الامام الخمينى (قد) فى النجف:
بعد سلسلة الاحداث الدمويه التى بدأت عام 1963 فى ايران اقدمت السلطات البملويه على ابعاد الامام الخمينى الى تركيا و من ثم الى العراق، حيث عاش فى النجف ما يقرب من 15 سنه.
السبب الرئيس الذى حمل حكومة الشاه المقبور على نفى الامام هو طبيعة الوضع الذى كان يخيتم على النجف، و الذى اعتقدت - حكومة الشاه - ان من شأنه الحد من حركة الامام.
فالحدزة العلميه هناك تضم العديد من مراجع التقليد و من المحكنا ان يخفت بريق الامام بل و تنتهى حركته السياسيه الفعاله اضف الى ذلك هيمنة تبار الابتعاد عن السياسه و التفرغ للشؤون الدينيه التقليديه على معظم موافق الحامعه النجفيه، حيث يبقى الامام - و ففاً لذللا - صوتاً منفرداً.
مما يضطره السكوت و ترك التحرك المضاد لبهلوى المقبوت فى حين خطط المقبور لعملائه من المحسوبين على الحدزة العلميه ليلعيوا دوراً متميزاً فى الوقوف بوجه الامام و التأثير ملى بعض الجهلاء و البسطاء بقية ابراز العداء له. هذا ما تصورته حكومة الشاه و خططت له.
بيد ان الامام الذى يحمل فى صدره هموم الاسلام و مشروع الثورة الشامله لم يعبأ بما يبيته له اعداء الاسلام و لم يهدأ له بال طوال فترة ابعاده.
فى 5 ايلول 1964 وصل الامام الخمينى الى بغداد و انتشر الخبر يسرعة كبيره فى اتحاد العراق. حيث استقبلته قسود العلماء و الشخصيات الاسلاميه و الجماهير فى جميع المدن التى زارهما، ففى كربلاء رفعت لاقتات كبيره ترحب بالامام.
كتب على احدها (رابة الاسلام ترفرف بيد آيه الله الخمينى).
و عند ما توجه الى النجف كانت جماهير المدينه قد استعدت لاستقباله ابتدأ من ناحية الحيدريه - و هى تبعد حد الى 35 كيلومتر عن النجف -.
و ساد النجف جو غير اعتيادى، حيث رفعت الاعلام و اللافتات فى مراخل المدينه و واجبهاتها الربيسيه، كذب على بعضها (مدينة النجف ترحب بمقدم البطل الاسلامى المجاهد الامام الخمينى) و لافته اقرى (جماهير النجف المسلمه تبدى سرورها بمقدم الامام الخمينى رمز التضحيه و الجهاد).
و فى الصحن العلوى الشريف جرى للامام استقبال شعبى و علماتى حاشر و اقيمت الاحتفالات الكبيره بهذه المناسبه فى المساجد و المدارس الدينيه و عبّر كبار مراجع الدين يأالنجف قالسيد الحكيم و السيد الخوتى و السيد الشاهرودى و السيد عبد الله الشيرازى و غيرهم عن سرورهم لمجس ء الامام. و قاموا بزيارته و تهنئته على سلامة الوصول.(18)
و الحركة الاسلاميه العراقيه التى و الكبت مسيرة الامام الخمينى. كانت قريبه من معظم الاحدات التى جرت فى ايران. و لها مواقفها التابته منها و التمثل بالمبدئيه و الشرعيه.
فيذكر ان تنظيم (الدعوة) ساهم فى دعم انتفاضة (15 خرداد) 1963 سياسياً و اعلامياً، حيث قاموا بتوزيع خطابات و بيانات الانتفاضه فى داخل ايران و خارجها.
و عندما حل الامام الخمينى فى مدينة الكاظميه، اقامت الحركة الاسلاميه حفلاً جماهيرياً كبيراً للترحيب بالامام (قد). كما التقى و قد يمثل (حزب الدعن الاسلاميه) عرض عليه خلال اللقاء وضع امكاناتها تحت تصرفه.
و بعكس ما كان متصوراً فقد اعطى وجود الامام الخمينى (قد) فى النجف زخماً كبيراً للحركة الاسلاميه و هبأ الكثير من اوساط الحوزه لتقبل اى حالة مناحالات المواجهة الشامله مع السلطه.
و اشعر الاسلاميين العراقيين بنوع من القوه، نتيجة اتجاه الامام و مواقفه التى شكلت حماية لهم فى مواجهة السلطات و دعماً كبيراً لفكرهم و اسلوبهم فى العمل.(19)
و المفردات التى تحت الاشارة اليها - مسبقاً - تكشف عن حقيقة العلامة بين الامام الخمينى من جهة و الحرقة الاسلاميه و الشعب العراقى المتوين من جهة اخرى منه الايام الاولى لمرحلة ابعاد الامام الى العراق.
اما السلطات العراقيه فانها حاولت التقرب الى الامام الخمينى فى اطار التنافس على جلب تأييد مراجع الدين. فعرضت عليه اجراء المقابلات فى الصف و الاذاعه و التلفزيون.
الا انا الامام رفض عروض النظام بكل هدوء و ذكاء. و فضّل عدم التعامل معه، فى حين كان مبعوثو عبد السلام عارف و كبار المسؤولين فى الدولة يتقاطرون عليه لعرض خدماتهم و الشوال عن وضعه و الاطمتنان عليه.(20)
و هذه المزايده من قبل حكومه عارف اتجاه الامام لم تكن حباً فى الامام و انما قانت بسبب بغض حكومه عارف لمواقف الشاه السلبيه اتجاه بعض القضايا العربيه و العداء المحتدم بينه و بين جمال عبد الناصر فاراد عارف ان يتوج طلاقه مع الشاه بالتقرب نحد الامام الخمينى (قد).