بیشترلیست موضوعات حديث الانطلاق نظرة في الحياة العلمية والسياسية للامام الخميني (قدس) اشا رة يوم ا لكوثر الخلفية التاريخية من الولادة وحتى الاستقرار في قم السفر الى قم الامام الخميني في خندق الجهاد والثورة كيف نصرخ ولم يبق من الانفاس ما يمكننا من الصراخ ! انتفاضة الخامس من حزيران : مواجهة “ لائحة الحصانة القضائية “ نفي الامام الى تركيا : النفي المجدد من تركيا الى العراق الاحزاب والتيارات السياسية ( منذ قيام 15 خرداد حتى انتصار الثورة الاسلامية ) الامام الخميني ومواصلة الثورة ( 1971 - 1977 م ) اشتداد الثورة الاسلامية في عام 1977 ونهضة الجماهير: سفر الامام الخميني من العراق الى باريس عودة الامام من منفاد بعد 14 عاما : سقوط النظام الملكي وانتصار الثورة الاسلامية ( يوم الله 11 شبا ط ) تشكيل الحكومة الاسلامية واصطفاف الدول الاستعمارية ضدها : الثورة الثانية : احتلال وكر التجسس الامريكي في ايران : الحرب المفروضة والدفاع المقدس : لماذا استمرت الحرب ؟ توقع الامام الخميني انهيار الماركسية : الدفاع عن النبي الاكرم ( ص ) والقيم الدينية : السنوات الاخيرة من عمر الامام والاحداث المرة : نظرة على اعتقادات الامام الخميني واهدافه وتطلعاته : رحيل الامام الخميني : وصال المحبوب ، وفرا ق الاحبة : اثار ومؤلفات الامام الخميني : توضیحاتافزودن یادداشت جدید
اما الامام الخميني - وكما هو ديدنه - فانه لم يخط خطوة واحدة في سبيل المرجعية بعد وفاة اية الله البروجردي رغم التفاف مجتمع الحوزة العلمية والجماهير حوله ، بل انه رفض بشدة الاقتراحات والخطوات التي قام بها بعض اصحابه ومريديه في هذا الاتجاه ، وكان ذلك في الوقت الذي كان فيه الامام الخميني قد اتم تعليقته على كتاب العروة الوثقى منذ خمسة اعوام قبل وفاة اية الله البروجردي ، وفي تلك السنوات بالتحديد كان سماحته قد كتب حاشية على كتاب وسيلة النجاة لتكون رسالته العملية.ان النظرة الزاهدة في الدنيا التي كان الامام الخميني يتحلى بها ، واعراضه عن المقامات والمناصب الاعتبارية الدنيوية يمكن استشرافها من بحوثه الاخلاقية والعرفانية المعمقة والتي وسمت اثاره المكتوبة ، كشرح الاربعين حديث وسر الصلاة واداب الصلاة والتي كان قد كتبها قبل سنوات من ذلك التاريخ .بعد ارتحال اية الله البروجردي وتجزأ المرجعية الكبرى ، اظهر النظام الملكي نشاطا اكثر واندفاعا في تحقيق الاصلاحات التي كانت امريكا ترغب فيها ،كما انه سعى في الوقت ذاته لاخراج المرجعية من ايران . غير ان النظام كان مخطئا في حساباته .في ( 8 تشرين الاول 1962 م ) صادقت وزارة اسد الله علم على اصلاح لائحة المجالس المحلية ، وتغيير بعض مضامينها - كاشتراط اسلامية المرشحين ، والقسم بالقرآن الكريم ، واشتراط الرجولة في المرشحين والناخبين ، وقد اريد تمرير بعض الاهداف من خلال المصادقة على اشتراك النساء في الانتخابات ، كذلك فان حذف وتغيير شرطي الرجولة والاسلام كان يراد منه بالضبط ادخال العناصر البهائية في المراكز الحساسة من هيكل النظام الحاكم .كما اشرنا سابقا ايضا فان دعم الملك للكيان الصهيوني وتوسيع العلاقات الايرانية الاسرائيلية كانت شروطا امريكية في مقابل توفير الدعم للملك ، ولتحقيق هذه الشروط كان لا بد من زيادة نفوذ اتباع الملك الاستعماري البهائي في السلطات الايرانية الثلاث .