دراسةهذا الكتاب محاولة جديدة تضاف إلى محاولات كثيرة طرقت هذا الجانب من جوانب النحو، أقصد جانب «تيسير النحو العربي» أو تسهيله، وكانت الدراسات في تقويم محاولات التجديد التي كثرت في القرن الماضي وازدادت، وقد انقسم فيها الناس بين مؤيد ومعارض، فلم تكن الآراء متفقة في معظم ما كُتب، كما تناولت بعض الدراسات أعلاماً كتبوا في هذا الجانب، فكانت كالسابقة بين مؤيد ومعارض، ويبدو أن هذه الدراسات وغيرها، وما سيرد لن يخرج عن هذا الإطار من الدراسة، والتقويم، والخلاف فيها، ما دام من ينظر إلى التجديد يرى فيه ـ التجديد ـ حذفاً يؤدي إلى تشويه، أو تيسيراً يفضي إلى إخلال بالقاعدة، بل إنَّ بعضهم رأى في التجديد هدم النحو وقواعده، أو الاتجاه نحو العامية والانحلال من كل القواعد، وفي هذا خطر إن لم نتنبَّه على ما يحيط بها، ونقف في وجه دعاتها، فإننا نكون كمن يساعد في هذه العملية، فالتجديد لا يكون هكذا، ولن يكون، إنما يجب أن يقوم على المنطق الرياضي والتحليل العلمي للقاعدة النحوية التي لا تبتعد عن قواعد الرياضيات المنطقية، ولا سيما عندما يتصل الأمر بالإعراب الذي يقوم على الفهم أولاً، ويستند إلى القاعدة التي هي نظرية ثانية.