حدیث الانطلاق نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وفي غضون ذلك ادت بعض العلل والعوامل لتهيئة الارضية المناسبة لتحقق الثورة الصناعية في اوروبا مما استتبع امتلاك حكومات الاعداء للتقنية والوسائل المتطورة فوسم التطور العلمي والتقني الجديد - والذي كان للحضارة الاسلامية السهم المهم والاساسي فيه - مجتمع اوروبا المتخلف بسمات جديدة . وبدلا من ان يفكر قادة وحكام البلدان الاسلامية بمايصلح حالهم وحال شعوبهم رجحوا الاستسلام للغفلة والتخلف بدلا من المبادرة للعمل والاجتهاد فنتج عن هذه الغفلة والخيانة تنامي قوة الاعداء يوما بعد اخر . فانطلقوا يوسعون من مناطق نفوذهم حتى أصبحت - وللاسف - مناطق مترامية من العالم الاسلامي مستعمرات للدول الاستعمارية وعلى هذا الحال استمرت القصة المحزنة لحاكمية القدرة والمال والكفر ، والتدخل العلني وغير العلني للمستعمرين في مصير البلدان الاسلامية عدة قرون .وفي ايران توالت سلالات الملوك والسلاطين على الحكم ، وعلى رغم الجور والظلم المستمر الذي مارسته هذه السلالات الحاكمة الا ان الشعب الايراني الصابر - الذي نادى وبمجرد وصول الرسالة المحمدية دياره بالقبول - كان منذ القدم في طليعة المسيرة الثقافية والحضارية للاسلام . غير ان ظلم الملوك ودسائس الاستعمار الجديد التي اراد بها بث الفرقة والتنازع كان في تزايد مضطرد - خصوصا وان الاعداء دخلوا الميدان هذه المرة باستخدام وسائل جديدة وتحت ستار العمران والتقدم - فقد ادت خيانات السلاطين القاجار(2) وما رافقها من اجتياح للاراضي الايرانية من قبل الانجليز والروس القياصرة الى ظهور ظروف مؤلمة جديدة ، فسفارات الدول الاستعمارية كانت تتدخل بشكل مباشر في جميع شؤون البلاد بما في ذلك عزل وتنصيب امراء البلاط والوزراء وذوي التناصب العسكرية الهامة . كما تم في هذه الفترة العصيبة اعطاء مناطق شاسعة من ارضنا الاسلامية الى الاجانب عبر اتفاقيات مذلة ومهينة ، كما كانت البلاد تعاني من انعدام الامن والعدالة ومن الفساد الاداري . وفي تلك العهود اوضحت فتوى العالم المجاهد الكبير اية الله العظمى الشيرازي في نهضة تحريم التبغ (3) والصرخات المطالبة بالاصلاح التي اطلقها السيد جمال الدين الاسد ابادي (4)