بیشترلیست موضوعات حديث الانطلاق نظرة في الحياة العلمية والسياسية للامام الخميني (قدس) اشا رة يوم ا لكوثر الخلفية التاريخية من الولادة وحتى الاستقرار في قم السفر الى قم الامام الخميني في خندق الجهاد والثورة كيف نصرخ ولم يبق من الانفاس ما يمكننا من الصراخ ! انتفاضة الخامس من حزيران : مواجهة “ لائحة الحصانة القضائية “ نفي الامام الى تركيا : النفي المجدد من تركيا الى العراق الاحزاب والتيارات السياسية ( منذ قيام 15 خرداد حتى انتصار الثورة الاسلامية ) الامام الخميني ومواصلة الثورة ( 1971 - 1977 م ) اشتداد الثورة الاسلامية في عام 1977 ونهضة الجماهير: سفر الامام الخميني من العراق الى باريس عودة الامام من منفاد بعد 14 عاما : سقوط النظام الملكي وانتصار الثورة الاسلامية ( يوم الله 11 شبا ط ) تشكيل الحكومة الاسلامية واصطفاف الدول الاستعمارية ضدها : الثورة الثانية : احتلال وكر التجسس الامريكي في ايران : الحرب المفروضة والدفاع المقدس : لماذا استمرت الحرب ؟ توقع الامام الخميني انهيار الماركسية : الدفاع عن النبي الاكرم ( ص ) والقيم الدينية : السنوات الاخيرة من عمر الامام والاحداث المرة : نظرة على اعتقادات الامام الخميني واهدافه وتطلعاته : رحيل الامام الخميني : وصال المحبوب ، وفرا ق الاحبة : اثار ومؤلفات الامام الخميني : توضیحاتافزودن یادداشت جدید
الشفاه في ذكر دائم لله ، وفي اخر ليلة من عمره - وبينما كانت عدة حقن من المواد التغذية موصولة بذراعيه - قام ليلتها يؤدي نافلة الليل ويتلو القرآن . بدت على محياه في الساعات الاخيرة طمانينة وهدوء ملكوتيين ، وكان يردد الشهادة بوحدانية الله ويقر بالاعتقاد برسالة النبي الاكرم ( ص ) حتى حلقت روحه العظيمة نحو الملكوت الأعلى . فكانت الرحلة التي خلفت في القلوب نارا لاتنطفى . وحينما اذيع خبر ارتحال الامام ، حدث ما يشبه وقوع زلزال عظيم وقعت فتفجرت الاحزان وانفجرت الدموع في وقت واحد من جميع العيون في ايران وفي كل مكان وجد فيه من عرف الامام وانتهل من فيض هدايته .وراح المحبون يلطمون الرؤوس والوجوه . . . وتعجز الاقلام ، بل يعجز اي بيان على تصوير ابعاد ما حصل وما تدفق من امواج من الاحساسات المتلاطمة .وللشعب الايراني وللمسلمين الثوريين الحق في الضجيج بتلك الصورة - التي لم يسجل التاريخ نموذجا يضاهيها بالشدة والعظمة - فهم قد فقدوا عزيزا اعاد لهم عزتهم المهدورة ، وكف ايدي الملوك الظالمين والناهبين الامريكان والغربيين عن اراضيهم ، واحيا الاسلام وحقق للملسمين المجد والعزة ، واقام الجمهورية الاسلامية ،ووقف بوجه جميع القوى الشيطانية في الدنيا بثبات ليواجه مئات المؤامرات الهادفة لاسقاط النظام ، والطروحات الهادفة لقلب نظام الحكم او اثارة الفتن في الداخل والخارج وعلى مدى عشرة اعوام ، وقاد الدفاع المقدس لثمانية اعوام في جبهة واجه فيها عدوا كان يتمتع وبوضوح بدعم القوى الشرقية والغربية الكبرى .لقد فقدت الجماهير قائدها المحبوب ومرجعها الديني والمنادي بالاسلام الاصيل ، لعل اولئك العاجزون عن درك واستيعاب هذه المفاهيم ، يقفون حيارى حينما يشاهدون حالة الجماهير - التي عرضتها الافلام التلفزيونية - اثناء مراسم توديع وتشييع ودفن الجثمان الطاهر للامام الخميني ، ولعلهم يدهشون حينما يسمعون بوفاة العشرات الذين لم يتمكنوا من تحمل ثقل الصدمة ، فتوقفت قلوبهم عن العمل ، اوبسقوط العشرات الاخرين مغشيا عليهم نتيجة شدة الحزن وانتقالهم من يد الى يد فوق امواج هائلة من البشر لينقلوا الى المستشفياتَ. . الى غير ذلك ...لكن اولئك الذين يعرفون معنى العشق والذين امتحنت قلوبهم لذته ، يرون كل ذلك امرا طبيعيا ، والحق ان الجماهير الايرانية كانت عاشقة للامام الخميني ، وما اجمل الشعار الذي رفع في الذكرى السنوية لوفاته “ عشق الخميني عشق لكل ما هوجميل “في الرابع من حزيران 1989 م ، عقد مجلس خبراء القيادة جلسته الرسمية ، وبعد ان قرئت وصية الامام الخميني من قبل اية الله الخامنئي - الامر الذي استمر ساعتين ونصف الساعة - ابتدا البحث والتشاور حول تعيين من يحل محل الامام الخميني ليكون قائدا للثورة الاسلامية ، وبعد عدة ساعات تم وبالاجماع ترشيح اية الله السيد علي الخامنئي ( رئيس الجمهورية انذاك ) لتسنم هذا الموقع الخطير ، واية الله الخامنئي احد طلاب الامام الخميني - سلام الله عليه - ومن الوجوه البارزة في الثورة الاسلامية ، ومن انصار انتفاضة الخامس من حزيران ، وقف حاملا روحه على كفيه طوال فترة نهضة الامام وفي جميع الحوادث مع سائر انصار الثورة .لقد سعى الغربيون وعملاؤهم في داخل البلاد لسنوات طوال من اجل الحاق الهزيمة بالامام ، ولما يئسوا من ذلك وعدوا ذيولهم بعهد ما بعد وفاة الامام . لكن وعي الشعب الايراني ، وسرعة مجلس خبراء القيادة في الاختيار المناسب للتشخيص للقيادة ، ودعم انصار الامام لذلك ، بدد امال اعداء الثورة ، ولم يخب املهم في ان تكون وفاة الامام نهاية طريقه فحسب ، بل ان عصر الامام الخميني - في الحقيقة - ابتدا على نطاق اوسع من السابق بعد وفاته . فالفكر والصلاح والمعنوية والحقيقة لا تموت ابدا .في يوم وليلة الخامس من حزيران 1989 م تجمع الملايين من ابناء طهران والمعزون من ابناء المدن والقرى ، في مصلى طهران الكبير ليلقوا النظرة الاخيرة على الجثمان الطاهر لرجل اعاد لقامة القيم والكرامة المهطعة في عصر الظلم الاسود استقامتها بقيامه وثورته ، وفجر في الدنيا نهضة من التوجه لله والعودة نحو الفطرة الانسانية .لم يكن هناك من اثر للمراسم الرسمية الخالية من التوجه فكل شى كان جماهيريا تعبويا وعشقيا . وكان جثمان الامام الموشح باللون الاخضر موضوعا على دكة عالية يتحلق حولها الملايين من اصحاب العزاء ويضيء كدرة نفيسة . وكان كل واحد من ذلك الجمع الغفير يتمتم بحزن مع امامه الفقيد ويذرف الدموع . امتلا المكان وحتى الطرق السريعة المؤدية الى المصلى بالجماهير الموشحة بالسواد . ورفعت اعلام العزاء على الابواب والجدران وانطلق صوت القرآن من جميع المساجد والمراكز والادارات والمنازل وما ان هبط الليل حتى اوقدت الاف الشموع تذكيرا بالمشعل الذي اوقده الامام ، واضاءت منطقة المصلى وما حولها . تحلقت العوائل المفجوعة حول شموعها وقد تعلقت انظارها بذلك المرتفع النوراني الذي رقد فيه امامهم المحبوب . وكانت صرخات “ ياحسين “ التي تنطلق من التعبويين الذين شعروا باليتم قد احالت المكان الى عاشورا جديدة . فقد قصمت الظهور ، هل حقيقة ان هذا الصوت الرباني لن ينطلق مجددا من حسينية جمران ؟ . . . بقيت الجموع المفجوعة تندب فقيدها حتى الصباج .وفي اول ساعات يوم السادس من حزيران ، ادت الملايين صلاة الميت على جثمانه الطاهر بامامة اية الله العظمى الكلبايكاني .ان من المواقف التي اثبتها التاريخ يوم 12 بهمن 57 3 1 ( 1 شباط 979 1 م ) ويوم تشييع الامام اذ تكرر في اليومين اجتماع الملايين وانطلاق مختلف المشاعر الحماسية والمعنوية . لقد قدر مراسلو وكالات الانباء عدد المستقبلين للامام في عام 1979 بستة ملايين شخص كما صرحوا بان عدد المشيعين قد تجاوز التسعة ملايين شخص ، والحال ان الدول الغربية والشرقية تحالفت خلال الاحد عشر عاما التي امضاها الامام الخميني في الحكم ومارست مختلف انواع المؤامرات وحملت ايران حربا ضروسا دامت ثمانية اعوام ، الى المئات من المخططات الخبيثة التي كان يهدف من خلالها صد جماهير الشعب عن الالتفاف حول قائدها ، غير ان ذلك لم يتحقق رغم مئات المشاكل التي تحملها ابناء الشعب ، ورغم ما قدموه من الشهداء وذلك نتيجة للتربية العقائدية التي مارسها الامام الخميني ، فالشعب المجيد كان يعتقد برسوخ بمقولة الامام الخميني “ ان القدرة على تحمل المصائب والمصاعب والمحرومية والتضحية بالانفس انما تتناسب مع حجم الهدف وعلو مرتبته “بدات مراسم التشييع ، فانطلقت الجموع الغفيرة من المصلى الى مرقد الامام - بجوار مقبرة جنة الزهراء ( مزار الشهداء ) وضجت الجموع اطفالا ونساء ورجالا وكان ارواحهم تخلع من ابدانهم . مرت ساعات دون ان يتمكن الجمع من التقدم نتيجة اضطراب الاحاسيس ، وبالنتيجة تم حمل الجثمان الطاهر بطائرة سمتية لينقل الى المثوى الاخير .