بیشترلیست موضوعات خلفيات كتاب مأساة الزهراء
(عليها السلام) الجزء الأول قبل المقدمة المقـدمة الدوافع والنوايا لا سباب ولا شتائم الردود في الميزان موقف مراجع الأمة خطر التحصن بالمرجعية إعتذاراته الموجهة إعلامياً إلفات نظر تمهيد المقصد الأول
المنهج الفكري والإستنباطي الفصل الأول
قواعد ومناهج الفصل الثاني
الغاية تنظف الوسيلة وقاعدة التزاحم الفصل الثالث
توثيق الحديث واليقين في غير الأحكام الفصل الرابع
الإسلام لا يملك وسيلة بيان..
العمل بالرأي الفصل الخامس
التأويل.. استيحاء من الأئمة المقصد الثاني
النبوة ومعالمها وأمور عقائدية عامة حول
الأنبياء (صلوات الله عليهم أجمعين) الفصل الأول
سمات الأنبياء(ع).. ومستوياتهم الفصل الثاني
الولاية التكوينية.. إدعاءات و استدلالات
واهية أدلة الولاية التكويني الفصل الثالث
الولاية التكوينية للمعصوم تسخير المخلوقات للإنسان في الآيات
القرآنية الشعور والإدراك لدى المخلوقات توضیحاتافزودن یادداشت جدید
(عليهم السلام). وهذا هو القرآن يكتشف العلماء في كـل جيل الكثير من حقائقه، ويقفون على الكثير من دقائقه، وكذلك الحال بالنسبة لكلام المعصومين (ع). فهل ذلك يعني أن ما لم يفهمه هذا البعض من القرآن، ومن غيره يجب إسقاطه وحذفه وعدم الإهتمام له، والإعتداد به؟ ! 6 ـ إنه يمكن فهم هذه الأحاديث على أساس التشريف، والتكريم لهم فإنهم هم الحقيقة التامة في ظهورها، والكمال في تجلياته الجمالية في مواقع القرب إلى الله، فإن هذا التجلي، وذلك الظهور هو الغرض من خلق الخلق الذي لا يستحق شيئاً من ذلك في ذاته، وهو مظهر النقص والإنحدار والسقوط فلولا أنه تعالى أراد أن يتجلى ذلك الكمال، وأن تتجسد تلك الحقيقة التامة، فإن هذا الكون الناقص، الذي هو عالم الفساد والإفساد لا يستحق العناية والإهتمام بأي حال.. 7 ـ وأما بالنسبة لقول هذا البعض: "إن رد علم بعض الأمور إلى أهله يقتضي إهماله.." فغير سديد أيضاً، لأن هناك أموراً يطلب العلم والإعتقاد بها على سبيل الإجمال، حيث قد يمتنع التفصيل فيها لأكثر من سبب.. وقد رأينا: أن هذا البعض يعترف في مواضع كثيرة جداً قد تعدّ بالعشرات بوجود أمور أجملها القرآن، فراجع كلماته. وخذ على سبيل المثال قوله عن دابّة الأرض التي يخرجها الله في آخر الزمان بأنها مما أجمله القرآن، فلنجمل ما أجمله القرآن، وكذا الحال بالنسبة لما ذكره حول الرجعة[189]، وعن الملائكة[190]، ومفارقة روح الميت جسده[191]، وغير ذلك.. فهل يجيز هذا البعض أن لا نعتقد بكل تلك الأمور التي اعترف بإجمالها، وأن نخرجها عن دائرة الإعتقاد لمجرّد أنه لا يوجد تفصيلات كافية لها؟! لكي تمثل وعياً في الفكر، وقناعة في الوجدان على حد تعبيره، ولماذا لا يكون المطلوب هو الوعي والقناعة الإجمالية على ما هو عليه الواقع؟! وهل يستطيع هذا البعض أن يتحفنا بتفاصيل دقيقة عن الروح والجن والملائكة وعن حقيقة الذات الإلهية وعن تفاصيل ما يجري في البرزخ وكيفياته …وغير ذلك؟ !! مع أن ذلك كله وسواه كثير جداً.. مما يلزم الإعتقاد به على ما هو عليه، وعلى سبيل الإجمال !!. وهل يصح إخراج ذلك كله عن دائرة العقيدة لمجرد عدم قدرتنا على الإحاطة بتفاصيله؟! هذا.. وقد روي عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح عن أبي عبيدة الحذاء، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (والله إن أحب أصحابي إلي، أورعهم، وأفقههم، وأكتمهم لحديثنا، وإن أسوأهم عندي حالاً، وأمقتهم للّذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنا فلم يقبله اشمأزّ منه، وجحده، وكفّر من دان به. وهو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج، وإلينا أسند، فيكون بذلك خارجاً عن ولايتنا)[192].8 ـ إن ما ذكره من أن المعجزة إنما تكون في مقام التحدّي، وبعدها تعود الرسالة إلى مجراها الطبيعي، ويعود الرسول إلى الوسائل العادية، كأي إنسان آخر من دون أن يبادر إلى أي وسيلة عادية غير دقيق.. فإن ما تقدم يظهر لنا: أن الرسول الشاهد يحتاج إلى الإطلاع المباشر على ما يشهد به، فيرى من خلفه، وتنام عيناه، ولا ينام قلبه، ويرى أعمال الخلائق، وذلك يحتاج إلى وسائل غير عادية، والرسول المسؤول حتى عن البقاع والبهائم يحتاج إلى وسائل غير عادية ليعرف لغات البهائم ويحل مشاكلها (علّمنا منطق الطير). {قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم، لا يحطمنكم سليمان وجنوده، وهم لا يشعرون فتبسم ضاحكاً من قولها}. ولنتذكر أيضاً حديث سليمان مع الهدهد.. وكذلك ما قدمنا في هذا المورد وموارد أخرى من هذا الكتاب حيث تكلّمنا حول هذا الموضوع أكثر من مرة. 9 ـ ونجد في سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) مبادرات كثيرة إلى الوسائل غير العادية للتخلّص من المشاكل.. وقد طلب سليمان من الذين حوله أن يأتوه بعرش بلقيس بوسائلهم غير العادية، فكان له ما أراد، كما نص عليه الكتاب العزيز. وفي حرب الخندق أطعم النبي (ص) الجيش الجائع كله من شاة عجفاء، وحطم الصخرة التي اعترضت الجيش في حفر الخندق فعجز عنها ـ حطّمها ـ بثلاث ضربات، ولو أردنا استقصاء الموارد التي من هذا القبيل لكان علينا ملء عشرات بل مئات الصفحات من تاريخ النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام)، ولا يمكن لأي كان من الناس أن يعتبر ذلك كله في عداد الموضوعات والمختلقات، فكيف أجاز هذا البعض لنفسه: أن يدعي أن معجزة النبي (صلى الله عليه وآله) الوحيدة هي القرآن؟!. 10 ـ أما قوله: "إن التشريف لا يتمثل في إعطاء القدرة دون قضية"