خلفیات کتاب مأساة الزهراء جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خلفیات کتاب مأساة الزهراء - جلد 1

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إني ملك إن أتّبع إلا ما يوحي إلي}
(الأنعام: 50)، وقد ورد هذا المضمون في سورة
هود في آية: {ولا أقول لكم عندي خزائن الله
ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك ولا أقول
للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيراً}
(هود: 31)، فإن هذه الآية ظاهرة في تأكيد
بشرية الرسول (ص)، وبأن كل ما لديه إنما هو
من الله سبحانه وتعالى، يمنحه إيّاه بقدر
حاجة الرسالة إليه في حركتها في الحياة،
وثمة إشارة في الآية إلى أن الغيب الذي قد
يعلمه الله للنبي إنما ينزل عليه بطريق
الوحي، كما جاء التصريح به في آية أخرى:
{ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك} (آل عمران:
34)، وقد جاء به في قوله تعالى: {قل لا أملك
لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو
كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما
مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم
يؤمنون } (الأعراف: 188)، وهذه الآية تدل على
نفي الفعلية في وجود الطاقة التي تدفع عن
الإنسان الشر، وتجلب له الخير، بحيث إنها
تأتي تدريجاً بمشيئة الله، لا بنحو خلق
الطاقة في الكيان النبوي ليتحرك من خلالها
إراديا، ويؤكد ذلك أنه يتحدث عن الواقع
الذي كان يصيبه بسوء بمختلف ألوانه، أو
يمنع منه الكثير من الخير، فكأنه يريد
الإيحاء بأن ذلك لا يتصل بدوره لأن دوره
البشارة والإنذار لقوم يؤمنون مما لا
يحتاج فيه إلى علم الغيب إلا بما يرتبط
بحركة الرسالة في تاريخ الرسالات في الأمم
السابقة، وهذا مما يوحيه الله إليه في
القرآن الكريم من أنباء الغيب، في التاريخ
الذي لا يعلمه هو ولا قومه.

وقد ورد في بعض الآيات الحديث عن أن الله
يظهر رسله على الغيب، وذلك هو قـوله تعالى:
{عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً،
إلاّ من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين
يديه ومن خلفه رصداً، ليعلم أن قد أبلغوا
رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء
عدداً} (الجن: 26 ـ 28)، فقد استند إليها
القائلون بأن الله قد أعطى رسوله وأولياءه
العلم بالغيب إما بطريق الفعلية
الإستحضارية، وإما بطريق القوة، بمعنى
أنه لو شاء أن يعلم لعلم.

وذكروا أن ظاهر الإستثناء في قوله تعالى:
{إلا من ارتضى من رسول} هو الإطلاق الذي لم
يتقيد بشيء مما يوحي بأن المسألة تشمل كل
شيء يريد الرسول أن يعلمه من الغيب
ويفسرون ما حكي من كلامه تعالى من أن
إنكارهم العلم بالغيب أريد به نفي
الأصالة، الاستقلال دون ما كان يوحي،
ولكننا نحتمل أن يكون قوله تعالى: {فإنه
يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً} إشارة
إلى الغيب الذي يظهر عليه من ارتضى من
رسله، وهو الجو الملائكي الذي يحميه من
الشياطين، فيطردهم عنه ويعصمه من وساوسهم
وتخاليطهم، حتى يبلغ ما أوحي به إليه،
فليست الآية في مقام الحديث عن علم الرسول
للغيب بل عن حمايته بطريق الغيب، فكأنه
بداية كلام جديد في الحديث عن مهمة الرسل
في إبلاغهم رسالات ربهم وإطلاعه عليهم
وحمايته لهم، وذلك على أسلوب الاستثناء
المنقطع، لأن مثل هذا الاستثناء ـ على حسب
ما يرى هؤلاء ـ يتنافى مع الأسلوب القرآني
الذي يؤكد نفي علم الأنبياء بالغيب، الذي
لم يكن واردا على سبيل نفي الاستقلال ـ كما
ذكر ـ بل على نفي الفعلية بحسب الواقع
الفعلي الذي يعيشه في حياته، وفي مهمته
الرسالية.

وخلاصة الفكرة أن هناك فرقاً بين علم
الغيب كملكة تدخل في نطاق التكوين الذاتي
للنبي ـ في خصوصية نبوته ـ وهذا ما ينفيه
الظاهر القرآني، سواء ذاك المتصل بأخبار
الماضين، والذي يمكن إدراجه تحت عنوان علم
الغيب، حيث ثمة إشارة واضحة في القرآن
الكريم أن أنباءه هي من وحي الله تعالى، أو
ذاك المتصل ببعض موارد الحاجة اليه في
موارد معينة، فيلهمه الله تعالى إياه
إلهاماً، فهذا ما لا ينفيه النص القرآني،
بل قد تؤكده بعض الآيات، وقد وردت أحاديث
متنوعة في علم الانبياء والأئمة بالغيب،
وهي موضع جدل علمي، وربما نتعرض لها في ما
يأتي في حديث الغيب في آيات القرآن.
ومن خلال هذا الحديث الطويل نستطيع أن
نخرج بالفكرة التي تنفي الولاية
التكوينية بمعناها التكويني الذي منحه
الله للانبياء وللأئمة، لأن الدليل لم يدل
عليه ـ حسب فهمنا القاصر ـ ولكن يبقى ـ في
المسألة أن الله يمنح الأنبياء الفرصة
التي يواجهون فيها تحديات الكفر
بالمعجزات عند الحاجة إليها، والله
العالم"[185].

ويقول البعض أيضاً في موضع آخر عن علم
الانبياء ونفي ولايتهم التكوينية ما يلي:
"وقد جاء ذلك في قوله تعالى: {قل: ما كنت
بدعاً من الرسل، ولا أدري ما يفعل بي ولا
بكم إن اتبع إلا ما يوحى إلي، إن أنا إلا
نذير مبين} (الاحقاف: 9) فإنها تدل على نفي
فعلية علم الغيب في واقع الذات، وحصر
المسألة فيما يأتيه من الوحي. فهو خارج هذا
النطاق لا يملك علم الواقع من ناحية فعلية..

/ 87