خلفیات کتاب مأساة الزهراء جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خلفیات کتاب مأساة الزهراء - جلد 1

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

"بأنّه ليس من حق أيّ عالم أن يطرح القضايا
التي تثير الجدل أمام الناس، وأن عليه أن
يقتصر في ذلك على العلماء الذين يناقشهم
ويناقشونه حذرا من (ضياع) الناس.
وربما يلاحظ عليّ بعض إخواننا أنني أطرح
القضايا وأثير التساؤلات في الهواء
الطلق، ويعتبرون أن بعض الأفكار المطروحة
قد تصدم الذهنية العامّة المتوارثة،
ويرون أن ذلك خطا، لأنه يولّد جدلا ومشاكل
تضعف عقائد الناس"[9].

ثم بدأ يستدل على صوابية موقفه بأن القرآن
قد طرح أفكار المشككين في النبي، كقولهم
ساحر، مجنون، وكاذب، ثم قال:
"ولو أن كل مصلح أو عالم أخفى أفكاره عن
الناس، فكيف ستصل الحقيقة إليهم"[10].

نعم، لقد قال هذا البعض ذلك، مع أن القرآن
إنما ذكر أقوال المشركين في مقام الإنكار
والتهجين لها، هذا مع أنها ليست أفكارا
وإنما هي شتائم.
ثم إن ذلك البعض خاطب الناس بقوله:
"لا تبيعوا عقولكم لأحد، ولا تبقوا على
جمودكم على غرار ما ذكرته الآية الكريمة:
{أنا وجدنا­ آباءنا على أمة وإنا على
آثارهم مقتدون}(الزخرف 13)، لأن كل جيل يجب
أن ينفتح على الحقيقة وفق ما عقله وفكر به".
ولكن قد فات ذلك البعض أن عدم إشراك
العامّة في البحث الفكري والعقائدي ـ عند
القائلين بذلك ـ إنّما هو في مرحلة
التحقيق، لا في إطلاعهم على النتائج، ولا
يلتزم القائلون بهذا القول، بعدم إشراك
جميع الناس في ذلك، بل يقتصرون على من ليس
عندهم الأهلية للتحقيق.
وهذا لا ينطبق على الأمور الفكرية
والعقائدية فقط، وإنما على جميع العلوم،
فلا يُتوقع أو يُطلب من باحث الطبّ أن يشرك
أو يُطلع جميع الناس على تدرجه في البحث
مرحلة فمرحلة، ولا الباحث الفيزيائي، ولا
سواه في أي علم من العلوم، فلا معنى لقول
البعض:
"لو أن كل مصلح أو عالم أخفى أفكاره عن
الناس، فكيف ستصل الحقيقة إليهم".
فإنّ ثمرة جهد الباحثين والمحققين ستصل
إلى الجميع، وتكون مشتركة بينهم، وتعمّهم
فائدتها.
وسيأتي كلامه بنصه الحرفي والذي يعتبر
فيه أن المشكلة هي: أن الشيعة لا يريدون أن
يتنازلوا عن شيء مما ورثوه.
ثم يقول:
"إنني أشعر بأن مسؤولية العالم أن يظهر
علمه إذا ظهرت البدع في داخل الواقع
الإسلامي وخارجه، وإذا لم يفعل ذلك (فعليه
لعنة الله) كما يقول النبي (ص)، والله تعالى
قال: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات
والهدى من بعد ما بينّاه للناس أولئك
يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}(البقرة
159)[11].

إذن، فهو يرى أن ما يطرحه هو البينات
والهدى،وأن هناك بدعا في عقائدنا، وأن
عليه أن يظهر علمه لإزالتها،على أساس أنه
لا يؤمن بأن الناس عوام يجب أن نبقيهم على
جهلهم.
حيث يعقب ذلك بقوله:
"أنا لا أؤمن بأن الناس عوام يجب أن نبقيهم
على جهلهم،إنما يجب أن نثقفهم ليعوا دورهم
ومسؤولياتهم في الحياة وأمام الله تعالى.
إني أرى أن من الخطأ إثارة القضايا في
المجالس الخاصة وحسب،بل لا بد من أن
نثيرها في المجالس العامة بالطريقة التي
تحقق للناس توازنا في فهمهم وأفكارهم،حتى
يعيشوا ثقافة الإسلام بوعي وفهم وتدبر لأن
الله لم يخاطب الخاصة ليحولهم إلى طبقة
مغلقة، ولكنه خاطب الناس والمؤمنين جميعا.
وإذا كان بعض الناس يختلفون معي في الرأي
أوفي فهم القضايا لأن لهم وجهة نظر أخرى،
فليس معنى ذلك أن آرائي التي أطرحها تؤدي
إلى نتائج سلبية على مستوى الحقيقة أو في
الواقع،بل قد تكون سلبية على مستوى
آرائهم. وإذا كان هؤلاء لا يجدون مشكلة في
طرح أفكارهم على الناس لأنهم يرون
صوابيتها، فما المشكلة في طرح أفكار أخرى
يعتقد أصحابها بصوابيتها؟ علما أن
اختلافك مع الآخر لا يعني أنك تمثل الحق
المطلق،ليكون الآخر في موقع الباطل
المطلق".
إذن، فهو يعتبرها أفكارا في مقـابل
أفكار،وآراء في مقـابل آراء، ووجهات نظرٍ
تقابلها وجهات نظرٍ أخرى، وعقائد موروثة..
وقد يكون فيها الخطأ.
غير أن الذي لم يتضح بعد، هو أنها إذا كانت
كذلك، كيف ثبت له أن ما عدا أفكاره ووجهات
نظره وآراءه هو بدع لا بد من إظهار علمه
لإزالتها؟!..
ومهما يكن من أمر، فإن ذلك يجعلنا نفهم ما
يرمي إليه حين يعلن أنه: "يسعى لاقتحام
المسلّمات"، فهو يقول:
"إنني أحاول أن أبحث عن الحقيقة،وأسعى إلى
اقتحام المسلّمات،لأن المسلّمات قد تكون
ناتجة من حال ذهنية معينة وقد تصير
مسلّمات وهي ليست كذلك. بعض الناس يخاف
اقتحام المسلّمات وحتى اقتحام المألوف.

/ 87