خلفیات کتاب مأساة الزهراء جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خلفیات کتاب مأساة الزهراء - جلد 1

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ولكي تصبح الفكرة أكثر وضوحاً فيما يرتبط
بالمعجزات والكرامات نقول: هناك معجزات
وكرامات في اتجاهات ثلاثة: الأول: معجزات وخوارق للعادات قد ظهرت
للنبي الأكرم (ص) وللأنبياء السابقين،
وكذلك الأوصياء، تهدف إلى مواجهة الإنسان
المكابر بالصدمة التي توصد أمامه كل أبواب
التملّص والتخلّص، والتجاهل للواقع،
ودلائله القاهرة وأعلامه الباهرة وحججه
الظاهرة، بحيث لو لم تظهر المعجزة أو
الكرامة لاستطاع أولئك الشياطين أن
يثيروا الشبهات المضعفة للدعوة والموجبة
لزعزعة درجة الطمأنينة والوثوق لدى كثير
ممن آمن بها، واطمأن إليها، أو يحدث نفسه
بذلك.
فتأتي المعجزة لتثبت أولئك، وتشجّع
هؤلاء، ولتسحق أيضا كبرياء المستكبرين،
وتكسر شوكتهم. ويكون بها خزي المعاند،
وبوار كيد الماكر والحاقد.

الثاني: وثمة معجزات وكرامات، وخوارق
عادات أكرم الله بها أنبياءه وأولياءه
تشريفا لهم، وتجلّةً وتكريماً، وإعزازاً
لجانبهم. وقد يستفيد منها المؤمن القوي
سموّاً ورسوخ قدم في الإيمان، ومزيد بصيرة
في الأمر، حيث تسكن نفسه، ويطمئن قلبه، على
قاعدة قوله تعالى: {قال: أولم تؤمن؟ قال: بلى
ولكن ليطمئن قلبي}[235].

وعلى قاعدة {سبحان
الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام
إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه
من آياتنا}[236].

ونلحق بهذا القسم ما يصدر عنهم عليهم
السلام مما تقتضيه قواهم الروحية
ومكانتهم النفسية وتعلقاتهم الغيبية،
وهذا لا يُسأل عنه إلا على نحو السؤال عن
سبب صدوره عنهم لا عن سبب وجوده فيهم، وليس
بالضرورة أن يكون فيه إظهار كرامة من الله
لهم أو إعجاز يظهره الله تعالى على
أيديهم، بل هو من آثار طبيعتهم البشرية
الصافية، التي تقتضي هذا النوع من الآثار
بل تقتضي ما هو أكثر منه.

الثالث: ذلك القسم الذي هو عبارة عن تجلّي
السنن والنواميس الواقعية التي تحكم
المسار العام، فيما يرتبط بتبلور دور
الشخصية القيادية الواقعية في نطاق
هيمنتها على الواقع العام، من خلال تلك
النواميس وعلى أساسها، فتجسّد الكرامة
والمعجزة بصفتها ضرورة حياتية في نطاق
الهداية الإلهية على أساس نواميس الواقع،
وتجليّاتها حسب مقتضياته، الأمر الذي
يعني أن تعامل النبي والإمام مع المخلوقات
من موقع المدبر والراعي،والحافظ لها،
باعتبارها جزءاً من التركيبة العامة، حيث
لا بد من التعامل معها على هذا الأساس.
وهذا القسم الأخير هو الذي يعنينا الحديث
عنه هنا.
نقاط لا بد من التأكيد عليها:
إن جميع ما قدمناه يمثل جوهر البحث الذي
أردنا إطلاع القارئ على موجز منه. ولكن لكي
يتضح ما نرمي إليه بصورة أوفى وأصفى، لا بد
من وضع النقاط على الحروف في الأمور
التالية:

1 ـ حجم هذا الكون حسب البيان الإلهي.

2 ـ الآيات الدالّة على تسخير الموجودات
للإنسان.

3 ـ هذا الكون ليس جمادا،بل لديه درجة من
الشعور والإدراك.. وذلك يعني أن ثمة
مسؤولية ذات طابع معين يتحمّلها هذا
الإنسان في تصرفاته مع كل ما فيه.

4 ـ نموذج تجسّدت فيه الخطّة الإلهية فيما
يرتبط بالحاكمية التي يريد الله أن يوصل
الإنسان إليها ـ وهو قصة سليمان (ع).
حجم الكون حسب البيان الإلهي:
واستطراداً نقول: إن سعة السموات والأرض
التي سخر الله جميع ما فيها لبني الإنسان
هي فوق حدود التصّور، وأكثر بكثير مما
تشير إليه الإكتشافات التي تعتمد وسائل
الرصد والإكتشاف المتطورة جداً في هذا
العصر.
ونوضح ذلك على النحو التالي:
إن لغة العرب، قد وضعت في بداياتها لمعانٍ
حسيّة أو قريبة من الحس، فلم تكن قادرة على
تحمّل المعاني الدقيقة والعميقة إلا
بالإستعانة، بأساليب بيانية متنوعة
باستطاعتها توجيه الفكر والخيال باتجاه
الأعماق والآفاق، ليقتنص المعنى، أو
يتلمسه بصورة أو بأخرى.
فكانت الكنايات والمجازات، وكان التطعيم
للمعاني الحسيّة بمعان إيمائية، تعتمد
على حالات الألفاظ، وطبيعة التراكيب
المختلفة وخصوصياتها، حسبما تشير إليه ـ
جزئيا ـ علوم البلاغة.
ولكن كل ذلك لم يف أيضا بالمطلوب، فكان لا
بد من ضم المعاني بعضها إلى بعض في تراكيب
متعددة، تشير كل منها إلى جزء أو إلى
خصوصية في المعنى المقصود بيانه.
ومن الأمثلة الواضحة على ذلك، ما روي، من
أن الأمام عليا عليه السلام قد استنبط أقل
الحمل من الجمع بين آيتين قرآنيتين.
إحداهما تقول: {وحمله وفصاله ثلاثون
شهرا}[237]، والأخرى تقول: {وفصاله في

/ 87