بیشترلیست موضوعات خلفيات كتاب مأساة الزهراء
(عليها السلام) الجزء الأول قبل المقدمة المقـدمة الدوافع والنوايا لا سباب ولا شتائم الردود في الميزان موقف مراجع الأمة خطر التحصن بالمرجعية إعتذاراته الموجهة إعلامياً إلفات نظر تمهيد المقصد الأول
المنهج الفكري والإستنباطي الفصل الأول
قواعد ومناهج الفصل الثاني
الغاية تنظف الوسيلة وقاعدة التزاحم الفصل الثالث
توثيق الحديث واليقين في غير الأحكام الفصل الرابع
الإسلام لا يملك وسيلة بيان..
العمل بالرأي الفصل الخامس
التأويل.. استيحاء من الأئمة المقصد الثاني
النبوة ومعالمها وأمور عقائدية عامة حول
الأنبياء (صلوات الله عليهم أجمعين) الفصل الأول
سمات الأنبياء(ع).. ومستوياتهم الفصل الثاني
الولاية التكوينية.. إدعاءات و استدلالات
واهية أدلة الولاية التكويني الفصل الثالث
الولاية التكوينية للمعصوم تسخير المخلوقات للإنسان في الآيات
القرآنية الشعور والإدراك لدى المخلوقات توضیحاتافزودن یادداشت جدید
وبهذا يردّ على ما ذهب إليه بعض المفسرين من أن علم الغيب المنفي عن غير الله وارد على نحو الأصالة، فلا ينافي علم غيره بالتبعية مما يصدر منه، فإن الظاهر من كل الآيات نفي العلم الذاتي حتى على نحو التبعية بمعنى جعل النبي عالماً بالغيب بحيث يملك علم الغيب في ذاته بقدرة الله في عطائه له كما أعطاه ملكاته الأخرى بل المسألة هي مسألة مفردات الغيب في حاجاته له من خلال الوحي بطريقة أخرى. وفي ضوء ذلك نستطيع في النص القرآني الرد على الفكرة التي تجعل للنبي الولاية على الكون بأن يغيره ويبدّله ويتصرّف فيه من خلال القدرة العظيمة التي أودعها الله في شخصه مما يطلق عليه اسم (الولاية التكوينية) وإن هذه الفكرة لا تلتقي بالنصوص القرآنية السابقة فإذا كان النبي لا يملك ـ في فعلية قدرته الوجودية ـ لنفسه نفعاً ولا ضراً، ولا يعلم الغيب الذي يهيئ له فرصة استكثار الخير في حياته وإبعاد السوء عن نفسه، فيما يستقبله من أمره، وتزداد المسألة وضوحاً في الآية الكريمة في مواجهة النبي للمشركين في اقتراحاتهم التعجيزية كشرط للإيمان …الخ[186].ثم يتابع كلامه شارحاً مقولته هذه وفقاً لما نقلناه عنه في النص السابق، فلا حاجة إلى إعادته بتمامه ما دام أن ذلك لن يفيد شيئاً وسيكون من التكرار الممل، والإطناب المخل. وقفـة قصيرة: ونقول: 1 ـ إن هذا البعض قد قرر: "أن الولاية التكوينية ليست من الضرورات التي تفرضها الرسولية..". ونقول: إن الرسولية تعني قيادة الأمة من موقع الهيمنة، كما دلّت عليه طبيعة التشريع الإسلامي، وتعاليمه الغراّء والمشتمله على جهاد الظالمين، وعلى إقامة الحدود، والقصاص، والقضاء بين الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما إلى ذلك.. ودلّت عليه أيضاً الآيات الكثيرة مثل قوله تعالى: {لقد أرسلنا رسلنا بالبيّنات، وأنزلنا معهم الكتاب والميزان، ليقوم الناس بالقسط. وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد، ومنافع للناس. وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب، إن الله قوي عزيز}[187].بل إن كون النبي شاهداً على الناس في شرق الأرض وغربها، إنما يعني: أنه لابد أن يكون مطلعاً على أعمالهم الجوارحية والجوانحية حتى خلجات هذا الإنسان النفسية، وأفعاله القلبية. وحتى في عواطفه، وفي حبه، وفي بغضه، وفي حالاته النفسية، كاليأس والرجـاء.. وما إلى ذلك.. ثم تربيته تربيه صالحة، والهيمنة عليه من موقع المعرفة والوعي وما إلى ذلك.. وبعد ذلك كله نقول: من الذي قال: إن ذلك كله وسواه مما مرّ ويأتي لا يقتضي ولاية تكوينية سواء في حدها الأدنى، أو في حدها الأعلى، فإن هذا البعض ينفيها بجميع مراتبها.. 2 ـ إن هذا البعض لا بد أن يعترف بأن الله قد سخر لسليمان الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب وسخّر له غير الريح أيضاً.. كما أنه لا يستطيع أن يناقش في أن آصف بن برخيا ـ وهو ليس بنبي ـ قد جاء بعرش بلقيس ـ من اليمن قبل ارتداد الطرف.. وقد نسب الإتيان به إلى نفسه واعتبره فعلاً له.. 3 ـ قوله: "إن الأنبياء، لم يمارسوا الولاية التكوينية في حياتهم". قد عرفت آنفا أنه لا يصح.. وثمة أمثلة كثيرة أخرى ستأتي. 4 ـ أما بالنسبة لما اقترحه المشركون على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأجابهم بقوله: {قل: سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً} فقد أشرنا أكثر من مرة إلى أنهم إنما طلبوا منه أن يفعل ذلك لأجل أن يثبتوا أنه (صلى الله عليه وآله) ليس بشراً.. فإجابة طلبهم سوف توجب تضليل الناس، لأنهم سيعتبرونه ـ والحالة هذه ـ من غير البشر، ولأجل ذلك حكى الله عنهم تعجبهم من بشريته، فقال تعليقاً على مطالبهم تلك: {وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى، إلا أن قالوا: أبعث الله بشراً رسولاً..} فرد الله عليهم ذلك بقوله تعالى: {قل: لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكاً رسولاً..}[188].أضف إلى ما تقدم: أنه لا يجب على الله إجابة مقترحي الآيات والمعجزات في ما يقترحونه. 5 ـ إن عدم وجدان هذا البعض التفسير المعقول ـ عنده ـ للأحاديث التي تدل على أن الله سبحانه خلق الكون لأجل النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت الطاهرين (عليهم السلام)، لا يعني عدم صحة هذه الأحاديث، وعدم وجود التفسير المعقول لها. ولا يستطيع هذا البعض ولا غيره أن يدعي: أنه قد فهم كل شيء ورد في كتاب الله، وعن النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته