسّخها في نفوسهم
ليتمكن الفرد الصالح من العيش في
المجتمع وفي الظروف الصعبة ،
ويمتلك القدرة في مواجهة المخططات
التي تسعى لتفتيت مثل البناء الذي
يهدف له الإمام وهو النظام
الاجتماعي الذي خطط له الإمام
وأمدّه بعناصر البقاء والاستمرار
ليمتد بجذوره في أوساط الامة .

الانفتاح
على الاُمة

لقد
أكّد الإمام (عليه السلام) على محور
مهمّ يمدّ الجماعة الصالحة بالقدرة
والانتشار هو محور الانفتاح على
الأمة وعدم الانغلاق على أنفسهم
وقد حثّ الإمام شيعته على توسيع
علاقاتهم مع الناس وشجعهم على
الإكثار من الأصحاب والأصدقاء فقد
جاء عنه (عليه السلام) «أكثروا من
الأصدقاء في الدنيا فإنّهم ينفعون
في الدنيا والآخرة أما في الدنيا
فحوائج يقومون بها وأما في الآخرة
فإنّ أهل جهنم قالوا مالنا من
شافعين ولا صديق حميم»[5].

وجاء
عنه أيضاً : «استكثروا من الاخوان
فإن لكل مؤمن دعوة مستجابة».

وقال:
«استكثروا من الإخوان فأنّ لكل
مؤمن شفاعة»[6]
كما أكّد الإمام(عليه السلام) على
مواصلة هذا الانفتاح وشدّه بآداب
وأخلاق تدعو للتلاحم والتعاطف بين
المؤمنين فقال: «التواصل بين
الإخوان في الحضر التزاور والتواصل
في السفر المكاتبة»[7].

وقال
(عليه السلام) : «انّ العبد ليخرج
إلى أخيه في الله ليزوره فما يرجع
حتى يغفر له ذنوبه وتقضى له حوائج
الدنيا والآخرة[8]
ومن الآداب والاخلاق التي تصبّ في
رافد التواصل الاجتماعي هو
المصافحة التي حث الإمام (عليه
السلام) عليها فقال : تصافحوا
فإنّها تذهب بالسخيمة»[9]
.

ًوقال
أيضا: «مصافحة المؤمن بألف حسنة»[10] .

وقال
(عليه السلام) في التعانق : «إن
المؤمنين إذا إعتنقا غمرتهما
الرحمة ، فاذا التزما لا يريدان
بذلك إلاّ وجه الله ولا يريدان
غرضاً من أغراض الدنيا قيل لهما :
مغفور لكما ، فأستأنفا ، فإذا أقبلا
على المسألة قالت الملائكة بعضها
لبعض تنحّوا عنهما فإنّ لهما سراً
وقد ستر الله عليهما، قال اسحاق :
فقلت : جعلت فداك فلا يكتب عليهما
لفظهما وقد قال الله عزوجل : (ما
يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)؟![11]
قال: فتنفّس أبو عبد الله الصعداء(عليه
السلام) ثمّ بكى حتى اخضلت دموعه
لحيته وقال : يا اسحاق : إن الله
تبارك وتعالى إنما أمر الملائكة أن
تعتزل عن المؤمنين إذا التقيا
إجلالا لهما ، وانه وإن كانت
الملائكة لا تكتب لفظهما ولا تعرف
كلامهما فإنه يعرفه ويحفظه عليهما
عالم السر وأخفى»[12]
.

تأكيد
علاقة الاخوّة:

كان
الإمام (عليه السلام) يعمّق ويجذر
علاقة الأخوّة في الله ويضع لها
التوجيهات المناسبة التي تزيد في
التلاحم والتفاهم ، فمنها ما قاله (عليه
السلام) لخيثمة : «أبلغ موالينا
السلام وأوصهم بتقوى الله والعمل
الصالح وأن يعود صحيحهم مريضهم
وليعد غنيهم على فقيرهم ، وأن يشهد
جنازة ميّتهم ، وأن يتلاقوا في
بيوتهم وأن يتفاوضوا علم الدين فإن
ذلك حياة لأمرنا رحم الله عبداً
أحيى أمرنا»[13].

وقال(عليه
السلام) في المواساة بين المؤمنين :
«تقرّبوا إلى الله تعالى بمواساة
إخوانكم»[14]
.

