نحن الذين حيّرنا الطالب في كتابة الأعداد بين (300 و900) ، فمرة كتبناها ثلاث مائة ، ومرة ثانية ثلاثمائة ، ومرة ثالثة ثلاثة مئة ، ومرة رابعة ثلاثمئة. وأثبتناها في الكتب في كل المراحل التعليمية ، فصار السؤال عند الطالب وغيره كيف أكتبها ، وما الشكل الذي يرضيكم ؟ .إن بعض الكتب جوّزت الوجوه الأربعة ظناً منها أنها تيسّر القاعدة ، ولكنها لم تيسّر بل عقّدت أكثر، فهل التيسير أن نفتح الأبواب على مصاريعها وندع الطالب يكتب كيفما كان ؟ أليست الوجوه الأربعة تحتاج إلى تعليق وشرح لنقنع الطالب ، أليس الوجه الوحيد يحفظه الطالب وتنتهي المشكلة ؟ .إن كل تسهيل يحتاج إلى تسويغ ، وليس التسهيل المسوّغ ضرورة إذا كانت عندنا قاعدة واضحة لا لبس فيها . ولقد استسهل من يكتب كتابة الأعداد كتابتها متصلة ثلاثمائة ، أو ثلاثمئة ، فظلّ عندنا شكلان، وأرى ألا نبقيهما ، بل نحذف شكلاً ونبقي على شكل واحد ، لسبب رئيسي بدأ يظهر في إجابات الطلاب وهو أنهم يظنون أن (ثلاثمئة) كلمة واحدة فيقع الطالب في الخطأ ، فهي مؤلفة من كلمتين (ثلاث) و(مئة) ، وكنا قد أعطينا الطالب قاعدة أن الأعداد بين 3-10 تضاف ، وقاعدة ثانية أن المئات تضاف ، فنكون قد شتتنا فكره في قاعدتين درسهما في درس الأعداد ، إذاً علينا أن نعيد كتابتها بشكل واحد يحفظه الطالب مع ضبط العدد الأول فيكون الإعراب سهلاً .
7- همزة ابن :
العجب أن تبقى همزة الوصل في كلمة (ابن) مشكلة يعاني منها الطالب في كتابته، والعجب أن يحاسب عليها إذا ما أثبتها في وسط السطر ، وحذفها في بداية السطر ؟! والعجب الثالث أننا ما زلنا نتبع قاعدة اعتمدت شكل الكتابة عندما لم يكن هناك ورق ، ولا ضبط ، وصرنا في عصر صار حجم الورق يقاس بالميليمتر ، ويصغر الكتاب ليوضع في أصغر حجم ، فلماذا لا تحذف هذه الألف ما دام السبب الذي وضعت من أجله ولّى ؟!وقد يقول قائل ، وكيف سيميّز الطالب إعراب كلمة (ابن) إذا وقعت صفة أو خبراً ، ونحن نعلِّم الطالب أنَّ همزة (ابن) تحذف إذا وقعت بين اسمي علم ، وكانت صفة لما قبلها ، وتثبت إذا وقعت خبراً ، ونقول : الجواب حاضر .آ ـ إن ورود كلمة (ابن) خبراً في كتب طلابنا نادر جداً ، بل لم يقع في كتب المختصين إلا عددٌ قليل جداً لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة .ب ـ يتصل بما تقدّم : إذا كنا نخاف أن يقع مثل هذا عند الجميع ـ وأظن أنه لن يقع ـ فليكن عندنا قاعدة واحدة موحدة تحذف همزة (ابن) إذا كانت صفة ، وتثبت إذا كانت خبراً ، فصار الشكل هو الذي يعتمد في الإعراب، والشكل غالباً أسهل للحفظ وإثبات القاعدة ، فإذا ما رأى الطالب همزة ابن أعربها خبراً ، وإذا لم يرها أعربها صفة .ج ـ ما تقدّم في ورود (ابن) بين اسمي علم ، وهنا المشكلة التي نعالجها ، أما إذا وقع (ابن) في جملة أخرى، أي ليس بين اسمي علم فإنه يعرب بحسب موقعه في الجملة ، ولا مشكلة لأن الألف تثبت .د ـ أما الهمزة في النداء (يا بن) فلم نجد القاعدة الصريحة التي تجوز حذف الهمزة ، أو تبقيها ، وأرى أن تبقى الهمزة التي هي كهمزة (اسم) وغيرها . كي لا نبقي في كتبنا مشكلة خلافية يراها الطالب كبيرة ، وهو بُعد في مراحل تعلّمه الأولى. والحلّ بأيدينا لا يحتاج إلى وصاية ، وإلى قرارات ، وليبدأ الأساتذة بتطبيق هذه القاعدة في كتاباتهم ، ويعلموها طلابهم ، ولا يحاسبوهم على قاعدة اعتُمِدَ فيها