صراط المستقیم إلی مستحقی التقدیم جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
فأمطر علينا حجارة(1) فأنزل الله تعالى: (ماكان الله ليعذبهم وأنت فيهم(2)) فقال النبيصلّى الله عليه وآله للحارث: إما أن تتوبأو ترحل عنا، فرحل فرماه الله بحجر علىهامته فأخرج من دبره وأنزل الله (سأل سائلبعذاب واقع الكافرين (بولاية علي) ليس لهدافع(3). قال الصادق عليه السلام في رواية أبيبصير: هكذا نزلت. وأسند ابن حنبل قول النبي صلّى الله عليهوآله: يا علي إن فيك مثلا من عيسى بغضهاليهود حتى بهتوا أمه، أي: جعلوه ولد زنية،وأحبه النصارى حتى أنزلوه المنزل الذي ليسله، وقال علي عليه السلام: هلك في رجلان:محب مفرط بما ليس في، ومبغض يحمله شأني علىأن يبهتني. وقد أسند ابن حنبل بطرق مختلفة في رواياتثمان في ذلك وروى نحوه الفقيه الشافعي ابنالمغازلي وعبد الواحد التميمي الأموي فيالجزء الثالث من جواهر الكلام، وابن عبدربه في كتاب العقد. ومن المعقول أنه عليه السلام أخبربالمغيبات، وظهر في بدنه ونفسه كراماتأوجبت التباس أمره حتى اختلف كثير لقصورفكرهم فاعتقدته النصيرية إلها يعطيويمنع، وقوم عادوه وحاربوه وكتموا النصوصعليه، وسبوه، ولا عجب من ضلال أكثر الأمةالمخالفة، فإن ذلك في سنن الأمم السالفة. اعتبر حال بني إسرائيل إذ قالوا: (اجعل لناإلها كما لهم آلهة(4)) والمقتصدون رفعوه عنمهابط الناقصين، ووضعوه عن منزلة إلهالعالمين، فجعلوه إماما متوسطا بينالخالق والمخلوقين، فأصابوا حق اليقين،حيث نزلوا عن علو غلو الشبيه، و صعدوا عنحضيض خفيض التشبيه، فلا يرجعون في أخراهمإلى ندم، بل يرجعون