الشيعة وإمامة الجواد (عليه السلام)
بعد التحاق الإمام الرضا (عليه السلام)بالرفيق الاعلى، كان عمر الإمام الجواد(عليه السلام) سبع سنوات وهذه الإمامةالمبكرة كانت أول ظاهرة ملفتة للنظر عندالشيعة أنفسهم فضلاً عن غيرهم. واحتار بعضرموز الشيعة فضلاً عن غيرهم بالرغم منالتمهيد لهذه الظاهرة من قبل الإمام الرضا(عليه السلام) قبل إشخاصه إلى خراسانوبعده.
من هنا اجتمع جملة من كبار الشيعة في بيتأحدهم يتداولون في أمر الإمامة، وكان منبين هؤلاء المجتمعين، الريّان بن الصلت،ويونس، وصفوان بن يحيى، ومحمد بن حكيم،وعبد الرحمن بن الحجاج، فجعلوا يبكون،فقال لهم يونس: دعوا البكاء حتى يكبر هذاالصبي ـ أي الإمام الجواد (عليه السلام) ـفردّ عليه الريان بن الصلت قائلاً:
«إن كان أمر من الله جلّ وعلا، فابن يومينمثل ابن مائة سنةوإن لم يكن من عند اللهفلو عمَّر الواحد من الناس خمسة آلاف سنةماكان يأتي بمثل ما يأتي به السادة أوبعضه، وهذا مما ينبغي أن ينظرفيه...»(1).
ويتّضح من النص السابق تأكيد الريّان علىمفهوم الإمامة باعتبارهامنصباً إلهياًكالنبوة من حيث الاختيار والانتخاب لهذاالمنصب. فإنهبيد الله سبحانه، قال تعالى:(الله أعلم حيث يجعل رسالته) وليس للناسفيها أمر واختيار.
(1) دلائل الإمامة: 205.