وبمحض انتشار خبر المصادقة على اللائحة المذكورة بادر الامام الخميني ومجموعة من العلماء الاعلام في قم وطهران - وبعد التشاور - للاعتراض العام والشامل على هذا الامر .وقد كان للامام الخميني دور فعال في توضيح الاهداف الحقيقية للنظام الملكي والتنبيه على خطورة دور العلماء الرسالي والحوزات العلمية في تلك الظروف .ادت البرقيات والرسائل المفتوحة المعترضة التي بعث بها العلماء الى الملك والى رئيس الوزراء ، الى بث روح الدعم والتاييد في نفوس الجماهير . كما ان برقيات الامام الخميني التي ابرق بها الى الملك ورئيس الوزراء تميزت باللهجة الحادة والحازمة والمحذرة ، يقول سماحته في احدى تلك البرقيات : “ انني انصحكم مجددا بان تطيعوا الله تعالى وتنصاعوا للدستور ، وان تحذروا العواقب الوخيمة لتخالفتكم للقرآن واحكام العلماء الاعلام وزعماء المسلمين والدستور ، فلا تعرضوا البلاد عمدا وبلا مبرر للخطر ، والا فان علماء الإسلام سيقولون رايهم فيكم “(28)بادر النظام الملكي بادي الامر الى التهديد وتكثيف الاعلام المعادي للمؤسسة العلمائية . وصرح اسد الله علم في مقابلة اذاعية اجريت معه بالقول “ ان الحكومة لن تتراجع عن تنفيذ مشروعها الاصلاحي الذي هي بصدد اعداده “ ولكن رغم ذلك فان الحركة الشعبية تزايدت باطراد ، فعطلت الاسواق في طهران وقم وبعض المدن الاخرى ، وتجمع الناس في المساجد للتعبير عن دعمهم لحركة العلماء .ولم يمض اكثر من شهر ونصف على بداية الحادثة ، حتى انسحبت الحكومة عن تنفيذ مشروعها ، وابرق الملك ورئيس وزارئه برسالتيهما الجوابية الى العلماء هادفين ارضاءهم وتبرير الامر ، غير ان النظام الملكي امتنع عن مخاطبة الامام الخميني لما عرفه عنه من قوة الشخصية وثباتها .28 - صحيفة النورج 1 /ص 15 ( * )رأى بعض العلماء في الحوزة العلمية بان موقف الدولة هذا كاف لحسم النزاع ، غير ان الامام الخميني عارضهم بشدة ، فسماحته كان يعتقد بان على الحكومة ان تبادر لالغاء لائحة المجالس المحلية بشكل رسمي وعلني ، ففي البين من رسالته الجوابية على سؤال بعض الكسبة والتجار من اهالي قم حول لائحة المجالس المحلية كشف سماحته النقاب عن الاهداف التي رامها النظام من وراء هذه اللائحة واشار الى ان المقصود هو ادخال عناصر البهائيين والجواسيس الاسرائيليين في هيكل النظام الايراني ، فقال في جانب من رسالته : “ان الشعب المسلم لن يسكت ما لم ترفع هذه الاخطار ، ولو ان احدا رضي بالسكوت فانه سيكون مسؤولا امام الله القادر ، وسيحكم عليه بالزوال في هذا العالم ايضا “كما حذر سماحته في ذات الرسالة نواب مجلسي الشيوخ والشورى من مغبة التصويت لصالح هذه اللائحة فكتب يقول : “ ان الشعب المسلم وعلماء الإسلام احياء واعون ، وانهم سيقطعون اية يد خائنة تمتد للمساس باساس الاسلام واعراض المسلمين " ( 29 ) .وبالنتيجة فان النظام الملكي قبل بالهزيمة ، ففي 28 تشرين الثاني 1962م ، الغت الهيئة الحاكمة اللائحة السابقة، وابرقت للعلماء والمراجع في طهران وقم تعلمهم بالامر . غير ان الامام الخميني اصر مجددا على مواقفه السابقة واعلن في اجتماع ضم العلماء الاعلام في قم بان !لغاء اللائحة بشكل سري امر غيركاف واضاف بان النهضة ستتواصل ما لم تعلن امر الالغاء في اجهزة الاعلام .وفي اليوم التالي ، اعلن خبر الغاء لائحة المجالس المحلية في صحف النظام ، واحتفلت الجماهير باول نصر كبيرتحقق لها بعد نهضته تاميم صناعةالنفط .29 - صحيفة النورج 1 /ص33 ( * )