ومكارهها، فيفرح وينشط بوجدان الاولىويحزن من فقدانها، ويجزع من عروض الثانية،ويعجز عن تحمّلها، ولايقوى على مقاومتها،بل يصير رقّاً لها مفوّضاً أمره إليها،كما قال أمير المؤمنين عليه السلام فيكلام له طويل: «من عظمت الدنيا في عينه وكبر موقعها منقلبه آثرها على الله تعالى فانقطع إليهاوصار عبداً لها... ـ الحديث». (1) ويترتّب عليها أغلب الملكات الرديّة منالطمع والبخل، وهي أيضاً من نتائج الجبنوضعف النفس، ويلزمها الذلّ والمهانةوقصور النفس عن طلب المعالي والمسامحة فيالأمر بالمعروف والنهي عن المنكروالاضطراب من أدنى بليّة وحادثة وغير ذلك. وعلاجها بعد تذكّر مفاسدها وما يترتّبعلى ضدّها أعني كبر النفس من المحاسن،وماورد من الأمر به والحثّ عليه، بماتقدّم في الجبن والتذكّر لمفاسد الدنياوكثرة عيوبها ومخازيها وعدم وفائهابطالبيها ممّا سيذكر إن شاء الله تعالى.
فصل
ومنها: عدم الغيرة والحميّة بالاهمال فيما يلزم شرعاً وعقلاً محافظته من الدينوالعرض والمال والعيال، وهو من نتائج ضعفالنفس، ومن المهلكات العظيمة وربما يؤدّيإلى الدياثة والقيادة. قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «إذالم يغر الرجل فهو منكوس القلب». (2) وقال أيضاً: «جدع الله أنف من لايغار منالمؤمنين والمسلمين». (3) والفاقد للغيرة غير معدود من الرجال. وعلاجه بعد التذكّر لما دلّ على قبحهعقلاً ونقلاً ومادلّ على مدح الحميّةوالغيرة من العقل والنقل بما مرّ في الجبن.(1) نهج البلاغة: الخطبة: 160. (2) الكافي: 5/536، ح2، وفيه عن الصادق عليهالسلام. (3) الكافي: 5/536، ح4.