صراط المستقیم إلی مستحقی التقدیم جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
حتى لو تفحص عنهم في المدن والأصقاع، لوجدمن مبرزيهم ما يملأ الأسماع لكن تستروا منشناعة الرفض فيهم، واختفوا خوفا من فتوىعلماء السوء بقتلهم وأما عوامهم فحصلت لهمهذه الأمور بضرورة عقولهم، حيث فهمواورودها عن قوم لا يمكن على الكذب تواطؤهم،لتباعد أوطانهم، حتى أنه يمكن إيراد ذلكمن البله والعجايز وغيرهم، والعجب أنخصومنا أجمعوا على وجوب قبول خبر الواحدالعدل ظاهرا ولم يقبلوا في النصوصالمائتين ولا الألف، لكون ذلك لهوائهم غيرمألوف. إن قالوا: مسألة الإمامة من العلميات، فلايمكن فيها خبر الواحد، لأنه من الظنيات. أجاب الإمام قطب الدين الكيدري في كتاببصائر الأنس في الإمامة بأنه قد روي عنالأئمة أحاديث في الشرعيات، يجب عليكمقبولها فهلا استدللتم بوجوب قبولها علىوجوب إمامة ناقليها. وفي هذا الجواب نظر فإن قبول الخبر أعم منوجوب اعتقاد الإمامة، ولو وجب ذلك وجباعتقاد الإمامة لكل مخبر، إلا أن يقال:جزمهم بقبولها دال على جزمهم بصدق مصدرهاوذلك هو المعصوم، فهو الإمام. والحق في الجواب أن عندكم مسألة الإمامةليست من أركان الدين، بل من فروعه،فالتزموا حجيتها من الآحاد، ولهذا جوزتمعقد الإمامة لأبي بكر بقوم لم يبلغوا حدالتواتر، على أنه قد صح لنا بحمد اللهالتواتر في ذلك من طريقي الخاصة والعامةوسنورده قريبا إن شاء الله. قالوا: كيف تواتر عندكم ولم يصل إلينا؟قلنا: قد شرط المرتضى في العلم التواتريعدم سبق شبهة إلى سامعه، تمنع من حصوله،وقد بيناها فيكم.