178 ـ لا ضـرورة أو حاجة تفرض الولاية
التكوينية المطلقة.
179 ـ الرسالة لا تفرض الولاية التكوينية.
180 ـ الانبياء لم يمارسوا الولاية
التكوينية في حياتهم.
181 ـ لا نجد تفسيراً معقولاً للاحاديث: (إن
الله خلق الكون لأجلهم).
182 ـ هل خلق الكون لأجلهم لأجل التشريف أو
في نطاق الدور الرسالي.
183 ـ الكلام هو في المبررات الواقعية
للمضـمون في العلاقة بين النبوة والأمامة
وبين الولاية التكوينية.
184 ـ حديث خلق الكون لأجلهم لا بد من
إهماله.
185 ـ حديث: (خلق الله الكون لأجلهم) لابد من
إخراجه عن العقيدة.
ويقول البعض:
"ولكن التأمل يفرض علينا ـ بالإضافة إلى
ذلك ـ أن نجد تفسيرا للمضمون الفكري من حيث
انسجامه مع طبيعة الأشياء المتصلة
بالمضمون، وذلك كما هو الحديث عن مسألة
الولاية التكوينية التي يذهب إليها
الكثيرون من علماء الأمامية انطلاقا من
الأحاديث الدالة على ذلك، ومن عدم وجود
أية ممانعة عقلية في تجويزها، فقد يبرز
سؤال في ذلك، عن ضرورتها، ما دامت الرسالة
التي أمروا بالحفاظ عليها، كما أمر النبي
(ص) بتبليغها لا تفرض ذلك، وما داموا لا
يمارسونها في حياتهم بشكل وبآخر، لاسيما
أن النبي (ص) ينفي عن نفسه هذه القدرة فيما
حدثنا القرآن عنه في جوابه للمشركين الذين
اقترحوا عليه القيام ببعض الأفعال الخارقة
للعادة، وذلك بقوله {سبحان ربي هل كنت إلا
بشراً رسولا} (الإسراء: 93) مما يوحي بأن
الرسولية لا تفرض وجود مثل هذه القدرة في
دوره ومهمته.
وهكذا نجد السؤال يفرض نفسه في الأحاديث
التي تدل على أن الله خلق الكون لأجلهم،
فإننا لا نستطيع أن نجد له تفسيرا معقولاً
حتى على مستوى وعي المضمون في التصور
الفكري، فهل القضية واردة في نطاق
التشريف، أو في نطاق الدور الرسالي، أو
نطاق الهداية أو ما إلى ذلك؟
إن القضية ليست في الحديث عما هو الممكن
والمستحيل في الجانب التجريدي من حيث
الحكم العقلي، بل هي في إيجاد المبررات
الواقعية للمضمون على أساس العلاقة بين
النبوة أو الإمامة وبين هذه الأمور وإذا
كان البعض يتحدث بأن ما لا نفهمه من هذه
الأمور لا بد أن يردّ علمه إلى أهله، فإن
ذلك يفرض علينا إهمالها وعدم اعتبارها من
أصول العقائد باعتبار أن العقيدة لا بد أن
تمثل وعياً في الفكر وقناعة في
الوجدان"[184].
وفي مورد آخـر:
بعد أن اعترف هذا البعض صراحة بأن:"الله القادر يملك أن يمكّن بعض خلقه من
بعض مواقع القدرة ووسائلها، ويمكن أن
يوسّع هذه الأمكانات لأكثر من مهمة جديدة
في الكون.. كما أنه يمكن أن يبقيها في دائرة
خاصة، وليس في ذلك أي انحراف عن العقيدة
التوحيدية لأن القضية قضية عطاء إلهي
يتحرك في الدائرة الخاصة التي يحدّدها
الله لعباده من خلال إرادته المطلقة التي
لا يعجزها شيء.."
بعد أن قرّر ذلك.. اتجه نحو الحديث عن وقوع
ذلك بالفعل أو عدم وقوعه، فقال:
"جانب الحاجة أو الضرورة لذلك، والسؤال:
لماذا يجعل الله لهم الولاية التكوينية؟
هل هناك مهمة تتوقف على ذلك، بحيث تكون
المسألة هي أن يملكوا القدرة الفعلية
الشخصية بحيث يصدر الفعل منهم فلا يتحقق
الهدف إلا من خلال ذلك، أم هي قضية تشريف
إلهي لهم حيث يمنحهم هذا الموقع الكبير
الذي لا يملكه أحد في الوجود غيرهم؟
هذه علامات استفهام تطوف في الذهن، فلا
نجد لها جواباً إيجابياً يؤكد النظرية،
فنحن نعلم أن دور الأنبياء هو دور تبشير
وإنذار وتبليغ، وإذا كان لهم دور تنفيذي
فإنهم يتحركون فيه من خلال الوسائل
العادية المطروحة بين أيديهم في الحالات
العادية، فإذا جاء التحدي الكبير الذي
يحول الموقف إلى خطر كبير على الرسالة
والرسول، بحيث كانت الوسائل العادية ذات
مردود سلبي على الموقف والموقع، لأنها
تجعل القضية في حالة الضعف الشديد، فإن
المعجزة عندئذ تتحرك لتحفظ توازن الرسالة
في موقع الرسول، وتصدم واقع الكافرين
بالصدمة القوية القاهرة التي ترد كيدهم
وتهدم كيانهم وتؤدي بهم إلى الضعف
والهزيمة. كما في طوفان نوح (عليه السلام)
ونار إبراهيم (عليه السلام)، وعصا موسى
(عليه السلام)، أو يده البيضاء، وفلق البحر
له، وإحياء الموتى، وإبراء الأكمه،
والأبرص لدى عيسى (عليه السلام)، وقرآن
محمد (ص)، وتنتهي المسألة عند هذا الحد
فتكون بمثابة قضية في واقعة، وتعود
الرسالة إلى مجراها الطبيعي، ويعود
الرسول إلى الوسائل العادية، ويتحرك