بیشترلیست موضوعات خلفيات كتاب مأساة الزهراء
(عليها السلام) الجزء الأول قبل المقدمة المقـدمة الدوافع والنوايا لا سباب ولا شتائم الردود في الميزان موقف مراجع الأمة خطر التحصن بالمرجعية إعتذاراته الموجهة إعلامياً إلفات نظر تمهيد المقصد الأول
المنهج الفكري والإستنباطي الفصل الأول
قواعد ومناهج الفصل الثاني
الغاية تنظف الوسيلة وقاعدة التزاحم الفصل الثالث
توثيق الحديث واليقين في غير الأحكام الفصل الرابع
الإسلام لا يملك وسيلة بيان..
العمل بالرأي الفصل الخامس
التأويل.. استيحاء من الأئمة المقصد الثاني
النبوة ومعالمها وأمور عقائدية عامة حول
الأنبياء (صلوات الله عليهم أجمعين) الفصل الأول
سمات الأنبياء(ع).. ومستوياتهم الفصل الثاني
الولاية التكوينية.. إدعاءات و استدلالات
واهية أدلة الولاية التكويني الفصل الثالث
الولاية التكوينية للمعصوم تسخير المخلوقات للإنسان في الآيات
القرآنية الشعور والإدراك لدى المخلوقات توضیحاتافزودن یادداشت جدید
الناس الخاصة إلى جهده وفعله الشخصي، ولكن بإذن الله. وربما يجد القائلون بالولاية التكوينية الحجة الدامغة في هذه الآية الكريمة، ولكننا نستوحي من كلمة: {بإذن الله} في هذه الآية، أو كلمة: {بإذني} (المائده: 110) أن دور عيسى كان دور الآلة التي تتحرك لتصنع شيئا كهيئة الطير وتنفخ فيه، فيبعث الله فيه الحياة، وهكذا يضع يده على الأكمه والأبرص، وعلى الميت، فتحدث العافية في الأولين، وتنطلق الحياة في الثالث من خلال إرادة الله. من هنا فإن كلمة {بإذن الله} لا تعني معناها الحرفي اللغوي، بل تعني معنى القوة التي تنطلق لتحقق النتائج الحاسمة التي لا يملك عيسى (ع) آية طاقة خاصة به فيها. وهكذا نرى أنه لا دليل في كل هذه المواقع على الولاية التكوينية في النص القرآني، بل ربما نجد الدليل على خلافها من خلال الآيات التي تدل على أن النبي لا يملك شيئا في ذلك كله وأن مهمته الأولى والأخيرة هي الرسالة في حركتها في الإبلاغ والتبشير والإنذار، وهداية الناس إلى سبل السلام في الطريق إلى الله، بل إن القرآن يؤكد وجود عناصر الضعف البشري في ذات الرسول، ولكن في المستوى الذي لا ينافي العصمة، فنقرأ في سورة الإسراء قوله تعالى {وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً، أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيراً، أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً أو تأتي بالله والملائكة قبيلا، أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً} (الإسراء: 90 ـ93) فنحن نلاحظ أن النبي (ص) لم يتحدث عن رفضه للمعجزات الإقتراحية التي يوجهها الناس الكافرون للأنبياء كوسيلة للتحدي والتعجيز مما يرفضه الأنبياء، لأن مهمة النبي ليست هي إشغال نفسـه بتنفيذ هذه الطلبات التي لا معنى لها بعد إقامة الحجة عليهم من قبله، بل تحدث عن أن ذلك لا يدخل في مهمته الرسالية، كما أنه لا يملك هذه القدرة باعتبار بشريته التي تختزن في داخلها الضعف البشري. وإذا كان بعض الناس يتحدثون عن أن القائلين بالولاية التكوينية يؤكدون أن النبي لا يختزن في مضمون بشريته أية قدرة ذاتية، بل إن الله هو الذي يمنحه ذلك، فإننا نجيب أن النبي (ص) إنما كان يتحدث عن الواقع الفعلي الذي تمثله طاقته في دوره، فإن الله أعطاه الطاقة المرتبطة بحركية الرسالة في الناس، ولم يعطه الطاقة ـ حتى بإذنه ـ لمثل هذه الطلبات الصعبة. وقد نستوحي من هذه الآيات ومن غيرها أن المعجزة الوحيدة للنبي هي القرآن الكريم، فلم يقم النبي بمعجزة أخرى كانشقاق القمر، بحيث لو كانت منه لكانت أكثر استجابة للتحدي الذي واجهه النبي (ص) من قبل المشركين، كما أنها أكثر صعوبة من هذه الإقتراحات، وقد تحدث المشركون عن هذه المسألة ـ وهي عدم قيام النبي محمد (صلى الله عليه وآله) بالمعجزة المماثلة لما قام به الأنبياء السابقون ـ وذلك في قوله تعالى: {وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه، قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون} (الأنعام: 37) وقوله تعالى: {ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه، إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} (الرعد: 7) فقد يظهر من هذه الآية، أن إنزال الآيات ليس أمراً ضرورياً للنبوة إلا في حالات التحدي الكبير الذي يهدد حركتها في ساحة الصراع والمواجهة، ولذلك لم ينزل الله على النبي آية لأن التحدي لم يصل إلى هذه المرتبة الحاسمة، وقوله تعالى {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً} (الإسراء: 59) وظاهرها نفي الإرسال بالآيات بالرغم من أنها كانت مطلبا ملحا للمشركين، كما جاء في آية أخرى في قوله تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون} (الأنعام: 109) فإن المسألة لم تكن في مستوى الضرورة، ولم تكن في واقع الحاجة للمهمة الرسالية. ونلتقي في آيات أخرى ببعض مظاهر الضعف البشري الفعلي للأنبياء، وذلك كما في قصة موسى الذي خرج من المدينة خائفاً يترقّب وكان يعيش الخوف من قتل فرعون وقومه له: {ولهم عليَّ ذنب فأخاف أن يقتلون} (الشعراء: 14) والخوف في ساحة التحدي مع السحرة: {فأوجس في نفسه خيفةً موسى، قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى} (طه: 68)، ونجد في قصة إبراهيم عندما دخل عليه الملائكة: {فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف} (الذاريات: 28). ونلاحظ ذلك في خطاب الله للنبي محمد (ص) كيف يقدم نفسه للناس: {قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم