حدیث الانطلاق نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حدیث الانطلاق - نسخه متنی

حمید الانصاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وكما اسلفنا الاشارة فان حفظ كيان العلماء والمرجعية كان من اهم ما لزم المبادرة اليه - وذلك لافشال المخططات التي كان يعدها رضا خان وابنه - والحيلولة دون تحقيقهم اغراضهم المتوخاة . وعلى هذا الاساس نرى بان الامام - ورغم ما كان بينه وبين اية الله العظمى الحائري ومن بعده اية الله العظمى البروجردي من اختلاف في وجهات النظر في بعض المسائل حول كيفية مواجهة الحوزات العلمية ومراجع التقليد للظروف المستجدة ، وحول دور العلماء في ذلك الخصوص - يقف على الدوام بقوة وحزم الى جانبهما للدفاع عن المرجعية طوال فترة زعامتهما .

كان الامام الخميني مولعا بمتابعة التسالل السياسية والاجتماعية . وكان رضا خان قد اقدم في تلك السنوات - وبعد ان فرغ من تثبيت دعائم حكمه - على تنفيذ مخطط واسع للقضاء على اثار الثقافة الاسلامية في المجتمع الايراني ، فمارس انواع الضغوطات على العلماء ، فاصدر الاوامر الرسمية بتعطيل مراسم العزاء والخطابة الدينية ، ومنع تدريس المسائل الدينية والقرآن واقامة صلاة الجماعة في المدارس ، وروج للهمس حول نزع الحجاب عن النساء الايرانيات المسلمات . وقبل ان يعلن رضا خان عمليا عن اهدافه على مستوى واسع بادر علماء الدين الايرانيون الملتزمون للاعتراض على ممارساته نتيجة معرفتهم بالاهداف غير المعلنة التي كان رضا خان ينوي تحقيقها وللاعتراض على بعض هذه الممارسات اقدم بعض علماء اصفهان الملتزمون وبقيادة اية الله الحاج اقا نور الله الاصفهاني عام ( 1927 م ) على الهجرة الجماعية الى قم للاعتصام فيها ، وترافقت هذه الحركة مع هجرة العديد من العلماء من مدن اخرى الى قم ايضا ، وبالفعل فقد استمر هذا الاعتصام لمدة مائة وخمسة ايام ( من 12 ايلول الى 25 كانون الاول عام 1927 م ) انتهى بعدها بالانسحاب الظاهري من قبل رضا خان ونتيجة المواجهة الامنية له من قبل رئيس الوزراء انذاك ( مخبر السلطنة ) الذي امر بمحاصرة المدينة لانهاء الاعتصام وتعهد بالاستجابة لشروط المعتصمين غير ان هذا الاعتصام لم ينجح عمليا في تحقيق النتائج المتوخاة وذلك نتيجة استشهاد قائد الاعتصام في شهركانون الاول عام 1927 .

وقد اتاحت هذه الحركة الفرصة لطالب العلوم الدينية الشاب روح الله الخميني الذي كان يتحلى باللياقات والاستعدادات اللازمة للمواجهة والتصدي ، لان يطلع عن كثب - ومن خلال حضوره المباشر في صلب تلك الحركة - على اساليب المواجهة ، وما يتعرض له العلماء من ظلم ، علاوة على التعرف على ملامح شخصية رضا خان .

ثم وفي حادثة المشادة التي حصلت بين اية الله البافقي ورضاخان في قم ومحاصرة هذه المدينة من قبل قوات الشرطة وتعرض سماحة البافقي الى الضرب والنفي الى مدينة الري من قبل الملك . هذه الحادثة والحوادث المشابهة وما كان يحصل في المجالس التشريعية في تلك الايام - خصوصا الحركة الجهادية الدؤوبة التي كان يمارسها المجاهد المعروف اية الله السيد حسن المدرس - تركت كلها الاثر على روح الامام المرهقة الوثابة .

وحينما اصدر رضا خان امره بفرض الامتحانات على طلاب العلوم الدينية في الحوزة العلمية في قم هادفا القضاء على الحوزة ، انبرى الامام الخميني لفضح الاهداف الخفية لهذا الامر وتصدى لمعارضته وحذر بعض العلماء المشهورين - الذين عدوا ذلك الامر ونتيجة لسذاجتهم امرا اصلاحيا - من مغبة القبول به .

وللاسف فان المؤسسة العلمائية الايرانية كانت تعيش انذاك حالة الانزواء نتيجة الاعلام المكثف الذي كانت تمارسه اجهزة النظام الاعلامية ونتيجة للظروف والاختلافات والاحباطات التي نجمت عن الحركة الدستورية ، الامر الذي ادى الى معارضة البعض من المنحرفين فكريا وطلاب الراحة والقشريين تدريس ودراسة بعض المواد الدراسية الحوزوية كالعرفان والفلسفة التي تؤدي بالنتيجة الى اثارة الوجدان والبحث في المسائل والمصائب الواقعة .

