الامام الخميني ومواصلة الثورة ( 1971 - 1977 م )
في اواخر عام 1971 م تصاعدت وتيرة الخلافات بين نظام البعث العراقي والنظام الملكي الايراني الامر الذي اسفر عن ترحيل الالاف من الايرانيين المقيمين في العراق الى بلدهم . وقد ابرق الامام الخميني ببرقية اعتراضية الى الحكومة العراقية ندد فيها بشدة بعملية التهجير تلك ، واعتراضا منه على ما حصل قرر الامام مغادرة العراق ، غير ان النظام الحاكم في بغداد - ونتيجة معرفته بالنتائج التي تترتب على هجرة الامام - منع من اصدار الموافقة على سفره .من جانب ا خر وتزامنا مع زيادة انتاج النفط وارتفاع اسعاره في سنة 1971 م وما بعد ، احس الملك بقدرة اكبر، فضاعف من وحشيته في قمع واضطهاد المعارضين ، ودخل في سباق مجنون في شراء التجهيزات العسكرية والسلع والبضائع الاستهلاكية الامريكية ، وسرع من ايجاد القواعد العسكرية العديدة للامريكان في داخل البلاد وزاد من مستوى الروابط والعلاقات التجارية والعسكرية مع اسرائيل . وحمل الشعب الايراني نفقات هائلة لاقامة الاحتفالات الاسطورية في ذكرى مرور الفين وخمسماية عام على نشوء الملكية في ايران (76) والتي كان يحضرها العديد من قادة وروساء دول العالم ، وقد جعل الملك من هذه الاحتفالات استعراضا للقدرة والثبات الذي يتمتع بهما النظام الملكي .76 - بعد اعتقال الامام الخمينى ونفيه في عام 963 1 م ، بادر معارضو النظام الملكى الايراني الى انتحاء جانب السرية في اعمالهم التنظيمية ، ومنذ عام 1966 م حرص الملك - ولاجل اظهار قوته وسطوته ولاجل الهاء الجماهير - على اقامة الاحتفالات فى مختلف المناسبات ، ومن ابرز واضخم الاحتفالات التى اقامها ، الاحتفال بمرور الفين وخمسماية عام على الامبراطورية الفارسية ، فلاقامة هذا الاحتفال - الذي وصف بانه اضخم استعراض فى العالم - امر الملك باقامة مدينة كاملة في الصحراء بالقرب من اثار ( تخت جمشيد ) وحضر الاحتفال 90 ملكا وخمس ملكات و 21 اميرا وعددا كبيرا من رؤساء الجمهوريات ورؤساء الحكومات ومعاونيهم . وقد تم فى ايام الاحتفال تقديم الاطعمة المعدة في مطاعم ( ماكسيم ) الفرنسية ، على اطباق واواني واباريق من اجود واغلى الانواع المعروفة ، كما اعدت في تلك المدينة الاسطورية الاف القصور السيارة والمخيمات المجهزة بارقى الوسائل والمسلتزمات والاثاث والديكورات . كل ذلك والغالبية العظمى من ابناء الشعب الايراني كانت تفتقر الى ابسط الامكانات الرفاهية كالماء والكهرباء والدواء .فى عددها الرابع الصادر في شهر اب عام 1980 م كتبت مجلة التايم تقول : “ حتى شهرزاد القاصة لا يمكنها وصف الابهة التى اقيمت في احتفالات احياء الذكرى الالفين وخمسماية عام على الامبراطورية الفارسية الايرانية والتي اقيمت الى جانب خراب تخت جعشيد ، حتى وان استخدمت كل العبارات والاوصاف الاسطورية التي ذ كرت عنها في قصص الف ليلة وليلة .وعندها اقام الملك الايراني هذه الاحتفالات قدم نفسه كوارث لاعرق امبراطورية في العالم تمكنت من البقاء لقرون طويلة ، بل انه رغب في الاشارة الى انها ستبقى الى اخر التاريخ ، فمن ذا الذي خطر في ذهنه من الضيوف الموقرين ، او تصور حتى بان هذا التاريخ الامبراطوري الايراني سيختم بشخص محمد رضا ! !