صراط المستقیم إلی مستحقی التقدیم جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
العورة(1) وفي الجزء الخامس في باب (وأذانمن الله ورسوله)(2) وذكره الطبري والبلاذريوالواقدي والشعبي والسدي والواحديوالقشيري والسمعاني والموصلي وابن بطةوابن إسحاق والأعمش، وابن السماك فيكتبهم. وبالجملة فإجماع المسلمين عليه لايختلفون فيه، وفي القصة أنه لما رجع أبوبكر قال: يا رسول هل نزل في شئ؟ قال: لا ولكنجاءني جبرائيل، وقال: لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك، فظهر بهذاأن أبا بكر ليس من النبي صلّى الله عليهوآله وأن عليا الوفي من النبي الأمي،فلينظر العاقل إلى الأمر السماوي، والسرالإلهي، كيف عزل أبا بكر بالجحفة جهرا،ونصب عليا بعده أميرا. ولما عاد النبي إلى ذلك الموضع في حجةالوداع، نص على علي كما شاع ذلك في الخلائقوذاع، لنبيه اللطيف الخبير، بالعزلوالتأمير على أن من لم يصلح إرساله إلىبلد، لم يصح أن يحكم على كل أحد، وقد جرى فيالأمثال أن العزل طلاق الرجال. وقد ذكر في كتاب الفاضح أن جماعة قالوا له:أنت المعزول والمنسوخ من الله ورسوله عنأمانة واحدة، وعن راية خيبر، وعن جيشالعاديات، وعن سكنى المسجد، وعن الصلاة،فكيف تولي في الأمور العامات والخاصات،وليس للأمة تولية من عزله الله في السماءورسول الله في الأرض، أدرجنا اللهوالمؤمنين في زمرة العاقلين، وأخرجناوإياهم من حيرة الغافلين. قالوا: يلزم نسخ تبليغ أبي بكر، قبل حضوروقته، قلنا: إنما كان حاملا لا مبلغا. قالوا: ظاهر الحديث (لا يؤدي عنك إلا رجلمنك) ينافي ذلك. قلنا: لا يلزم من النهي سبق الأمربالتأدية، فإن كثيرا من المنهيات لم يسبقمن العبد ما ينافيها، ولو صرح النبي صلّىالله عليه وآله بكونه مبلغا جاز أن يكون