صراط المستقیم إلی مستحقی التقدیم جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
الأمر أن يراد خلافه، سقطت الأوامر،وسقطت ثمرة (اتبعوا ما أنزل إليكم منربكم(1)) وكيف يترك الأمة في حيرتها مع شدةشفقته عليها، وقد أثنى الله عليه في قوله:(لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم(2)). إن قيل: إنما كتب الله الوصية بأمورالدنيا للوالدين والأقربين، ولمن عليهدين أو كان له طفل ونحو ذلك، أما في أمورالدنيا فلا، قلنا: الوصية بالدين أعظم،وخصوصا من النبي المرشد إلى الدين فذكرالوصية للدنيا تنبيه بالأدنى على الأعلى،فالوصية به أولى، وبالدين قد أوصى يعقوببقوله: (يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلاتموتن إلا وأنتم مسلمون(3)) وقد اعترفالخلفاء والعلماء والصدر الأول وغيره منالشعراء بوصية سيد الأنبياء. قالوا: أسند مسلم والبخاري في الحديثالتاسع من المتفق عليه أن طلحة ابن مصرفسأل ابن أبي أوفى: هل أوصى النبي؟ صلّىالله عليه وآله فقال: لا، قال: فكيف كتب علىالناس الوصية وأمر بها؟ قال: أوصى بكتابالله وفي حديث وكيع كيف أمر الناسبالوصية؟ وفي حديث نمير: كيف كتب علىالمسلمين الوصية؟ قال الحميدي: وفي الحديث زيادة لم يخرجهامسلم والبخاري ذكرها أبو مسعود وأبو بكرالبرقاني وهي أن أبا بكر كان يتأمر على وصيرسول الله. فنقول: في صحيح مسلم من طرق عدة ما حق مسلمأن يبيت إلا ووصيته عنده مكتوبة وأخرجهالبخاري أيضا وخبر ابن أبي أوفى الذي لميذكر فيه الوصية بالعترة مردود لأنه لميسنده إلى أحد ولأنه منحرف عن علي عليهالسلام ولأن شهادته على نفي فلا تسمع،ولأنه خبر واحد، ومخالف للشهرة والكتابوقد أمر النبي صلّى الله عليه وآله باطراحما خالف الكتاب والسنة، وقد روته الفرقةالمحقة في مواضع لا تحصى