اسرعت إلى اجابته مطيعاً، ولنفسك علىالقتل موطناً فشكر الله تعالى طاعتك وأبانمن جميل فعلك بقوله جلّ ذكره: (ومن الناس منيشري نفسه ابتغاء مرضات الله) (1).
التحصين العلمي
إنّ النقطة الجوهرية لتحقيق ورفع المستوىالعلمي الذي تحتاجه الجماعة الصالحة هيتربية العلماء والكفاءات العلميةالمتخصّصة في مختلف الفروع العلميةالإسلامية. ثمّ إعطاء العلماء بالشريعةالدور المتميّز في المجتمع الإسلامي. وهذاما سار عليه أئمة أهل البيت (عليهم السلام)بلا استثناء.وتميّز عصر الإمام الهادي (عليه السلام)بأنه العصر الممهّد لعصر الغيبة حيث ينقطعالناس عن إمامهم ولا يبقى للناس أيّ ملجأفكريّ وديني سوى العلماء بالله الاُمناءعلى حلاله وحرامه.
ومن هنا كان اهتمام الإمامين العسكريينبالعلماء بليغاً جدّاً حيث عُبّر عنهمبأنّهم الكافلون لأيتام آل محمد، وكانالتبجيل والإجلال في سيرة الإمام الهادي(عليه السلام) لمثل هؤلاء العلماء ملفتاًللنظر جدّاً(2).
ومن يقرأ تراث الإمام الهادي (عليهالسلام) يلاحظ استمرار العطاء العلمي فيهذا العصر الى جانب الاهتمام بايضاحالمنهج العلمي الذي كان يبتغيه أهل البيت(عليهم السلام) والتصدّي منهم لتعميقه.
وتكفي قراءة سريعة لرسالة الإمام الهادي(عليه السلام) الى أهل الأهواز لتلمّس مدىاهتمامه (عليه السلام) بالتأصيل النظريوبالتربية على سلوك المنهج
(1) راجع حياة الإمام علي الهادي (عليهالسلام): 140 ـ 147.
(2) راجع الفصل الثالث من الباب الأوّل.