قال
محمّد بن مسلم: أتاني رجل من أهل
الجبل فدخلت معه على أبي عبدالله
فقال له حين الوداع أوصني فقال (عليه
السلام) : « اُوصيك بتقوى الله
وبرّ أخيك المسلم، وأحب له ما تحب
لنفسك واكره له ما تكره لنفسك، وإن
سألك فأعطه وإن كفّ عنك فأعرض عليه،
لا تملّه خيراً فانه لا يملّك وكن
له عضداً فانه لك عضد وان وجد عليك
فلا تفارقه حتى تحلّ سخيمته[15]
وان غاب فاحفظه في غيبته، وإن شهد
فاكنفه واعضده ووازره ، وأكرمه
ولاطِفه فانه منك وأنت منه »[16].

وقال
(عليه السلام) مبيّناً صفة الاُخوّة
في الله قال رسول الله (صلى الله
عليه وآله): « ستّ خصال مَن كُنّ فيه
كان بين يدي الله عزّ وجلّ وعن يمين
الله . فقال له ابن يعفور : وما هنّ
جعلت فداك ؟ قال: يحب المرء المسلم
لأخيه ما يحب لأعزّ أهله، ويكره
المرء المسلم لأخيه ما يكره لأعزّ
أهله ويناصحه الولاية (الى أن قال)
إذا كان منه بتلك المنزلة بثه همه
ففرح لفرحه إن هو فرح، وحزن لحزنه
إن هو حزن وإن كان عنده ما يفرج عنه
فرج عنه إلاّ دعا له »[17].

كما
نجده يحذّر من بعض التصرّفات التي
من شأنها أن تفسد العلاقة . فقد قال (عليه
السلام) لابن النعمان: «إن أردت أن
يصفو لك ودّ أخيك فلا تمازحنّه ولا
تمارينه ولا تباهينّه، ولا
تشارنّه، ولا تطلع صديقك من سرّك
الا على ما لو اطّلع عليه عدوّك لم
يضرّك، فإن الصديق قد يكون عدوك
يوماً »[18].

كما
حذّر (عليه السلام) من المجاملة على
حساب المبدأ والتعاطف مع الخصوم
فقال : « من قعد الى سابّ أولياء
الله فقد عصى الله ومن كظم غيضاً
فيما لا يقدر على إمضائه كان
معنا في السنام الأعلى »[19].

وقال
أيضاً: « مَن جالس لنا عائباً، أو
مدح لنا قالياً أو واصل لنا قاطعاً،
أو قطع لنا واصلاً ، أو والى لنا
عدواً، أو عادى لنا وليّاً فقد كفر
بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن
العظيم »[20].

وحذّر
أيضاً من مرض الانقباض والشحناء مع
الاخوان والمراء والخصومة . فقال
(عليه السلام) : قال امير المؤمنين (عليه
السلام) : « إيّاكم والمراء
والخصومة فإنّهما يمرضان القلوب
على الإخوان وينبت عليهما النفاق »[21].

[1]
وسائل الشيعة : 3 / 83
، وبحار الأنوار : 68 / 149 عن قرب
الاسناد: 52 .

[2]
بحار الأنوار : 68 / 168 ح27 عن صفات
الشيعة للصدوق : 166 .

[3]
ضنى ضناء : اشتدّ مرضه حتى نحل جسمه .

[4]
بحار الأنوار : 78 / 383 ، عن تحف العقول
: 385 .

[5]
وسائل الشيعة : 7 / 407 .

[6]
وسائل الشيعة : 8 / 408 .

[7]
تحف العقول : 358 ، بحار الأنوار : 78 /
240.

[8]
مشكاة الانوار : 209 .

[9]
الكافي : 2 / 183 ، وتحف العقول: 36 ،
وبحار الأنوار : 78 / 243 .

[10]
مشكاة الانوار : 203 .

[11]
سورة ق (50) : 18 .

[12]
الكافي : 2 / 184 بحار الانوار : 76 / 35
وسائل الشيعة : 8 / 563 .

[13]
وسائل الشيعة : 8 / 400 .

[14]
الخصال : 8 وبحار الأنوار 74 / 391 .

[15]
السخيمة: الحقد والضغينة حتى تسل
سخيمته والسل الانتزاع والاخراج في
رفق.

[16]
وسائل الشيعة : 8 / 549.

[17]
وسائل الشيعة : 8/542.

[18]
الكافي : 1 / 165، وبحار الأنوار : 78 / 286
.

[19]
المصدر السابق.

[20]
الأمالي للصدوق: 55 وبحار الأنوار:
27/22 ، وسائل الشيعة : 11/506 .

[21]
وسائل الشيعة : 8/406 ، باب كراهة
الانقباض من الناس.

/ 45