صراط المستقیم إلی مستحقی التقدیم جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
والجهال تهذي بتركها، وتعتمد على نفيها. قالوا: روى الحكم وأبو وائل وصعصعة بنصوحان أنه قد قيل لعلي: ألا توصي؟ فقال:أوصى رسول الله فأوصي؟ قلنا: ذلك شاذ نادرمختلف، فلا يعارض ما ذكرناه من المتواترالمؤتلف، لأن في الخبر (ما أوصى رسول اللهفأوصي ولكن إن أراد الله بالناس خيرافسيجمعهم على خير كما جمعهم بعد نبيهم علىخيرهم) فهذا يدل على أفضلية أبي بكر علىعلي عليه السلام والمشهور منه أنه كانيقدم نفسه على أبي بكر وغيره، وقد علم طرفمن ذلك في باب فضائله، على أن الخبر يقبلالتأويل بأن يكون (ما) بمعنى (الذي) أي الذيأوصى رسول الله فأوصي، ويكون قوله: إن أراد الله بالناس خيرا فسيجمعهم علىخيرهم، عنى به ولديه وذريته، وإضافة الجمعإلى الله يعني بألطافه الزائدة عن القدرالواجب، وقوله: كما جمعهم بعد نبيهم: أيجمعهم على علي حين أوحى النص فيه، فبلغالنبي صلّى الله عليه وآله. فإن قلت: لو جمعهم الله عليه لم يتخلفواعنه، قلت: لا يلزم من جمعهم اجتماعهم إذليس يواقع كل مراد على سبيل الاختيار، بلذلك إنما يكون بالاكراه و الاجبار، وستأتيوصيته على أولاده في النصوص إن شاء اللهتعالى. ولقد رأيت ثلاثا وثلاثين طرفة في الوصيةالمذكورة نقلها السيد الإمام ابن طاؤوسرضي الله عنه، في خبر مفرد سأضع محصلها فيهذا الباب، ليهتدي به أولوا الألباب،ولأتيمن بذكرها، وأتقرب إلى الله تعالىبنشرها، فإن فيها شفاء لما في الصدور،يعتمد عليها من يريد تحقيق تلك الأمور،وقد روى يونس بن الصباح المزني عن الصادقعليه السلام أن الله تعالى عرج بالنبيصلّى الله عليه وآله مائة وعشرين مرة، مامن مرة إلا ويوصيه الله بالولاية لعليعليه السلام والأئمة، أكثر مما يوصيهبالفرائض.