الجهات، كما لايمنع عن إطلاق القاتل علىالجلّاًد والأمير، ولذا ترى القرآنمشحوناً من هذين الاطلاقين. «قل يتوفّاكم ملك الموت الّذي وكلّ بكم».(1) «الله يتوفّي الأنفس حين موتها». (2) «قاتلوهم يعذّبهم الله بأيديكم فلمتقتلوهم ولكنّ الله قتلهم». (3) «وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى». (4) وإلى هذا المعنى من التوحيد أشار لبيد:ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل. فقال صلّىالله عليه وآله: «إنّه أصدق كلمة [قالهالبيد]». (5) وأما الثلاث الأخر فهي من متفرعاتالتوحيد المزبور، إذ لايتمّ الا بالإيمانبالقدرة العامة وهو واضح، وبالرحمةوالعناية والحكمة، فإنّ التوحيد يورثالنظر إلى مسبّب الأسباب، والإيمان بهايورث الوثوق به وهو يورث التوكّل، فلوصدّقت تصديقاً يقينيّاً بأنّ ما حصل فيعالم الإمكان مرتّب على النظام الأصلحالذي لايعترية ريب ولاقصور ولا تفاوتولافطور (6) على ما ينبغي وكما ينبغيوبالقدر الذي ينبغي وأنّ أفعاله جميعاًعدل محض لا جور فيه، وليس في الامكان ما هوأتمّ منه وأكمل، وأنّه ولو كان وادّخر معالقدرة كان بخلاً يناقض الجود وظلماًينافي العدل، ولو لم يقدر كان عجزاً ينافيالالهية، وأنّ كلّ بالنسبة إلى ما تحته،فلو لا الليل ما عرف النهار، ولولا المرضماعرف قدر الصحّة، ولولا البهائم ما عرف (1) السجدة: 11. (2) الزمر: 42. (3) التوبة: 14. (4) الأنفال: 17. (5) المحجّة البيضاء: 7/403 مع اختلاف وما بينالمعقوفتين في «ج» فقط. (6) كذا، والظاهر: فتور.