حديث الانطلاق - حدیث الانطلاق نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حدیث الانطلاق - نسخه متنی

حمید الانصاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

حديث الانطلاق

نظرة في الحياة العلمية والسياسية للامام الخميني (قدس)

( من الولادة وحتى العروج )

تأليف

حميد الانصاري

- ذكراه ، حديث الانطلاق :

اشا رة

حاولنا في هذا الكتاب ، استعراض الفصول والوقائع المهمة في حياة الامام الخميني ، منذ ولادته وحتى عروجه الى الملكوت الأعلى ، محاولين ان تكون نظرتنا تحليلية ولكن على سبيل الاشارة والاجمال .

ورغم ان عملية ترسيم ابعاد شخصية الامام الخميني والفصول المهمة في حياته عبر مقالة او كتاب تشبه عملية جمع مياه البحر في كوز صغير، غير انه لابد من السعي لتحقيق هذه المهمة ، خاصة وان العديد من محبي الامام (س ) قد ارسلوا الينا من مختلف انحاء العالم يعلنون عن رغبتهم في وجود كتاب يستعرض حياة الامام ( رضوان الله عليه ) .

عليه فقد تجنبنا - قدر الامكان - الخوض في جزئيات الحوادث او تقديم الوثائق الخاصة بها - الا في بعض المواضع الضرورية - كما حاولنا ان لا نغفل اي مطلب - مهما كان صغيرا - مما يرتبط بحياة الامام او مما يعد هاما في حركة احداث حياته او اساسيا في مواقفه في المسائل المهمة.

كذلك فقد اكدنا ومن خلال استعراض الحوادث على الاصالة الفكرية ، وتاكيد سماحته على اولوية التربية والتهذيب ، وتاثير البعد المعنوي والعلمي على مسير حياة الامام الخميني ومجاهداته .

ان شمولية ووحدة شخصية الامام والانسجام الذي يطبع مدرسته الفكرية - والتي تجلت في نهضته وفي الثورة الاسلامية - لا يمكن تفسيرها من خلال الاحداث والوقائع التي تقع في بلد اومجتمع ما ، لذا فان التحقيق في مقطع خاص او بعد واحد من ابعاد شخصيته لا يكفي للتعرف على افكاره ومنهجه ، فهذا الرجل الكبير لا بد وان يدرس من جميع النواحي : عقيدته ، إيمانه ، سلوكه ، وفي جميع فصول حياته .

في هذا الكتاب سعينا لالقاء نظرة شاملة على هذا المدى الواسع السامي .

كما حاولنا عرض مجمل الاحداث والوقائع ، وتحليل مواقف الافراد والتيارات السياسية والفكرية ، بما والمباني الفكرية للامام وماتعكسه مواقفه وتوجيهاته . ومع كل هذا فان ما نقدمه ليس معصوما من الخطا والاشتباه ، لذا فاني ارجو من المؤرخين الملتزمين واولي الاطلاع على الاسس الفكرية للامام الخميني وعلى حياته تنبيهنا الى اي خطا او سهو قد نكون وقعنا فيه والله ولي ا لتوفيق .

حميد الإنصاري

تشرين الثاني 1994م

بسم الله الرحمن الرحيم

يوم ا لكوثر

في النصف الثاني من عام 1320 هجري ولد في ايران مولود غير فيما بعد بثورته العملاقة مصير ايران وملامح العالم الاسلامي ، وجعل جميع القوى العظمى وجميع اعداء حرية الشعوب واستقلالها يقفون صفا واحدا في مواجهته ساعين في القضاء عليه ، غير انه - وبفضل الباري - اصابهم جميعا - وبعمله العظيم وافكاره وعقيدته التي ينافح عنها وينادي باسمها - بالعجز والخيبة 0

في ذلك اليوم ، لم يكن احد يعلم بان هذا المولود هو الذي ستعرفه الدنيا باسرها ذات يوم مقبل باسم “ الامام الخميني “ وحينما فجر ثورته ، لم يكن احد يعلم بانه سيقف بوجه عملاء اعتى القدرات واكثرها تسليحا في العالم ، وانه سيدافع عن استقلال بلاده وامجاد امته الاسلامية ليكون مجددا لدين الله في عصر المسخ للقيم والمثل .

الخلفية التاريخية

بعد وفاة ابناء النبي الاكرم (صلى الله عليهم وآله) الخدج ، فرح المشركون من القريشيين وراحوا يروجون القول بان النبي لا نسل له وانه ابتر الخلف فانزل الله قرآنا فقال تعالى “ انا اعطيناك الكوثر . . . ان شانئك هو الابتر “ (1) ، فكان العشرون من جمادى الاخرة يوم جرى فيه كوثر الولاية والامامة على هذه الارض ، ففيه ولدت ربيبة العفة والطهر والايمان الصديقة الزهراء فاطمة ( سلام الله عليها ) لتكون بعد ذلك انيسة وزوجة امام العدالة والانسانية الخالد امير المؤمنين علي بن ابي طالمب ( ع ) ولتكون ام الائمة الذين اقيموا على جادة الانسانية منأثر للهداية ، والذين يمثل كل جانب من حياتهم حكمة الهية خاصة ، فصلحهم وحربهم ، مناجاتهم وسكوتهم ، حلمهم وعلمهم ، وحياتهم المشحونة بالمقاومة والبناء والمختومة بالشهادة ، واخيرا غيبة المنتظر الموعود منهم ،كلها حكم الهية تثبت بان الارض وما عليها من عباد الله في عصور الظلمة والحصار غير موكلين لانفسهم وان دعاة الحق ومنأثر الهداية موجودون على الدوام يمارسون دورهم في هداية البشر وان الارض لا تخلو من حجة ابدا .

1 - سورة الكوثر .

حينما بدا عصر الغيبة وتواصل النزاع الدائم بين الخير والشر ، وقف - وفي كل جيل - الجبابرة وعبيد المال والمفسدون في جبهة الظلمة ، في حين وقف المؤمنون والصالحون والنزيهون في وادي النور لتستمر المواجهة بينهما . فسطعت انوار الوحي على العالم وقام الإسلام بتوسيع رقعة حكومته بفتحه قلوب عباد الله الصالحين فبلغ اقصى اصقاع الشرق من جانب واعماق اوروبا من جانب اخر ، فاقام حضارة عظمى ومنقطعة النظير وصار البشر امام تحول عظيم في العلم والادب والثقافة والفن وجميع ظاهر الحضارة الحقيقية وعلى اساس ثابت من الايمان والعقيدة . وقد كان تقبل الفطرة السليمة لرسالة الرسول الامين عميقا واسعا الى الحد الذي حال دون تمكن ظلم وجور حكام السوء من الوقوف بوجه تقدم الرسالة الالهية . كانت اوروبا تحترق في بربرية القرون الوسطى ، والماديون المتسلطون على عباد الله المظلومين تخندقوا في ذلك النصف من العالم متسترين بالصليب ساعين في الحيلولة دون بلوغ رسالة النبي الاكرم (ص ) - الذي بشر به المسيح ( ع ) - دنياهم المظلمة حتى لا تبور الدكاكين الكنائسية التي راجت في القرون الوسطى تعرض عقيدة خالية من الروح وتقيم حكومة تفتيش العقائد الاوروبية - التي تعد بحق عارا في تاريخ البشرية - والمحير المحزن هو انهم وفي الوقت الذي انتبهوا فيه وعزموا على القضاء على دين النبي الخاتم (ص) اندلعت في هذا الجانب نار النفاق والرغبة في التسلط وشماعت الفرقة والتشتت .

/ 133