حدیث الانطلاق نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
الا ان العامين الاولين من حكومة محمد رضا تميزا بالتزلزل وعدم الاستقرار ، الامر الذي اتاح الفرصة للجميع بان يلتقطوا انفاسهم ، فبادرت الاحزاب والشخصيات السياسية الى توضيح اهدافها ومرامييها ، فتوجه البعض نحو القومية التي كانت تتناغم مع اهداف الملك الشاب ، في حين توجه جمع اخر من السياسيين نحو النفوذ في هيكل الدولة والتشكيلات التشريعية وشهدت الساحة انذاك غياب بعض العلماء المجاهدين من امثال اية الله المدرس الذين كان وجودهم في تلك الفترة سيمثل دعامة اسياسية لخيمة الثورة الشعبية ، فقد تعرض هؤلاء - ومن مدة - الى التصفية على ايدي ازلام رضاخان ، كذلك فان الشيوعيين والاحزاب السياسية المرتبطة بالخارج كانت تعلن عن مواقفها بناء على الاوامر الصادرة من موسكو وغيرها .اما الحوزة العلمية في تلك الايام فقد كانت عاجزة عن تحمل مسؤولياتها الاجتماعية ودخول ميدان الاحداث - كما اشرنا سابقا - وذلك نتيجة للحملات المسعورة التي شنها رضاخان عليها ونتيجة لنفوذ الانتهازيين والمصلحيين فيها ممن ساهموا في ازوائها وعزلها عن المجتمع .ومن الطبيعي ان لاتكون تلك حالة عامة شاملة ، فقد كان جمع من الاخيار المبارزين المجاهدين من امثال نواب الصفوي (23) وانصاره - ممن كانوا يعتقدون بتشكيل الحكومة الاسلامية - يعدون العدة في تلك الظروف المضطربة استعدادا للسير في طريق الجهاد المسلح البطولي .وقد وصف الامام الخميني في تلك الايام غربة المجاهدين في سنوات الكبت والاختناق التي مرت عليهم في عهد رضاخان بابيات من الشعر قال فيها :اين نتوجه للشكوى من جور رضاخانوقد حبست الانفاس فى الصدور .