كتب له بردّ ضياعه، فلم يصل الكتاب إليهحتى مات(1).
وقضاء حوائج المؤمنين بالإضافة الى دورهالتربوي يعدّ خطوة من خطوات التحصينالاقتصادي لهم، حيث يشكّل عاملاً من عواملاستقلالهم وعدم اضطرارهم للخضوع الى كثيرممّا يستذلّ به الحكّام رعيّتهم.
التحصين الأمني
لقد مارس الإمام الهادي (عليه السلام)وظيفته بصفته الإمام والقائد لمواليهوالراعي لمصالحهم بالرغم من الظروفالصعبة التي كانت تمر بالامام (عليهالسلام) وبشيعته من تتبع السلطة لهمومطاردتهم وفرض الاقامة الجبرية علىالإمام بعد اشخاصه من المدينة إلى سامراءليكون قريباً من السلطان وتحت رقابته،وتتجلى لنا مواقف الإمام (عليه السلام) فيهذا الاتجاه في المحافظة التامة على شيعتهورعاية مصالحهم الخاصّة والعامّة وقضاءحوائجهم وتحذيرهم ممّا تحوكه السلطةضدّهم، وما يجب أن يتخذوه من حيطة وكتمانلنشاطهم واتصالاتهم حتى لا يقعوا في حبائلالسلطة الغاشمة التي كانت تتربص بهموبالإمام (عليه السلام) الدوائر.إنّ وصايا الإمام (عليه السلام) لأتباعهتظهر مدى اهتمامه بما يجري في الساحةأوّلاً، ومدى قربه من الأحداث العامةوالخاصة ثانياً. وكانت أوامره تصل الجماعةالصالحة بشكل دقيق وسريع بل قد تكون سابقةللاحداث في بعض الأحيان لتتمكن تلكالجماعة من تجاوز ما يحاك ضدها. كما اناجراءات الإمام وأساليبه كانت مظهراًلعمل حركي وتنظيمي وعلى درجة
(1) بحار الأنوار: 50/140.