صراط المستقیم إلی مستحقی التقدیم جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
الإمامة مظهرا للأشرف وهو العقل، وحاكمةفي الباطن، فظهر من هذا الكلام خروجهم عنالاسلام. احتجوا بأن إسماعيل هو الأكبر ويجب النصعلى الأكبر، قلنا: الأكبرية لا توجبالإمامة كما لا توجب النبوة ولو سلم فإنماذلك لو بقي الأكبر بعد أبيه، و إسماعيل ماتفي حياة أبيه، فالنص عليه من الله أو منأبيه عبث وسفه وكذب، ولم يرو؟ أحد عن أبيهنصا فيه وأما ادعوه منه فكذب عليه. إن قيل: إمامته لا يبطلها موته قبل أبيه،كما أن خلافة هارون عندكم لم يبطلها موتهقبل أخيه قلنا: الكلام في خليفته الذي أوصىإليه القيام بعد موته، فلو كان لا خليفة لهفي البرية، دخل في الموتة الجاهلية، ولهذاأوصى موسى إلى يوشع بعد موت أخيه. احتجوا بقول أبيه: ما بدا لله في شئ كمابدا في إسماعيل قلنا: فلا يقع منه البداءفي الإمامة، وقد روي عنهم عليهم السلاممهما بدا لله فلا يبدو في نقل نبي عن نبوتهولا إمام عن إمامته، ولا مؤمن قد أخذ اللهعهده بالإيمان عن إيمانه. والبداء الذي ذكره عليه السلام في ابنه هوالقتل فقد روي عنه أنه قال: إن الله كتبالقتل على ابني إسماعيل مرتين فسألته فيهفعفى عنه، فما بدا له في شئ كما بدا له فيإسماعيل. وإذا بطلت إمامته بطلت إمامةابنه محمد كما قيل فيه، فإن المتفرع علىالفاسد فاسد. ومنهم من زعم أن الصادق عليه السلام بعدموت إسماعيل نص على ابنه محمد بن إسماعيل،بناء على أن القياس يقتضي نقلها منإسماعيل إلى ابنه إذ هو أحق الناس به قلنا:قد أبطلنا النص على إسماعيل ولو سلمفالإمامة ليست بالمواريث، وإلا لاشتركوراث الإمام جميعهم فيها، وإنما هي تابعةلصفات مخصوصة، ومصلحة معلومة. وأما القائلون بإمامة محمد بن جعفرالصادق عليه السلام فشذاذ جدا، وقدانقرضوا احتجوا بأن أباه مسح التراب عنوجهه، وضمه إلى صدره، وحكى عن أبيه الباقرأنه سيولد لك ولد يشبهني فسمه باسمي فإنهعلى سنة جدي رسول الله صلّى الله عليهوآله.