ومن لا نُجزهِ يُمسِ منا مفزّعـا
فمن نحن نؤمنه يبتْ وهو آمن
فمن نحن نؤمنه يبتْ وهو آمن
فمن نحن نؤمنه يبتْ وهو آمن
ب ـ فعـل الشـرط:
أصلُ الجزاء أن تكون أفعاله مضارعة لأنه يعربها، ولا يُعرب إلاّ المضارع، فإذا قلت: إن تأتني آتيك فتأتني مجزومة بـ (إن) وآتِك مجزومة بـ (إن) وتأتني، واسم الشرط يدخل على الفعل لا على الاسم ويجوز أن يُحذف فعل الشرط إن كانت الأداة (إن) مقرونة بـ (لا) كقوله:وإلاّ يعـلُ مفرقَـكَ الحسـامأي وإلاّ تطلقها يعلُ وقال ابن مالك: إن الاستغناء عن الشرط وحده أقلّ من الاستغناء عن الجواب وأكثر ما يضمر إذا فسرّ بعد معموله بفعل مذكور والغالب كونه ماضياً أو مضارعاً منفياً بـ (لم) ومجيئه مضارعاً بدون (لم) شاذ ومنه قول الشاعر:فـإن أنت تفعـل ويجوز أن يدخل شرط على شرط فإن قصدت أن يكون الشرط الثاني مع جزائه جزاءً للأول فلابد من الفاء في الأداة الثانية، تقول: إن دخلت الدار فإن سلمت فَلَكَ كذا، وإن سألت فإن أعطيتك فعليّ كذا لأن الإعطاء بعد السؤال، أما إن قصدت إلغاء أداة الشرط الثاني لتخللها بين أجزاء الكلام الذي هو جزاؤها معنىً فلا يكون في أداة الشرط الثاني فاء، كقوله:
رجلي من هاتا فقولا لا لعا
فإن عثـرت بعدها إن وألت
فإن عثـرت بعدها إن وألت
فإن عثـرت بعدها إن وألت
يجد فَقْدها إذ في المقام تدابر
على حينِ مَنْ تلبث عليه ذنوبه
على حينِ مَنْ تلبث عليه ذنوبه
على حينِ مَنْ تلبث عليه ذنوبه
ـ مسـألـة:
من المسائل المشكلة في أسلوب الشرط فعل الشرط المصدر بـ (لا) أو (لم) إن لا... وإن لم...والخلاف حول من الذي جزم فعل الشرط، ويبدو أنّ القدماء والمحدثين داروا حول القضية، وحاول بعضهم البتَّ فيها، لكن لم نصل إلى قرار قاطع، وقد يستطيع من يتتبع المسألة بدءاً من سيبويه أن يصل إلى الجواب الصحيح، أو ترجيح الوجه الأكثر صواباً.جاء في سيبويه وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين الأعراف 23، وإلاّ تغفر لي وترجمني أكن من الخاسرين هود 47، قال لّما كانت (إن) العاملة لم يحسن إلاّ أن يكون لها جواب ينجزم بما قبله.فهذا الذي يشاكلها في كلامهم إذا عملت، وأضاف: وقد يقال «إن أتيتني آتِك» و «إن لم تأتني أجزِكَ» لأن هذا في موضع الفعل المجزوم وكأنه قال: إن تفعلْ أفعلْ .فسيبويه يشير إلى أنّ (لا) تفيد النفي، وأنّ هذا النفي معنىً لكن الجزم وقع على الفعل، وجاءت (لا) نافية زائدة لا تعمل فيما بعدها،وصارت مجردة للنفي كقولك: جئت بلا مالٍ، فتكون الأداة قد أثرت في الفعل المصدر بها تخصيصاً للاستقبال، وإن لم تجرد للنفي أفادت الاستقبال من دون أداة الشرط وقد أشار سيبويه إلى هذا في غير ما موضع.وإذا كانت (لا) تأتي ناهية جازمة ودخل عليها حرف شرط فإنها تتجرد للنفي فحسب، فتهمل ويبقى العمل لأداة الشرط، وكذا الحال في (لم) التي من معانيها النفي، فهي لم تعد جازمة كـ (لا) الناهية ولكن ظلّ فيها معنى النفي، فلمَ لا تُعرب حرف نفي فحسب، ويكون الجزم بأداة الشرط ثم أليس المعنى واحداً إن لا،وإن لم.. وماذا لو أبدلنا بـ (لم) (لا) فلا المعنى يتغير، ولا الوزن ينكسر والأسلوب أسلوب شرط، وهو يبدأ بالأداة.تتمـة (1):قال الحسين بن مطير (ديوانه 56):
مطيعاً لهـا في فعل شيء يضيرها
ومن يتّبَعْ ما يُعجِبُ النّاسَ لم يزلْ
ومن يتّبَعْ ما يُعجِبُ النّاسَ لم يزلْ
ومن يتّبَعْ ما يُعجِبُ النّاسَ لم يزلْ
يجوبُ ويغشى هول كل سبيل
إلى غيـر أدنـى موضعٍ لمقيل
على قلتٍ يوشـكْ ردىً أن يُصيبه
ومن لا يـزلْ يُرجـى يغيب إيابه
على قلتٍ يوشـكْ ردىً أن يُصيبه
على قلتٍ يوشـكْ ردىً أن يُصيبه
جرداءُ تمنعُ غيلاً غير مقروب
أما إذا حَرَدت حَـرْدي فمجريةٌ
أما إذا حَرَدت حَـرْدي فمجريةٌ
أما إذا حَرَدت حَـرْدي فمجريةٌ