انهيار الدولة الإسلامية ومضاعفاته
ومعنى انهيار الدولة الإسلامية أن تسقطالحضارة الإسلامية وتتخلى عن قيادةالمجتمع ويتفكك المجتمع الإسلامي، ويُقصىالإسلام عن مركزه كقائد للمجتمع وكقائدللاُمّة، لكن الاُمّة تبقى طبعاً، حينتفشل تجربة المجتمع والدولة، لكنها سوفتنهار أمام أول غزو يغزوها، كما انهارتأمام الغزو التتري الذي واجهته الخلافةالعباسية.وهذا الانهيار يعني: أن الدولة والتجربةقد سقطت وأن الاُمّة بقيت،لكن هذه الاُمّةأيضاً بحسب تسلسل الأحداث من المحتوم أنتنهار كاُمّة تدين بالإسلام وتؤمن بهوتتفاعل معه; لأن هذه الاُمّة قد عاشتالإسلام الصحيح زمناً قصيراً جداً وهوالزمن الذي مارس فيه الرسول الأعظم (صلّىالله عليه وآله) زعامة التجربة وبعده عاشتالاُمّة التجربة المنحرفة التي لم تستطعأن تعمّق الإسلام وتعمّق المسؤولية تجاهعقيدتها ولم تستطع أن تثقّفها وتحصّنهاوتزوّدها بالضمانات الكافية لئلاّ تنهارأمام الحضارة الجديدة والغزو الجديدوالأفكار الجديدة التي يحملها الغازي إلىبلاد الإسلام.
ولم تجد هذه الاُمّة نفسها قادرة علىتحصين نفسها بعد انهيار التجربة والدولةوالحضارة بعدما اُهينت كرامتها وحُطِّمتْارادتها وغُلّت أياديها عن طريق الزعاماتالتي مارست تلك التجربة المنحرفة وبعد أنفَقَدتْ روحها الحقيقية، لأن تلكالزعامات كانت تريد اخضاعها لزعامتهاالقسريّة.
إن هذه الاُمّة من الطبيعي أن تنهاربالاندماج مع التّيار الكافر الذي غزاهاوسوف تذوب الاُمّة وتذوب الرسالةوالعقيدة أيضاً وتصبح الاُمّة خبراً بعدأن