وتزكية النفس عن ذمائم الأخلاق وأرجاسها،وتحلّيها بشرائف الصفات وفضائل الملكات. وقد بذل الحماء الإلهيّون السلف جهدهم فيتهذيب مقاصده وتوضيح مواردها، واشتملتالشريعة المطهّرة النبويّة أيضاً علىتبيين مسالكها وتنقيح مداركها، والحثّعلى تحصيلها، والبحث عن إجمالها وتفصيلها. ثم بالغ المتأخّرون من علمائنا الكرام يكشف نقاب الإجمال والإبهام عن وجه المرامفي هذا المقام وتقريب مطالبه إلى الأفهامفي كتبهم ورسائلهم نظماً ونثراً، بأطوارمختلفة الاسلوب والنظام. ومنها ما ألّفه بعض فضلاء عصرنا الأعلام،وسمّاه بجامع السعادات، والتمس منّي معبضاعتي المزجاة أن أنظر فيه بعين النقدوالإنتخاب، وتمييز القشر من اللباب،والتبر من نالتراب، والباطل من لصواب. فنظرت فيه مع قصور الباع، وفقد الإطلّاع،وفقدان ما يحتاج إليه من الكتب وسائرالأسباب، وضيق المجال، ووفور الإشتغال،وكثرة الهموم المقتضية لتوزّع البال،وتراكم البلبال. فإذا هو أكثرها نفعاً وأحسنها جمعاًلأحاديث أهل بيت العصمة، ودقائق أفكاراساطين الحكمة، الا أنّه غير خال عنالتويل والإطناب، والحشو المملّ الخارجعن المعيار اللائق بحال المتعلّمينوالطلاب، وعار عن النظام والأسلوبالمعتبر في وضع الكتاب، ومشتمل على الخلطوالخبط في جملة من الفصول والأبواب. فأردت أن أكتب كتاباً يحتوي عل خلاصة ماينتفع به أولوا الالباب من كلام أساطينالحكمة وأخبار العترة الأطياب مع صرفالمقدور من الوسع في النقد والإنتخاببطريق الإيجاز الغير المخلّ بفهم المقصودمن الخطاب على أحسن تقريب يرتفع به عن وجوهمطالبه نقاب الشكّ والإرتياب،