وقد بلغ الضغط بهذا الاتجاه حدا عرض الامام الخميني الى تحمل مالايطاق من اجل تعطيل درسه في الفلسفة والعرفان والاخلاق ، الامر الذي اضطره الى اعطاء دروسه في الخفاءَ فكان حصيلة تلك المساعي تربية شخصيات من امثال العلامة الشهيد اية الله المطهري

ونتيجة لذلك فقد اظهر العلماء والجماهير المقاومة في مواجهة رضا خان الذي سخر جل طاقاته للقضاء على الاسلام ونزع الحجاب ومنع المراسم الدينية ، الامر الذي ادى الى فشله في الكثير من طروحاته واجبره على ا لانسحاب احيانا .

بعد وفاة اية الله العظمى الحائري ( 30 / 1 / 1937 م ) واجهت الحوزة العلمية في قم خطرالانحلال من جديد ، فبادر العلماء الملتزمون ولمدة ثمانية اعوام لادارة الحوزة العلمية وهم ذوي السماحة : السيد محمد الحجت ، السيد صدر الدين الصدر والسيد محمد تقي الخونساري ( رضوان الله عليهم ) وفي هذه الفترة وخصوصا بعد سقوط رضاخان تهيأت الظروف للمرجعية الكبرى ، فاقترح ان يرفع اية الله البروجردي الذي كان من ابرز الشخصيات العلمية لتسلم مقام المرجعية خلفا لاية الله الحائري . وبسرعة تم متابعة هذا الاقتراح من قبل تلامذة اية الله الحائري ومن ضمنهم الامام الخميني ، فسعى سماحته شخصيا في اقناع اية الله البروجردي للهجرة الى قم وقبول المسؤولية الخطيرة المتمثلة في تزعم الحوزة العلمية .

لقد ادرك الامام الخميني ومن خلال اطلاعه على حساسية الظروف السياسية التي يمر بها المجتمع والوضع الذي تعيشه الحوزات العلمية وطبيعة حركة التاريخ التي كان يستلهمها من مطالعته المستمرة لكتب التاريخ المعاصر والمجلات والصحف الدورية الصادرة في ذلك الوقت ، وما كان يقوم به من زيارات متوالية الى طهران (19) والحضور في مجالس العلماء الاعلام من امثال اية الله المدرس ( 20) - مما يتيح له تكميل الصورة عن الواقع - ادرك بان المسألة التي تعطي املا بالتحرر والنجاة من حالة النكسة التي تلت مرحلة الحركة الدستورية وفشلها - وبالخصوص بعد تولي رضاخان للسلطة - انما تكمن في تسلح الحوزات العلمية بالوعي ، على ان يتم قبل ذلك ضمان استمرار وديمومة وجود الحوزات العلمية وتمتين عرى الارتباط بين الجماهير والمؤسسة العلمائية .

19 - اشار الامام الخميني في احاديثه الى انه شاهد جلسات مجلس الشورى الوطني في عهد رضاخان عن قرب ، واطلع على كينية التحالفات الـسياسية التي كانت تحصل فيه في تلك الايام ، ومعارضة المجاهد الكبير اية الله المدرس لرضا خان .

20 - هو داعية حرية واستقلال ، بطل وعالم دين ومجاهد ضد الاستبداد ، ولد عام 1287 هـ في قرية من قرى “ اردستان “ وامضى دراسته الابتدائية في “ اصفهان “ واكمل دراسته العليا في “ النجف الاشرف “ .

كان ( المدرس ) صاحب اسلوب وتعبير سهل يفهمه عامة الناس ، كان ذو خلق وعطف شديد ، وعاش حياة بسيطة متواضعة . وهذه الصفات جعلت منه قائدا هاديا للناس .

عام 1328 هـ عين في الدورة الثانية لمجلس الشورى الوطني عضوا في لجنة الإشراف على قوانين المجلس ومراقبتها ، وذلك بطلب من علماءالنجف وايران .

بعد انتهاء الدورة الثانية للمجلس انتخبه ابناء طهران كممثل عنهم في الدورة الثالثة للمجلس . معارضته للحكومات العميلة المتتالية ، ووقوفه بوجه التحركات الخائنة ، ومعارضته لاتفاقية الخيانة عام 1919 م التي عقدت بين حكومتي ايران وبريطانيا - والتي ادت الى افشال تلك الإتفاقية وعدم التصويت عليها في المجلس - كل ذلك دفع بريطانيا الى اصدار امر باعتقاله مع بعض اصحابه وسجنهم وتعذيبهم وايذائهم على يد عميل بريطانيا انذاك “ رضا خان “ قائد القوات . لكن الضغط الشعبي والتظاهرات المتزايدة المطالبة باطلاق سراحه اضطرت الحكومة الى اطلاق سراحه بعد ان قضى ثلاثة اشهر في السجن .

ئم فضح السيد المدرس “ خطة الجمهورية “ تلك المؤامرة التي طرحها “ رضا خان" وعارض حكومة رضاخان ومشاريعه التي كانت تملى عليه من قبل بريطانيا ، واصبح المدرس احد وابرز وجوه المقاومة ضد الاستعمار والاستبداد . مما جعل الاجانب وعبيدهم - الذين كانوا يخشون تعاظم نفوذه ، والذين اغتاظوا لفشل مؤامراتهم المتكررة لقتله - الى اتخاذ القرار النهائي بخنق هذا الصوت الهادر المطالب بالحرية والاسلام ، فمهدوا لذلك باعتقاله ونفيه ، ثم دسوا له السم في احد ايام شهر رمضان .( * )

/ 133