المطلب السادس
ثم الحاضر إلى الجمعة والعيدين يستحضركونها أياماً شريفة وأعياداً كريمة خصالله بها هذه الأمة وجعلها سبباً لقربهوثوابه والأمن من عذابه وحثهم فيها علىالإقبال والإتيان بصالح الأعمال وتلافيالتفريط الصادر عنهم في خلال سائر الأياموالليالي فلا جرم ينبغي مزيد الاهتمامبصلاتها بالتهيؤ والاستعداد للقاء اللهوالتمثل في حضرته، فليجتهد بعد الإتيانبالو ظائف الظاهرة المذكورة في كتبالادعية وغيرها في تخليص النية وحضورالقلب والخشوع والابتهال، ويستحضر قسمةالجوائز والعطايا على من تقبلت طاعته،فيكبر الله قبل الصلاة وفيها وبعدهامراراً ويبتهل ويجد في سؤال العفو عنتقصيراته من حياء وخوف تام من خسران صفقتهوظهور أسفه وحسرته يوم يفوز الفائزونويسبق السابقون ويخسر الخاسرون.المطلب السابع
وإذا ظهرت الآيات من الكسوف والزلازلوغيرها استحضر أهوال يوم القيامة وزلازلهوتكور الشمس والقمر وظلمة القيامة فإنهيوم عظيم «تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كلذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما همبسكارى ولكن عذاب الله شديد». (1)ويستحضر أن ذلك علامة لغضبه تعالى علىعباده بمعاصيهم أو تنبيه لهم عليها كماورد في الأخبار، فليستشعر من نفسه خوفاًوخشية وهيبة وندماً وتوبة ومن الله كمالالقدرة والعظمة، فيكثر في صلاتها منالدعاء والتضرع والابتهال والخشوعوالخضوع وسؤال النجاة من تلك الأهوال معانكسار وإطراق رأس دال على الخجالةوالحياء.
قال الرضا عليه السلام: «إنما جعلت للكسوفصلاة لأنه من آيات الله لايدرى للرحمةظهرت أم للعقاب، فأحب النبي صلّى اللهعليه وآله أن يفزع أمته إلى
(1) الحج: 2.